رياضة

في بطولة «الأسياد» الإخفاقات يجب أن تواجه بحزم … خروج مخجل في الجمباز ومزعج في المصارعة

| نورس النجار

المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية لبطولة إندونيسيا اتسمت بالعديد من الإيجابيات التي لا يمكن إغفالها مع ملاحظة العديد من السلبيات التي يتحملها العديد من مدربينا واتحادات الألعاب التي على ما يبدو لا تدري أين تقع رياضتنا ولا تعرف مستوى لاعبينا الحقيقي.

وإيجابيات المشاركة أننا تخطينا الحدود بالعدد فشاركنا بأكبر عدد من الألعاب واللاعبين ما يمنح لاعبينا وكوادرنا فرصة طيبة للاطلاع والاحتكاك، مع إدراكنا أننا لن نحقق الميداليات البراقة بكل الألعاب فيكفينا شرف المشاركة الإيجابي من خلال الحضور الطيب المشرف في البطولة.
لكن أن نحقق نتائج مخجلة فهذا أمر مرفوض جملة وتقصيراً، وعلى سبيل المثال نذكر المصارعة، فمصارع خسر بالتثبيت بعد خمسين ثانية، فهل هذا يدل على أن مصارعنا لا يفهم ألف باء اللعبة، ومصارع آخر خسر بالنقاط العالية، ما يدل على عدم التكافؤ، وابتعاد مصارعنا بمستواه عن المستوى الآسيوي، وهذا نموذج ولا نريد الخوض في بقية النتائج.
وإذا عدنا إلى الماضي نجد أن مصارعتنا كان لها الوجود المؤثر وحصدت الكثير من الميداليات واليوم لا تقوى على الوقوف في الحلبة، وهذا يدل على أن اللعبة عندنا تراجعت وعندهم تقدمت.
المشكلة أن هناك من يخفي علينا وعلى القيادة الرياضية الحقائق، فعندما يعود لاعبو المصارعة من البطولات الدولية والخارجية متوجين بالألقاب ويخفقون بالأسياد بطريقة مريعة لا بد أن نشك في النتائج التي يحققها المصارعون وما هي إلا لذر الرماد في العيون، أو أن هذه البطولات ليست معياراً ولا تحقق الصقل والاحتكاك والتنافس، أي إنها بلا فائدة مرجوة.
الحل يكمن في إعادة رسم إستراتيجية اللعبة، فاللعبة سواء في البيوتات الرياضية (غير المراقبة فعلياً) أم في الأندية باتت تجارية بحتة، نحن مع أن تدخل اللعبة عالم الاستثمار الرياضي، لكن ليس على حساب العامل الرياضي والتفوق والتطور المنشودين.
الشيء المهم الذي نلاحظه أيضاً هو ضعف كوادر اللعبة فنياً وإدارياً، نحن لا نستطيع أن نبعد كوادرنا عن اللعبة، لكن نستطيع أن نطور قدراتهم بالمزيد من دورات التطوير المحلية والخارجية.

ضريبة الإهمال
للجمباز حكاية أخرى، يزن سليمان جاء أخيراً بين ستين لاعباً، وهذا يعني أن لاعبنا في واد واللعبة في واد آخر، اللاعب دخل السن الافتراضي الأعلى للاعبي الجمباز (18) عاماً، وبعد هذا العمر يهرم اللاعبون ويبدؤون رحلة التراجع، أي لا أمل من هذا اللاعب، ونستغرب هنا ما صرح به مدربه الأجنبي وكيف كان يتحدى العالم به في هذه المشاركة، ولو أنه جاء بالمركز الثلاثين لاعتقدنا بوجود أمل، ولكن!!
اللعبة تدفع ضريبة الإهمال مثلها مثل ألعاب عديدة لم يعد لها وجود كالغطس وكرة الماء والرماية وغيرها، وهي بحاجة إلى إعادة إطلاق من جديد بروح فاعلة وبأسلوب علمي يبدأ من الصغار حتى نصل بعد سنوات إلى مبتغانا وغايتنا من هذه الألعاب.
والدراجات لم تكن أفضل حالاً، لكن يكفيها أنها وصلت بين الدراجين في الوسط من الترتيب.
كرة السلة
هذه اللعبة الأنيقة التي تعتبر اللعبة الشعبية الثانية تأثرت كثيراً بالأزمة بعد أن هجرها أفضل اللاعبين واللاعبات وباتت تعيش على ما تبقى من لاعبين محصورين بناد أو ناديين على الأكثر، والحصيلة الضعيفة هذه انعكست على المنتخبات الوطنية وعلى مشاركات الأندية، فتواضع الأداء وتدنت النتائج وبتنا نخسر بأرقام فلكية مع فرق ومنتخبات كنا نتدرب بهم!
والنتائج التي تحققها سلتنا ذكوراً وإناثاً متوقعة، ونأمل أن تكون هذه المنتخبات اكتسبت الخبرة المطلوبة من خلال احتكاكها مع اختلاف المدارس الآسيوية.
تطور كرة السلة لا تكون في مكاتب الاتحاد، مسؤولية الاتحاد تكمن في الأمور التنظيمية والإجراءات الإدارية وتفعيل البطولات والاختيار الصح لمدربي المنتخبات الوطنية، لكن مسؤولية الأندية تكمن في تطور اللعبة من خلال العناية بها على كل المستويات وخصوصاً القواعد، بناء كرة السلة يبدأ من الأندية وينتهي بها، والتقصير الذي نراه هو تقصير أنديتنا أولاً وأخيراً.
هذه قصة الأسبوع الأول من مشاركتنا في الأسياد وهو أسبوع مظلم بكل المقاييس، ونأمل أن يكون الأسبوع الحالي أسبوع الإنجازات ونيل البطولات والميداليات من العديد من اللاعبين واللاعبات، وخصوصاً الملاكمين والرباعين وغيرهم ونأمل التوفيق لمجد غزال في مسابقته المشهورة.
وهذا الأسبوع نأمل أن يحقق منتخبنا الأولمبي بكرة القدم الحلم فيتخطى دور الثمانية بفوزه على فيتنام بعد أن أفلح بالفوز على فلسطين بهدف رأسي لأحمد الأشقر وأعانه عليه حارس فلسطين.

الميزان
المكتب التنفيذي هو السلطة الرياضية العليا، ورئاسة البعثة التي ضمت ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام ولبنى معلا وطارق حاتم عضوي المكتب التنفيذي لا شك أنهم باتوا مطلعين عن قرب عن واقع الألعاب الرياضية المشاركة وتفاصيل المشاركة وأداء اللاعبين وهمومهم ومتطلباتهم، ولا شك أنهم عرفوا مكامن الخلل في الألعاب، وأماكن التقصير والإهمال، ولا بد من تقييم حقيقي وموضوعي للمشاركة وفق المعايير الوطنية والإمكانات المتاحة الموضوعة، فالمقصر يجب أن يعاقب، ويجب معالجة الواقع الرياضي على ضوء مشاركتنا والتطور الرياضي الكبير الحاصل في آسيا لوضع خطة فعالة لتقريب المسافات بيننا وبين الرياضة في آسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن