عربي ودولي

موسكو تهدد بالرد على تدريبات الناتو وعلى الأسطول البحري الأميركي الثاني

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن روسيا سترد دبلوماسياً وعسكرياً على أكبر تدريبات للناتو منذ العام 2002 والتي ستجري في النرويج في تشرين الأول وتشرين الثاني المقبلين، في وقت أعلن نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن أليكسي كوندراتييف أن روسيا ستتخذ خطوات محددة ومناسبة في حال أقدمت الولايات المتحدة على إنشاء أسطول بحري حربي ثان.
وفي منتدى «الجيش 2018» المنعقد بضواحي موسكو، أفاد السفير المتجول لوزارة الخارجية، مندوب روسيا لدى مجلس القطب الشمالي، فلاديمير باربين، بأن التدريبات ستجري في أراضي النرويج ومياه شمالي المحيط الأطلسي بمشاركة نحو 40 ألف جندي و150 طائرة و70 سفينة حربية.
وأشار الدبلوماسي إلى أن التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ألقى بظلاله على منطقة القطب الشمالي، حيث «ضربت العقوبات المفروضة على موسكو مشاريع في قطاع النفط والغاز، وجرى طي اتصالات عسكرية، ويتم جر حلف شمال الأطلسي في أمور المنطقة وتعزيز الوجود العسكري للناتو بالقرب من الحدود الروسية».
وأضاف باربين: إن اتفاقاً تم التوصل إليه حول تشكيل قيادة جديدة لقوات الناتو المشتركة ومقرها العام قاعدة نورفولك البحرية بولاية فيرجينيا الأميركية، بأن تكون هذه القيادة مسؤولة عن حماية المواصلات في منطقة القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي. كما أكد الدبلوماسي قيام الولايات المتحدة بإعادة تشكيل الأسطول الثاني الأميركي الذي تم تفكيكه بعد انتهاء الحرب الباردة والذي توجد سفنه غالباً في شمال المحيط الأطلسي. وتابع: «كل هذه العوامل يجب أخذها بالحسبان وبلورة ردود ضرورية دبلوماسية وعسكرية في وقت مناسب. ولا يزال خيارنا كما كان وهو حل تفاوضي متمدن لجميع الخلافات من أجل ضمان السلام والاستقرار في منطقة القطب الشمالي». كما أعلن نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن أليكسي كوندراتييف أن روسيا ستتخذ خطوات محددة ومناسبة في حال أقدمت الولايات المتحدة على إنشاء أسطول بحري حربي ثان.
وقال كوندراتييف لوكالة أنباء سبوتنيك: «إن إنشاء أسطول بحري حربي ثان للولايات المتحدة يهدد المواصلات البحرية الروسية في منطقة بحر الشمال» مشيراً إلى أن المواصفات الكمية والنوعية لأسطول بحر الشمال الروسي ستتطور في ضوء التعزيزات العسكرية الأميركية في منطقة القطب الشمالي من أجل توفير أمن روسيا في هذا الاتجاه. في هذه الأثناء أعلن أسطول البحر الأسود الروسي عن التحاق فرقاطتي «الأميرال غريغوروفيتش» و«الأميرال إيسن»، بمجموعة السفن الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري في المتوسط.
وقال رئيس المركز الصحفي لأسطول البحر الأسود الروسي، أليكسي روليوف إن الفرقاطتين أتمتا مهاماً تدريبية تضمنت عمليات إقلاع وهبوط لمروحيات عسكرية من طراز «كاموف كا-27»، بالإضافة إلى تدريبات أخرى للبحث وتتبع الغواصات.
هذا وأعادت الولايات المتحدة رسمياً الجمعة تأهيل الأسطول الثاني لقواتها البحرية الذي تعود جذوره إلى فترة الحرب الباردة.
وقال قائد عمليات القوات البحرية الأميركية، جون ريتشاردسون، في كلمة ألقاها خلال مراسم خاصة لإطلاق عمل الأسطول الثاني في قاعدة نورفولك بولاية فيرجينيا: «يجب علينا الاحتفاظ بميزاتنا التنافسية والهيمنة في البحر». وأضاف: «الأسطول الثاني سيطور قدراتنا على المناورة والقتال في مياه البحر الأطلسي وبالنتيجة دعم التغلب الأميركي في البحر، الأمر الذي سيؤدي إلى ضمان أمن ونفوذ وازدهار أمتنا». في غضون ذلك أكدت الخارجية الروسية أن فرض الولايات المتحدة حزمة عقوبات جديدة على روسيا من المقرر تطبيقها الاثنين القادم لن يؤدي إلا لمزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها في كلمة ألقتها أمس أمام مجموعة من المتطوعين: «بالطبع إن الموجة الجديدة من العقوبات لن تسفر سوى عن زيادة التوتر وهذا أمر واضح».
بدوره رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن تصريحات مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون الذي ربط بين مواصلة العقوبات ضد موسكو والتغيرات في السلوك الروسي تعبر عن موقف ساخر تماماً وعقيم.
ولفت سلوتسكي إلى أن روسيا قوة عظمى ولن تستسلم للإملاءات الشمولية للولايات المتحدة.
وأوضح سلوتسكي أن موسكو دعت باستمرار إلى تطبيع العلاقات مع واشنطن قائلاً: إن «موسكو ستبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق ذلك على الصعيد البرلماني».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن