الصفحة الأخيرة

«جريح يكرِّم جريحاً» شعار أطلقه الجريح الموهوب خضر يونس

| الوطن

مع كل تقدم للجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب لا نستطيع إلا أن نذكر هؤلاء الذين قدموا أرواحهم وأجسادهم دفاعاً عن سورية والسوريين، شهداء وجرحى لهم منا كل الإجلال والاحترام.
خضر يونس ابن محافظة طرطوس، أحد جرحى الجيش في معاركه ضد الإرهاب، فنان موهوب بالعزف على «الأورغ» تغلب على جراحه التي منعته من المشي مجدداً، وانطلق بعزيمة عالية في مسار جديد في حياته وهو امتهان العزف.
يتدرب خضر على العزف كل يوم، وبدأ مؤخراً بإعطاء دروس في العزف للأطفال، ويحلم باستوديو خاص به ليتمم إبداعه من خلال تلحين الأغنيات، وخاصة ذات اللون الشعبي.
قرر خضر أن يلهم زملاءه الجرحى ويرفع من معنوياتهم وأن يشاركوه إرادته العالية وتصميمه على الاستمرار بنجاح على الرغم من كل الجراح، فأطلق شعار «جريح يكرِّم جريحاً» وقام العام الماضي بتنظيم أول حفل موسيقي بمناسبة عيد الجيش دعا إليه الجرحى من البلدات المحيطة به. يقول والد يونس: إن الحفل «كان ناجحاً وأدخل السعادة في نفوس الجرحى لدرجة أنه جعل الحضور يرقصون رغم جراحهم».
وبعد هذا النجاح قرر خضر أن يكرر التجربة هذا العام ونظَّم حفلاً من جديد لزملائه الجرحى في مدينة بانياس بمناسبة عيد الجيش. لكن أهل محافظة طرطوس في المغترب كان لهم دور في دعم خضر وزملائه الجرحى هذه المرة. فقد قرر عدد من مغتربي طرطوس في أستراليا، وبعد اطلاعهم على نشاط خضر، بالمساهمة مباشرةً في تنظيم الحفل هذا العام. بل قاموا بتكريم كل الجرحى الموجودين، وأشار عبد اللطيف ناصر، ممثل المغتربين السوريين في أستراليا إلى أن «الداعمين لهذا الحفل فضلوا عدم ذكر أسمائهم». فنحن أمام مشهد وطني لافت، فمن خلال جسور المواطنة السورية وعبر الجغرافيا المتباعدة نرى السوريين يداً واحدة وهدفهم واحد، كلٌّ يقدم من موقعه ما يستطيع من أجل سورية الأم.
يثبت خضر يونس من جديد أن إرادة السوريين لا يمكن أن تنكسر، ففي وقت القتال والواجب الوطني كان خضر في الميدان يقاتل حتى إصابته، وعندما منعته إصابته متابعة القتال نهض من جديد ليقدم عزفاً يطرب الجميع، ولم يكتف بذلك، بل سعى لكي يدخل الفرح والسعادة في نفوس زملائه الجرحى أولاً، وقدم لنا جميعاً مثالاً يحتذى ودرساً لا ينسى في الإرادة والعزيمة والتصميم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن