عربي ودولي

تصاعد الأزمة بين واشنطن وأنقرة … الليرة التركية إلى هبوط تاريخي.. والمركزي يتدخل

في وقت توقع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان استمرار الهجمات على اقتصاد بلاده، اتخذ البنك المركزي التركي، أمس، مجموعة من التدابير لدعم الاستقرار المالي، واستمرار الأسواق في عملها، ولطمأنة المستثمرين، بعد انهيار الليرة التركية الحاد نهاية الأسبوع الفائت.
وقال المركزي في بيان، نشره على موقعه الرسمي، إن الإجراءات المتخذة ستوفر للنظام المالي والمصرفي في البلاد، نحو 10 مليارات ليرة تركية، و6 مليارات دولار، ومن الذهب ما قيمته 3 مليارات دولار.
وأضاف: «إنه إلى جانب الدولار الأميركي، يمكن استخدام اليورو الأوروبي، كعملة مقابلة لاحتياطات الليرة التركية».
وفي الأسواق، واصلت العملة التركية تراجعها رغم إعلان المركزي التركي عن الإجراءات الجديدة.
وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى المخاوف المتعلقة بتأثير أردوغان، على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم. فضلاً عن الخلاف مع الولايات المتحدة.
هذا واعتبر رئيس النظام التركي، أن تمسك تركيا بمصالحها الوطنية هو أهم أسباب تعرضها لسلسلة من الهجمات الإرهابية والاقتصادية.
وقال أردوغان، في كلمة أمام سفراء بلاده بالخارج، إنه لا يوجد أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية في جميع المجالات تجاه دولة مثل تركيا كما يحدث الآن، وبلادنا دفعت أثماناً باهظة بصفتها حليفة في «الناتو».
وعلق أردوغان على تراجع الليرة التركية أمام الدولار، قائلاً: «ما نشهده اليوم لا يشبه أزمات 1994 أو 2001 أو 2007، بل نواجه في الحقيقة وضعاً مختلفاً للغاية»، وفقاً لما نقلته وكالة «الأناضول».
وقال: إنه يتوقع استمرار الهجمات على اقتصاد البلاد، لكنه تنبأ بأن الليرة التركية ستعود إلى «مستويات معقولة» قريباً.
وأضاف أردوغان، الذي وصف هبوط الليرة بأنه نتيجة لمخطط وليس للعوامل الاقتصادية الأساسية، إن انتشار الأنباء الكاذبة عن الاقتصاد خيانة وأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة طعنة في ظهر أنقرة.
وأبلغ أردوغان السفراء الأتراك في القصر الرئاسي أن تركيا تسعى بشكل متزايد وراء تشكيل تحالفات جديدة.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي أفاد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، بأن روسيا تسعى لاستخدام العملات الوطنية في حساباتها التجارية مع تركيا.
في سياق متصل توقعت صحيفة «فايننشال تايمز» أن يلجأ أردوغان، لطلب مساعدة مالية من قطر، لإسعاف الليرة في خلافه المتصاعد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه سيخضع لطلبه لاحقاً.
وأضافت في تقرير نشرته الأحد قائلة: «على الرغم من مكابرة أردوغان وتمسكه بموقفه، إلا أن الهبوط الحاد الذي تشهده الليرة التركية أمام الدولار، سيجعله يرضخ للمطالب الأميركية في نهاية المطاف وسيضطر صاغراً للإفراج عن القس الأميركي الذي يحتجزه بحجج واهية، لأن الاقتصاد التركي لن يتحمل العقوبات التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن