سورية

«قسد» تستعد للسيطرة على آخر جيوب داعش شرق نهر الفرات … ضحايا مدنيون في قصف جديد لـ«التحالف الدولي»

| وكالات

في وقت سقط فيه عدد من المدنيين في قصف لطيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بزعم محاربة الإرهاب، تستعد «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من هذا التحالف للسيطرة على آخر جيوب تنظيم داعش الإرهابي شرق نهر الفرات.
وذكر نشطاء معارضون وفق مصادر إعلامية معارضة أن مدنيين قتلوا وجُرح آخرون، إضافة إلى مسلحين من تنظيم داعش بقصف جوي لطائرات «التحالف الدولي» على قرية الباغوز الواقعة جنوب شرق مدينة دير الزور شرق البلاد.
وأكد النشطاء، أن القصف تسبب بمقتل أربعة مدنيين وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى مقتل ثلاثة من تنظيم داعش.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن قوات «التحالف الدولي» و«قسد» تواصل تحضيراتها، للبدء بعملية عسكرية واسعة ضد الجيب الأخير لتنظيم داعش في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، لإنهاء وجود التنظيم بكامل شرق الفرات، بعد السيطرة على هذا الجيب.
ويتمثل الجيب الذي يسيطر عليه التنظيم شرق الفرات بمنطقة هجين، والتي تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات الذي يحيط بها من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي.
وبحسب المصادر، فإن هذا التحضير المتسارع يأتي مع استمرار خروج العائلات من الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، إلى مناطق سيطرة «قسد» عبر معبر الشعفة، إذ خرجت عائلة أيزيدية عبر معبر الشعفة، كانت متواجدة ضمن هذا الجيب، وتمكنت من الوصول إلى مناطق تواجد «قسد»، فيما كانت خرجت خلال الأيام الفائتة، عشرات العوائل السورية وغير السورية، إذ تجري عمليات نقل العوائل غير السورية إلى مخيمات تابعة لـ«قسد» وتحت رقابتها، في حين يسمح للعوائل السورية بالمغادرة إلى قرى ريف دير الزور الشرقي.
وأول من أمس وفي بيان نشرته على معرفاتها في الإنترنت، قالت «قسد»: إنها ملتزمة ببرامجها وخططها لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأتها للسيطرة على الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.
وأضافت: إنها تركز حالياً على طرد التنظيم من الجيب الأخير المتبقي له في منطقة حوض الفرات الأوسط.
يأتي بيان «قسد» بعد أسبوع من إعلانها السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية من يد التنظيم، إذ أعلنت في 5 من الشهر الجاري، أنها تمكنت من إنهاء نفوذ التنظيم على الخط الحدودي الفاصل مع العراق، ضمن المرحلة الثانية من حملة «عاصفة الجزيرة».
وأوضحت، أن السيطرة جاءت بعد التقدم من ثلاثة محاور، إذ تمكنت من إحراز تقدم كبير بمسافة تقارب 37 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي، في المنطقة الصحراويّة الفاصلة بين بلدة الدشيشة وأقصى شرق نهر الفرات.
وخسر تنظيم داعش في الأشهر الماضية معظم المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق، ليقتصر نفوذه على بعض الجيوب في محيط مدينة البوكمال وفي الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية العراقية.
وذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن التنظيم ينشط بعمليات أمنية في مدينة الرقة تستهدف مواقع لـ«قسد»، حيث قام التنظيم بعدة هجمات في الرقة، واستهدفت مسلحين من «قسد» في أماكن متفرقة.
وبلغ عدد مسلحي «قسد» الذين استهدفهم التنظيم في اليومين الماضيين خمسة، وقتلوا جميعهم بتفجير عبوات ناسفة زرعت على طرقات المدينة، وليست المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم عن هجمات في الرقة بعد خروجه منها.
ونشرت وكالة «أعماق» التابعة لداعش إنفوغرافاً، في تموز الماضي، يظهر أن مسلحي التنظيم نفذوا 30 عملية ضد مقاتلي «قسد»، 16 عملية منها في محافظة الحسكة و14 في دير الزور، منذ بداية شهر نيسان.
وأضافت: إن العمليات أسفرت عن قتل 58 من عناصر «قسد»، بينهم 12 من القوات الأميركية «قياديون وعناصر».
وارتكب مسلحو داعش مجازر وحشية بحق الشعب السوري في الشمال عندما كانوا يحتلون المنطقة، واليوم وخلال عمليات البحث التي تتم بمساعدة الأهالي يتم العثور على مقابر جماعية عائدة للمجازر التي ارتكبها مرتزقة داعش في الرقة وعين عيسى.
إلى ذلك، أغلقت قوات أمن «الأسايش» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» الكردي، مدارس، الأوائل وفرمان والقدس في مدينة الحسكة، وذلك تطبيقاً لقرار «با يا دا» بمنع تدريس مناهج وزارة التربية السورية في المناطق الخاضعة لسيطرته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن