سورية

الجيش يواصل تعزيزاته إلى جبهات إدلب والإرهابيون يعلنون النفير العام

| حماة- محمد أحمد خبازي – دمشق– الوطن- وكالات

في الوقت الذي واصل فيه الجيش العربي السوري إرسال تعزيزاته غير المسبوقة إلى جبهات إدلب، بانتظار ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية الرامية إلى اجتثاث الإرهاب من المحافظة، قضى على العديد من الإرهابيين في ريف حماة الشمالي.
وفي التفاصيل، فقد استهدف الجيش بصليات نارية كثيفة مواقع ومقرات وتحركات للإرهابيين المحليين والوافدين في ريف حماة الشمالي، وتحديداً في قريتي الزكاة وحصرايا وفي أراضيهما الزراعية وكذلك في لطمين والمصاصنة ومعركبة ما أدى إلى مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي. وبيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة دكت بالمدفعية أيضاً تحركات لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، وذلك في الخوين وأم جلال وأطراف ناحية التمانعة جنوب شرقي إدلب، وهو ما أدى إلى مصرع العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي. وكانت مجموعات إرهابية حاولت استهداف نقاط للجيش في ريف حماة الشمالي بطائرات مسيرة عن بعد محملة بالقنابل.
وذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش واصل إرسال تعزيزاته وحشوده استعداداً لمعركة إدلب، حيث دفع برتل مؤلف من 30 آلية بينها دبابات وعربات ب.إم.ب وناقلات جند انطلق من دوار المزارب بحماة إلى الريف الشمالي، فيما وصل رتلٌ آخر إلى جورين في سهل الغاب.
ونقلت الصفحات، عن مصادر ميدانية: أن الجيش واصل تعزيزاته إلى جبهات إدلب في أضخم عملية عسكرية متوقعة في المحافظة.
وأكدت المصادر، أن استعدادات الجيش مستمرة بانتظار ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية، وبينت أن الفرصة ما زالت مفتوحة لخروج من يود من المحافظة عبر المعابر الرسمية التي فتحتها الدولة السورية.
كما تناقلت الصفحات صور «سيلفي» التقطها مقاتلون من الجيش لما قالوا إنه «المزيد من القوات في أضخم زحف عسكري باتجاه إدلب».
وفي السياق، ذكر المتحدث باسم ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة من قبل تركيا ويسمي نفسه «ناجي أبو حذيفة» وفق وكالات معارضة، أن الجيش يواصل إرسال الحشود العسكرية إلى محيط المناطق الخارجة عن سيطرته في محافظة إدلب والتي تضمنت دبابات وعربات «ب إم ب» وعربات مصفحة ومدافع وتجهيزات عسكرية أخرى.
وأضاف: إن الحشود تمركزت في منطقتي جبل التركمان وسلمى شمال اللاذقية، ومنطقتي أبو دالي وأبو عمر في حماة ومطار أبو الضهور شرق إدلب، إضافة إلى تعزيزات وصلت إلى مطار حماة ومدرسة المجنزرات.
وأعلنت الميليشيا النفير العام ورفع الجاهزية الكاملة، لمواجهة تهديدات الجيش، ببدء العملية العسكرية لاجتثاث الإرهاب من إدلب.
وذكرت «الجبهة» في بيان لها أول من أمس، وفق مواقع إلكترونية معارضة، «نَحمل ما يصدر عن النظام من تهديدات وتلميحات باقتراب معركة إدلب محمل الجد (…) وندعو جميع الفصائل والتشكيلات في المنطقة أن يفعلوا كذلك».
وتشكلت «الجبهة» نهاية تموز الماضي، من اندماج التنظيمات المسلحة في المنطقة، وتتلقى دعماً من تركيا.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة إدلب فوضى أمنية غير مسبوقة تمثلت بازدياد حالات الاغتيال والتصفيات والتفجيرات، وعمليات خطف مقابل فدية، وهو ما جعل المدينة تعيش حالة عدم استقرار.
وتعود حالة الفوضى بشكل أساسي إلى اقتتال وتنافس التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة فيما بينها فضلاً عن قيام جماعات منفلتة بعمليات السلب والنهب، والخطف مقابل المال.
وخلال الساعات الماضية قتل مسلحان اثنان تابعان لـ«جبهة النصرة»، وجرح عدد آخر، من جراء إطلاق النار عليهم من قبل مجهولين، عند حاجز تابع لهم بين مدينتي سلقين وكفرتخاريم شمال غربي إدلب، كما أصيب ثلاثة مسلحين من ميليشيا «جيش الأحرار» التابع لـ«الجبهة الوطنية للتحرير»، من جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي إدلب.
كذلك قتل 3 مسلحين من «الجبهة الوطنية للتحرير»، وجرح 3 آخرون، بعد أن فتح مجهولون النار عليهم في محيط سراقب، أثناء مرورهم في سيارة كانت تقلهم إلى جبهات ريف حلب، حيث تم إسعاف الجرحى إلى أحد المشافي في مدينة سراقب.
وبالإضافة إلى سوء الوضع الأمني، فإن الاعتقالات التي قامت بها «جبهة تحرير سورية» و«النصرة» التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب لمئات ممن يشتبه بأنهم يقبلون المصالحة مع الحكومة السورية، زادت حالة السخط بين السكان على الوضع القائم في المحافظة.
إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة أحد مسؤولي ميليشيا «لواء عاصفة الشمال» التابع لما يسمى «الجيش الحر» المدعوم من تركيا المدعو فاضل لحموني قرب بلدة شران شمال شرق عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، من دون ورود معلومات عن إصابات، بحسب مصادر إعلامية معارضة.
وأقرت تنسيقيات المسلحين على مواقع التواصل الاجتماعي، بإصابة أحد مسؤولي ميليشيا «تجمع أحرار الشرقية» التابع لـ«الجيش الحر»، المدعو أبو غامد طالبان ومقتل مسلحين اثنين من «التجمع»، إثر اشتباكات فيما بينهم في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، لأسباب مجهولة.
من جانب آخر، اعتقلت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» 30 شاباً، في قرية صندلية جنوب شرق مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، لأسباب مجهولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن