الأولى

المفوض الأممي لشؤون اللاجئين يعارض عودة المهجرين السوريين.. ودمشق: أوروبا تعرقل أيضاً … الجيش يحشد في حلب تمهيداً لمعركة الريف.. ويطبق على «داعش» جنوباً

| الوطن

وفقاً للتوقعات والمعطيات المتواترة من الشمال، يبدو أن معركة «إدلب» باتت على بعد أيام قليلة، مع استقدام الحشود العسكرية لأرياف حماة وحلب واللاذقية، واتساع دائرة الحراك العسكري والسياسي، المتوازي مع ما يجري جنوباً، حيث تنتظر السويداء إعلان باديتها خالية من «الدواعش» بعد استكمال الحصار عليها.
مصادر خاصة أكدت لـ«الوطن» بأن الجيش العربي السوري استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت خلال الأيام الماضية إلى حلب، تمهيداً لبدء عملية عسكرية ضخمة في أرياف المحافظة الغربية والجنوبية الغربية والشمالية، بهدف دحر المسلحين منها ودرء الخطر عن مدينة حلب التي تستهدفها قذائف وصواريخ المسلحين بشكل مستمر.
وأضاف المصدر: إن اتخاذ الجبهات الغربية والشمالية الغربية لحلب كمنصات لإطلاق المسلحين القذائف وخصوصاً في الشهر الأخير، وبالقرب من نقطة المراقبة التركية غربي المدينة، على رؤوس المدنيين الآمنين في الأحياء المتاخمة، سرع من اتخاذ القرار بتطهير تلك الجبهات.
ولفت إلى أن العملية ستمتد في عمق الريف الشمالي حيث تسيطر «حركة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة» سابقاً على جيب يمتد من بلدة كفر حمرة وقبتان الجبل إلى بلدات حريتان وعندان وحيان وبيانون، في حين تستهدف عملية الجيش ريف المحافظة الغربي، مركز ثقل ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» المتحالفة مع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في «جبهة تحرير سورية»، بدءاً من بلدتي المنصورة وخان العسل وحتى مدينة الأتارب بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وأضاف المصدر: إن الجيش يسعى من خلال عمليته إلى تطهير الريف الجنوبي الغربي لحلب كاملاً، حيث من شأن ذلك أن يؤمن حلب الكبرى بشكل تام، ويسرع من افتتاح مطار حلب الدولي، كما يغلق الجيش السوري بذلك الحدود الإدارية لإدلب من الجهتين الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية بالتوازي مع العملية العسكرية التي أعد لها الجيش انطلاقاً من مطار أبو الظهور وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي للإطباق على مسلحي محافظة إدلب من ثلاث جهات وتقسيمها إلى قطاعات لتطهيرها بشكل كامل.
هذه المعطيات الواردة من الشمال تزامنت مع استمرار العمليات العسكرية في بادية السويداء، حيث حقق الجيش هناك مزيداً من التقدم، مضيقاً الخناق على إرهابيي «داعش» المتحصنين في تلول الصفا.
وقالت وكالة «سانا»: إن إحكام الطوق على ما تبقى من فلول التنظيم التكفيري المتحصنة في المنطقة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والمعقدة، وقطع طرق إمدادهم تسرع في اندحارهم وتزيد من خسائرهم.
المتغيرات الميدانية المتسارعة التي يقودها الجيش السوري على محوري الشمال والجنوب، لاقتها تحركات ومواقف سياسية مهمة، سجلتها دمشق على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الذي اعتبر في تصريح لـ«روسيا اليوم»، أن «ربط الدول الأوروبية بين إعادة إعمار سورية، والعملية السياسية يعرقل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم».
من جانبه، شدد وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف، على أن «رفع العقوبات الاقتصادية أمر ضروري بالنسبة لعودة اللاجئين إلى البلاد».
موقف دمشق، لاقاه موقف بدا مخالفاً للسياقات والجهود الدولية الحاصلة على صعيد ترتيب عودة المهجرين السوريين، حيث أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن معارضته «لعودة اللاجئين السوريين إلى الوطن في الظروف الحالية».
وقال غراندي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين: «لا يمكننا أن نسمح بعودة اللاجئين في الظروف الخطيرة»!
في الأثناء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إنه «من المقرر في المستقبل القريب عقد قمة رباعية بشأن سورية بين زعماء روسيا وفرنسا وتركيا وألمانيا»، وأضافت: إن «وزير الخارجية، سيرغي لافروف، سيزور أنقرة ويلتقي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو لبحث الاجتماع الرباعي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن