سورية

تحضيرات لعدوان أميركي يتبع «مسرحية كيميائي» جديدة في إدلب.. وخبير: الدفاعات السورية بالمرصاد … موسكو تحذر واشنطن وحلفاءها من أي «تهور» في سورية

| وكالات

حذرت موسكو بقوة أميركا وحلفاءها من أي «تهور» في سورية، بعدما كشفت عن مخطط لتمثيل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مسرحية لاستخدام السلاح الكيميائي في إدلب، وحشد عسكري أميركي في مياه الخليج العربي تحضيراً لعدوان على سورية بمزاعم اتهام الجيش العربي السوري بمسرحية الكيميائي في إدلب.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن «روسيا شاهدت تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وأدركت أن التهديدات هي اللغة الوحيدة التي تتحدث بها الولايات المتحدة حالياً»، مبيناً أن هذا لا يؤثر على تصميم موسكو على مواصلة خطط القضاء التام على التنظيمات الإرهابية في سورية وعودة هذا البلد إلى الحياة الطبيعية.
وأعلن بولتون للصحفيين عشية لقائه سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف، الخميس الماضي، أن بلاده ترى خطط الجيش السوري لشن هجوم جديد في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن واشنطن «سترد بقوة أكبر» في حال استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل دمشق بحسب زعمه. ويصر الغرب على تجاهل إعلان منظمة حظر استخدام السلاح الكيميائي في 23 حزيران 2014 أن سورية سلمت كامل مخزونها من السلاح الكيميائي.
وشدد ريابكوف على أن موسكو ستواصل العمل لدعم سورية بما في ذلك في مجال عودة المهجرين إلى ديارهم، موضحاً أن الغرب لا يرغب في المشاركة في هذا العمل ما يثبت أن لديهم أهدافاً أخرى وهي الاستمرار في استهداف سورية باستخدام كل الطرق وبإضافة ذرائع جديدة.
وقال: إن «الأميركيين لا يتعلمون من التاريخ، والآن نرى تصعيداً خطراً للوضع مرة أخرى»، مضيفاً: إن «السيناريو المحتمل الآن هو الإعداد لعمل استفزازي تتبعه ضربات لسورية»، محذراً في ذات الوقت «واشنطن وحلفاءها من أي خطوات متهورة جديدة في سورية».
وسبقت تصريحات ريابكوف تأكيد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف أنه «وفقاً لمعلومات مؤكدة من عدة مصادر مستقلة في آن واحد تستعد الجماعة الإرهابية «هيئة تحرير الشام» (الواجهة الحالية لـ«النصرة») لاستفزاز آخر، وتمثيل أن الجيش السوري استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في محافظة إدلب».
ووفق وكالة «سبوتنيك» قال كوناشينكوف: إنه تم إرسال 8 عبوات من الكلور ونقلت إلى قرية تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة جسر الشغور، بعد أن سلمت إلى الجماعة الإرهابية «حزب التركستان الإسلامي» من أجل تمثيل «الهجوم الكيميائي» في جسر الشغور من «النصرة». وأوضح كوناشينكوف، أن مسلحين مدربين من شركة خاصة بريطانية «أوليف» يخططون لتمثيل دور إنقاذ «لضحايا أسلحة كيميائية على غرار الخوذ البيضاء»، مشيراً إلى وصول مجموعة من المسلحين المدربين إلى منطقة جسر الشغور.
وأضاف: إن تنفيذ العملية الاستفزازية بالأسلحة الكيميائية سيكون بمنزلة ذريعة لضرب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لأهداف حكومية سورية، مشيراً إلى وصول المدمرة الأميركية «يو إس إس سوليفان» إلى الخليج العربي محملة بـ56 صاروخاً من طراز كروز بهدف تنفيذ ضربة على سورية.
وتابع: «كما وصلت القاذفة الإستراتيجية الأميركية «بي ون بي» إلى قاعدة العديد الأميركية في قطر محملة بـ24 صاروخاً مجنحاً من طراز «جاسم- أي جي أم 158» «AGM-158 JASSM».
في المقابل، رأى رئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني» الروسية، إيغور كوروتشينكو، أن «الاستفزاز» الكيميائي يمكن أن يؤدي لضربة من قبل التحالف الغربي ضد سورية، مشيراً إلى أن منظومة الدفاع الجوي السورية باتت اليوم قادرة على التعامل مع أي هجوم وتقليل تبعاته.
وبحسب «سبوتنيك»، اعتبر كوروتشينكو أنه لا يمكن استبعاد تكرار سيناريو العدوان الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني على سورية في نيسان الماضي «خلال وقت قريب»، ورأى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية المتواجدة في سورية ستوفر حماية المواقع الروسية (قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية) وأماكن تواجد عسكريينا ومستشارينا وخبرائنا، أما منظومات الدفاع الجوي السورية، فقادرة على تغطية المدن الرئيسية والمواقع، إنها منطقة مسؤوليتها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تلجأ لاستخدام الغواصات النووية المتعددة المهام المزودة بصواريخ «توماهوك» التي تتواجد اليوم في منطقة البحر المتوسط والمناطق القريبة.
بدوره اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن العمل الاستفزازي في سورية سيؤدي إلى تقويض نظام الأمن العالمي والمؤسسات القانونية، وذلك بعدما أكدت الخارجية الروسية في بيان أصدرته الجمعة الماضي «أن الترويكا الغربية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تميزت بنشر بيان مشترك بمناسبة الذكرى الـ5 لكارثة استخدام السارين في منطقة الغوطة الشرقية، ومرة أخرى تم توجيه اتهامات قاطعة باستخدام الأسلحة الكيميائية للرئيس السوري بشار الأسد»، معربة عن أسفها من «استغلال واشنطن ولندن وباريس هذه الذكرى الحزينة بالنسبة للشعب السوري والمجتمع الدولي برمته في مصلحة تمرير نهجها المخرب الهادف إلى تشويه صورة رئيس الجمهورية العربية السورية».
واعتبرت أنه من الواضح منذ وقت طويل للجميع ومن بينهم الخبراء المستقلون أن «العمليات البشعة» المرتكبة في مناطق بسورية «يقف وراءها داعش وما يسمى بعناصر المعارضة المعتدلة والمنظمات غير الحكومية التي تعمل لخدمة مصالحهم مثل الخوذ البيضاء الذين يحصلون على تمويل من الخارج».
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، أدان الأربعاء الماضي بشدة بيان الدول الثلاث وما جاء فيه شكلاً ومضموناً لأن هدفه الأساسي هو تبرير استخدام التنظيمات الإرهابية للأسلحة الكيميائية ولأنه يهدف لإطالة أمد الحرب على سورية ودعم التنظيمات الإرهابية التي تهاوت وتشرذمت إثر الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري خلال الأسابيع والأشهر الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن