رياضة

بين التجربة الإسبانية والدورة الليتوانية ناشئو منتخبنا هم الضحية

| مهند الحسني

أصبحت لدي قناعة شبه تامة أن حماس اتحاد كرة السلة في إيجاد السبل الكفيلة لتطوير اللعبة الشعبية الثانية، وتوفير كل مقومات العمل الصحيح يشبه إلى حد بعيد مسألة تناول بعض الأشخاص للمنشطات، والمشكلة هنا ليست في تناول المنشطات بل في الأثر الذي تتركه، فالحركة والحيوية التي تدب بالشخص بعد تناولها سرعان ما تبدأ بالزوال إذا لم تتابع بواحدة أخرى وهكذا، وبكل صراحة هو حماس اتحاد السلة، يبدي اهتماماً كلامياً وتصميماً مريحاً على معالجة هموم وشجون اللعبة، لكن بعد فترة ليست بالطويلة يكتشف الواحد منا أن حماسه الذي تكون مع حماسة الاتحاد بأقواله ووعوده وحده الذي بقي وليس هنا شيء آخر، وهناك أمثلة كثيرة وعد الاتحاد بتوفيرها وتأمين كل ما يلزم لكوادره، غير أن وعوده ما لبثت أن تلاشت مع مرور الأيام بالنسبة للقضايا لكن حماسه لمسلسل تصفية الحسابات وإبعاد الكوادر الجيدة هو في قمة نشاطه، وهنا نسأل ما المنشطات التي يريدها اتحاد السلة ليستمر حماسه ونشاطه تجاه هموم وشجون اللعبة فقط؟

تجربة التقمص
كم تمنينا لو قام اتحاد كرة السلة بتقمص الشخصية الإسبانية في نهضتها السلوية المشرقة، ووصولها إلى الأولمبية والعالمية عن جدارة واستحقاق عبر تخريج أجيال من اللاعبين سطرت المجد في ميادين كرة السلة العالمية، بدلاً من تقمص الشخصية الإسبانية في إعفاء مدرب منتخب كرة القدم قبل نهائيات كأس العالم الأخيرة بسبب تعاقده مع نادي ريال مدريد، ورغم تباين الحالتين إلا أن إعفاء مدربنا الوطني هيثم جميل كان فيه الكثير من الرسائل السلبية التي انعكست على أداء المنتخب وروحه المعنوية بنهائيات أمم آسيا الأخيرة التي اختتمت في تايلاند، حيث ظهرت جلياً عشوائية القرار الذي لم يكن مدروساً من النواحي كافة، ولم تأخذ آثاره السلبية بعين الحسبان، ولا نعلم ما الحكمة بإقصاء المدرب بهذه الطريقة الارتجالية والعشوائية، وترك المنتخب خلال البطولة في حالة من الفوضى والتردد غير المبرر، ثم لماذا حرمنا المدرب من حقه بسماع وجهة نظره وشرح ملابسات قضيته لحين عودته إلى الوطن ثم محاسبته، وهل كان الخطأ بمستوى يتطلب دعوة لجنة الأمور المستعجلة للانعقاد بينما لم نشهد اجتماعاً واحداً للاتحاد ولجنته الموقرة هذه لمناقشة خسائر سلتنا المذلة التي فقدت القدرة على المنافسة حتى في بطولات 3/3 ؟

قلوب مليانة
البعض قال إن المدرب كان كبش فداء لتغطية إخفاق المنتخبات الوطنية من أجل إظهار الاتحاد في موقف المحاسب لكل كبيرة وصغيرة، ولكن حقيقة المشهد عكست أن اليد التي رفعت السيف لخطأ صغير هي اليد نفسها التي طبطبت لأخطاء وسقطات فنية كبيرة في المرحلة الماضية.
والبعض الآخر أشار إلى أن عقوبة المدرب جاءت بتوصية لاتحاد كرة السلة من بعض متنفذي الرياضة السورية بسبب عدم استجابته لضم بعض لاعبي «الواسطة» للمنتخب في النهائيات الآسيوية الأخيرة.
المدرب أخطأ إذا صدقت رواية الاتحاد، لكن الأمور ظهرت كقضية القلوب المليانة، وكانت الحكمة تقتضي محاسبته بعد البطولة للحفاظ على استقرار المنتخب في مشاركته، والسماع منه أسباب مخالفته. والمحاسبة كانت تقتضي عن قضية المنتخب فقط، لكن الاتحاد راح إلى أبعد من ذلك وقام بإقالة المدرب نفسه من رئاسة لجنة المدربين، وهذا ما يؤكد أن مسلسل تصفية الحسابات لم ولن يتوقف ما دام هناك من يحبك القضايا من وراء الكواليس بأيد خفية ممزوجة بنيات ما أنزل اللـه بها من سلطان، ومن المؤكد أن تصل باتحاد السلة إلى حد الهاوية إذا بقيت الأمور من دون تدخل مباشر.

أخطاء بالجملة

خطأ جديد يضاف إلى هضبة الأخطاء التي ضاق بها كاهل سلتنا الوطنية، ولكن من يغفر خطأ عدم تسجيل لاعب في بطولة دولية سابقة، ومن ثم يدافع عن المخطئ، ومن يسمح لإداري المنتخب بالحصول على سياحة استجمامية خلال أهم مراحل تحضير منتخب الرجال لا يمكن أن يحاسب مدرب تأخر يوماً عن تدريبات المنتخب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن