سورية

كارتر يدعو بلاده والغرب للتعامل مع الحكومة السورية ورفع العقوبات

| الوطن – وكالات

دعا الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة إلى التعامل مع الحكومة السورية ورفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب (العقوبات) المفروضة من قبلهم على الشعب السوري.
ووفق ما ذكر موقع قناة «العالم» الإيرانية، دعا كارتر في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة إلى العودة التدريجية للتعامل مع الحكومة السورية، منوهاً إلى خفوت وتفرّق الأصوات التي كانت عام 2011 قوية ومتحدة حول شعار: إن «(الرئيس بشار) الأسد يجب أن يرحل»، مؤكداً أن النهج الأمثل الآن هو اختبار قدرة الحكومة السورية على الشروع في طريق جديد يفضي إلى وضع نهاية للحرب في البلاد.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية دأبت المعارضة ومن خلفها ممولوها من الدول الغربية والعربية على رفع شعار «إسقاط النظام» في سورية، وهو ما حملوه إلى جولات التفاوض العديدة التي جرت في جنيف وأدى إلى إفشال تلك الجولات دون إحراز أي تقدم.
ورأى الرئيس الأميركي الأسبق الذي شغل منصبه بين عامي (1977-1981) أن الغرب ينبغي أن ينبذ استهداف «تغيير النظام» وأن يضبط مستوى التوقعات بشأن عملية الانتقال الديمقراطي في سورية على المدى القصير إلى المتوسط، وأن يصب اهتمامه بدلاً من ذلك على البناء المتأني والتدريجي للديمقراطية، لافتاً إلى إمكانية أن يبدأ الغرب وأميركا بإعادة فتح سفاراتهم في سورية، وقال: إن الغياب الدبلوماسي لتلك الدول عن دمشق أدى إلى ضياع الكثير من الفرص.
ونبه كارتر إلى أنه في مقابل هذه الخطوة الغربية على صعيد التقارب مع دمشق، فإنه ينبغي على حكومة الأخيرة القيام بإصلاحات حتمية واتخاذ خطوات على طريق بناء الثقة كإطلاق سراح معتقلين؛ على أن يحافظ الغرب من جانبه على اعتدال مطالبه، ويساهم بشكل أكبر في إعادة إعمار سورية.
وأكد كارتر ضرورة رفع «العقوبات» المفروضة على سورية، والتي تضر بالمواطن العادي، من أجل حلّ التحديات الجسام على طريق إعادة الإعمار ومكافحة البطالة والإنتعاش الاقتصادي؛ محذراً من أنه ومن دون التصدي للمشكلة الاقتصادية في سورية، فإن جيلاً من الأطفال السوريين ممن باتوا على أعتاب العشرينات من أعمارهم مرشحون للانضمام لصفوف الإرهابيين لاستئناف الحرب في العقد المقبل.
وتتطابق دعوة كارتر للغرب مع موقف الحكومة السورية، الذي عبر عنه الكثير من المسؤولين ومنهم مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي أكد مطلع الشهر الجاري أن الدولة السورية مع عودة جميع المهجرين الموجودين في الخارج والنازحين داخلياً، وعودة السوريين لا تتعلق فقط بالحكومة السورية، بل بالكثير من الدول التي فرضت على سورية إجراءات قسرية أحادية الجانب التي نسميها اختصاراً «عقوبات» رغم أن العقوبات تفرض بموجب القانون الدولي.
وأضاف الجعفري: عندما يفرض الغرب عقوبات اقتصادية على سورية يوقف الاستثمار والتحويلات والمعامل وعندما ترفع هذه العقوبات يخف الضغط على البعد الاقتصادي والاجتماعي في سورية فتعود الناس وتجد فرص عمل.
إشارة الجعفري لموضوع المهجرين توازت مع إحداث مجلس الوزراء «هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج» إلى مدنهم وقراهم التي هجّروا منها بفعل الإرهاب، وذلك من خلال تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم الطبيعية ومزاولة أعمالهم كما كانت قبل الحرب.
واختتم كارتر مقاله بالإشارة إلى أن العديد من السوريين وصلوا إلى استنتاج أن أي سلام، حتى ولو كان منقوصاً أو مشوهاً، هو أفضل من استمرار العنف؛ وإلا فالبديل هو دولة فاشلة لعقود ممتدة في قلب الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن