عربي ودولي

روسيا ستخفض حيازتها من الأوراق المالية الأميركية … موسكو تؤكد استعدادها لتطوير العلاقات مع واشنطن

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، استعداد روسيا لإجراء لقاءات مع ممثلي الدول التي تمارس سياسة غير ودية تجاه روسيا، بما فيها الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال صحفي حول حيوية مسألة إجراء لقاء ثنائي بين روسيا والولايات المتحدة في ضوء التصريحات الأميركية الأخيرة حول فرض عقوبات جديدة على موسكو قال لافروف: «لم نتجنب الاتصالات مع أحد بمن فيهم ممثلو الدول التي تمارس سياسة غير ودية تجاهنا. لذلك فإذا شعر زعماؤنا بضرورة عقد لقاء والعودة إلى مناقشة المسائل التي توحد مواقف روسيا والولايات المتحدة، فأعتقد أن هذا اللقاء سيتم».
وأضاف: «على الأقل نحن جاهزون لتطوير هذه الاتصالات على مستوى وزراء الخارجية، إذا كان الجانب الأميركي يستعد للعمل على أساس توازن المصالح ومساواة الحقوق ومع الأخذ بعين الاعتبار مصالح بعضنا البعض».
وفي الوقت ذاته وصف لافروف الاتهامات التي وجهتها الخارجية الأميركية إلى روسيا بسبب قضية العميل المزدوج سيرغي سكريبال بالسخيفة.
وتابع: «أما عدم قبولنا للوثيقة الأخيرة التي نشرتها الخارجية الأميركية فأظن أن كل من يعرف قضية سكريبال ولو بصورة بسيطة للغاية، يفهم سخافة الوثيقة الرسمية التي حملت فيها الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن حادثة سالزبوري».
ووقع بمدينة سالزبوري البريطانية في 4 آذار الماضي تسميم العقيد الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا باستخدام مادة شل الأعصاب A234، واتهمت لندن موسكو بالتورط في ذلك.
وفي الـ8 من الشهر الجاري أعلنت الإدارة الأميركية فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية في سالزبوري.
إلى ذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن وزير المالية أنطون سيلوانوف قوله إن روسيا ستواصل تقليص حيازتها من الأوراق المالية الأميركية ردا على العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على موسكو.
وقال سيلوانوف متحدثاً على التلفزيون الحكومي إن روسيا ستزيد من استخدام الروبل والعملات الأخرى مثل اليورو بدلا من الدولار الأميركي في تسوياتها.
في غضون ذلك وكعادة واشنطن في إلقاء اللوم بشكل مستمر على موسكو حتى في مشكلاتها الداخلية، صرح عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية فيرجينيا، توماس غاريت، أن روسيا برأي مكتب التحقيقات الفدرالية متورطة بالاحتجاجات الجماهيرية التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل الأميركية العام الماضي.
وقال غاريت في حديثه لقناة «CNN» الأميركية: «منذ نحو شهرين حضرت مؤتمرا مغلقا حول الوضع في مدينة شارلوتسفيل.. وسألت هناك، فيما إذا كانت إثارة الاحتجاجات مرتبطة بالتدخل الروسي.. وقالوا لي إنها مرتبطة به».
وزعم أن مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي يرى أن هدف الاضطرابات هو إثارة العداء بين المواطنين الأميركيين وتقويض الثقة بالقيم الديمقراطية.
وتأتي هذه التصريحات في يوم نزل فيه المئات من الطلاب والنشطاء اليساريين إلى شوارع مدينة شارلوتسفيل إحياء لذكرى مرور عام واحد على قيام تجمع للقوميين البيض بالاعتداء على مظاهرة مناهضة لعنصرية الشرطة في تلك المدينة.
وهتف المتظاهرون بشعارات تنتقد الشرطة وجامعة فرجينيا بما يسلط الضوء على استمرار الاستياء بعد عام كامل من أحداث وقعت بسبب مسيرة نظمها النازيون الجدد عبر حرم الجامعة وهم يهتفون بشعارات معادية للسامية ويضربون محتجين مناهضين لهم.
واندلعت الاضطرابات في مدينة شارلوتسفيل في 12 آب عام 2017 بسبب قرار السلطات حول نقل التمثال التذكاري للجنرال العنصري روبرت إيدوارد لي الذي كان يقود الجيش الكونفدرالي في ولاية فيرجينيا. وتحولت التظاهرات الجماهيرية إلى اشتباكات عنيفة بين اليساريين والمتطرفين اليمينيين، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، بينهم شرطيان، وإصابة 19 آخرين.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن