سورية

أكد قيام «مسد» بزيارة ثانية إلى دمشق.. والنقاشات مع الحكومة تركزت حول «الإدارة المحلية» ومفهوم «اللامركزية» … درار لـ«الوطن»: نحتاج إلى كثير من التروي لاتخاذ قرارات والأمر ترك للقاءات أخرى

| موفق محمد

أكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطية– مسد» رياض درار، أن جولة نقاشات ثانية جرت بين وفد من «المجلس» والحكومة تركزت حول «مفهوم الإدارة المحلية وإمكانية المشاركة فيها والنظرة المستقبلية لمفهوم اللامركزية»، لافتاً إلى أن تلك النقاشات «تحتاج إلى كثير من التروي لاتخاذ قرارات بشأنها، ومن ثم ترك الأمر إلى لقاءات أخرى».
كما أكد درار، أن «بدء أي معركة ستكون لمواجهة الإرهاب وسنكون طرفاً فيها»، لافتاً إلى أن «قسد»، «ستكون جزءاً من جيش سورية الذي يدافع عن حدودها وقضاياها وذلك بعد التسوية» التي سيتم التوصل إليها في البلاد.
وفي مقابلة مع «الوطن» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال درار حول آخر التطورات فيما يتعلق والاجتماعات بين وفد «مسد» ووفد الحكومة، وما تردد عن أن وفداً من حزب «الاتحاد الديمقراطي– با يا دا» قام بزيارة لدمشق؟ قال: إن «الوفود التي تحضر إلى دمشق لا تمثل حزب «الاتحاد الديمقراطي»، هي تمثل «مجلس سورية الديمقراطية– مسد» وهي تعمل مشتركة مع جميع المكونات والأحزاب الموجودة في هيكلية المجلس، لذلك فإن الممثلين الذي يحضرون هم يمثلون «مجلس سورية الديمقرطية – مسد» والمنطقة ككل».
وأوضح أن «كل النقاشات التي تجري الآن، هي من باب معرفة رأي الطرف الآخر حول المسائل التي يمكن أن يتم البدء بها»، لافتا إلى أن «الحكومة لها رأي بأن يكون البدء بموضوع انتخابات الإدارة المحلية، وبحكم أن هناك توجهاً إلى مفهوم اللامركزية، وكيف يطبق؟ فهذا يحتاج إلى تفاهمات حول الشكل الذي يمكن تطبيقه في هذه المناطق».
ويعتبر حزب «الاتحاد الديمقراطي» أحد مكونات «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الذي يضم قوى كردية وعربية وآشورية وسريانية.
وعقد وفد من «مسد» أواخر الشهر الماضي في دمشق اجتماعاً مع ممثلين عن الحكومة هو الأول من نوعه الذي يعلن عنه «مسد» وجرى خلاله الاتفاق على تشكيل لجان من الطرفين، لاستمرار اللقاءات ومتابعة الأوضاع بهدف التوصل إلى اتفاق بين الطرفين فيما يتعلق والمناطق التي يسيطر عليها «مسد» في شمال وشمال شرق البلاد.
وكشف درار، أن وفداً من «مسد» قام بزيارة ثانية إلى دمشق وعقد لقاءات مع الحكومة.
وبخلاف ما تم ترويجه من قبل مصادر إعلامية معارضة، بأن اللقاء إخفاق وأنه تم طرد وفد «مسد» وإصدار مذكرة اعتقال بحقهم من السلطات، قال درار: «كانت هناك نقاشات تحتاج إلى كثير من التروي لاتخاذ قرارات بشأنها، ومن ثم ترك الأمر إلى لقاءات أخرى».
وأوضح، أن النقاشات بين وفد «مسد» ووفد الحكومة خلال الزيارة الثانية «تركزت حول مفهوم الإدارة المحلية وإمكانية المشاركة فيها، والنظرة المستقبلية حول مفهوم اللامركزية وكيف يمكن أن يعالج».
وأصدر الرئيس بشار الأسد مؤخراً مرسوماً لإجراء انتخابات المجالس المحلية في 16 أيلول المقبل، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل أكثر من 7 سنوات.
وأعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات، سليمان القائد، أن «لجان الترشح في المحافظات قبلت 34553 طلب ترشح لانتخابات الإدارة المحلية من أصل أكثر من 55164 طلباً»، مشيراً إلى أن «المرشحين سيتنافسون على 18478 مقعداً في سورية».
وإن كانت انتخابات الإدارة المحلية الجديدة ستقام في مناطق سيطرة «مسد»، قال درار «هذا تابع للتطورات».
ويجري الجيش العربي السوري منذ عدة أيام تحشيدات كبيرة على تخوم محافظة إدلب استعداداً لتحريرها، في وقت ذكرت تقارير إعلامية نشرت أمس بأن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر الذراع العسكري لـ«مسد» أرسلت تعزيزات من حلب إلى تخوم إدلب أيضاً.
وقال درار: «بالنسبة للتحضيرات التي تقوم في إدلب وحولها من قبل الجيش السوري، لم يكن هناك أي نوع من أنواع التنسيق (بشان معركة إدلب مع مسد)، إلا أن أي حشد لقوات «قسد» هو لغاية تحرير منطقة عفرين (في ريف حلب الشمالي) من المرتزقة الذين احتلوها بدعم من الجيش التركي»، مؤكد أن «بدء أي معركة ستكون لمواجهة الإرهاب وسنكون طرفاً فيها».
وعن مستقبل قوات «قسد» إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين «مسد» والحكومة، قال درار: لقد «أعلنا أكثر من مرة، أن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» ستكون جزءاً من جيش سورية الذي يدافع عن حدودها وقضاياها وذلك بعد التسوية ونحن نأمل أن نصل إلى تسوية حقيقة للبلاد من أجل أن تتحقق فيها إمكانية المشاركة في جميع مناحي الحياة والإدارات ومن أجل مستقبل آمن لجميع أنباء شعبنا».
وإن كان الانفتاح الذي جرى بين «مسد» والحكومة أزعج الأميركيين الذي يعتبرون حلفاء لـ«مسد»، وإن كان الأخير يطلع الأميركيين على النقاشات التي تدور بينه وبين الحكومة؟، قال درار: «لم يبد أحد انزعاجاً حول المفاوضات بين «مسد» والحكومة. نحن لدينا كل الحرية في الحوار السياسي والمفاوضات السياسية لأن الاتفاق مع الأميركيين هو من أجل مواجهة الإرهاب ومواجهة (تنظيم) داعش (الإرهابي) ونحن في هذا الطريق لم نتوقف، وبقاء الأميركيين كما يقولون هو من أجل القضاء على الإرهاب وداعش وهذا الأمر متوقف على النتائج وعلى انتهاء هذه العمليات».
وحول زيارة السفير الأميركي السابق لدى البحرين وليم روباك، لمناطق سيطرة «مسد» وإن كان الأميركيون جادين فعلاً بالانسحاب من شمال شرق سورية، قال درار: «الأميركيون أعلنوا أكثر من مرة أنه عندما تنتهي المشكلات العالقة وخاصة في موضوع مواجهة الإرهاب وقضايا أخرى هم والروس متفقون عليها سوف ينسحبون، وأعتقد أن الأمر متروك لتقريرات هذه الدول التي تتشابك مع بعضها أو تتفاهم، فهي التي ترسم السياسيات، وبكل أسف نحن لا نستطيع أن نقرر في هذه المسائل. نعتقد أنه يجب إخراج جميع الاحتلالات من الأرض السورية».
وعن تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة بأنه يعتزم احتلال مناطق جديدة في شمال سورية، قال درار: «طموح أردوغان ليس له حدود، وهو الآن يعيش حالة التهور التي سبق وإن عاشها من المستبدين الذين رأيناهم، وقد قامت عليهم ثورات شعوبهم، وهذا (أردوغان) سوف يلحق بهم إذا كان مستمراً بهذا الطريق وهو الآن بعنجهيته وغروره يسير على نفس الدرب، ومن ثم نحن سندافع عن مناطقنا والشعب السوري كله سوف يدافع عن أرضه، إذا ما تم الاعتداء عليه من أردوغان وجيشه الغادر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن