سورية

معهد واشنطن: التوترات شمال إسرائيل تنذر بمواجهة في كل المنطقة

| وكالات

اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «أن التوترات المتزايدة في المناطق المتاخمة لشمال إسرائيل تثير المخاوف بشأن مواجهة أخرى بين «إسرائيل» وحزب اللـه أو اندلاع حربٍ بين «إسرائيل» وإيران في سورية، يمكن أن تمتد إلى أرجاء المنطقة كافة».
جاء ذلك في مقال مشترك نشره المعهد الأميركي، لخبيرين، تحدثا عن حرب كبرى مرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، العام المقبل، وأعد المقال الرائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي نداف بين حور، وهو زميل عسكري زائر في معهد واشنطن، ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، مايكل مايكل آيزنشتات.
وجاء في المقال، الذي ترجمه موقع «عربي 21» الإلكتروني الداعم للمعارضة: أن «التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية لإسرائيل تثير مخاوف بشأن مواجهة أخرى بين إسرائيل وحزب اللـه أو اندلاع حربٍ بين إسرائيل وإيران في سورية، وقد لا تقتصر حربٌ مماثلة على المشاركين الأصليين فحسب، بل يمكن أن تمتد إلى كل أرجاء المنطقة وتؤثر بالتالي على المصالح الأميركية الحيوية هناك».
وأضاف: إن إيران «أظهرت أنها تسعى لتجنّب الحروب التقليدية وما يترتب عليها من خسائر فادحة لقواتها، وبدلاً من ذلك، فإنها تعتمد تنفيذ عمليات بالوكالة وأنشطة مؤثرة بل غير فتاكة، ومع ذلك، فقد كانت مستعدة في بعض الأحيان للمغامرة بنشاطات عالية المخاطر تنطوي على احتمالية التصعيد».
ونوه الباحثان إلى أن «إسرائيل عازمة على تجنب الحرب أيضاً، رغم أن أفعالها تظهر أنها مستعدة لقبول خطر التصعيد لمواجهة هذه التهديدات الناشئة».
وجاء في المقال أيضاً: «يبرز احتمال وقوع حرب أخرى على نطاق لم يسبق له مثيل من حيث التعقيد نتيجةً للحرب في سورية، التي مكنت إيران من بناء بنية تحتية عسكرية في سورية ونشر فيلقها الأجنبي على حدود إسرائيل، وقد أصبح من الممكن الآن أن تندلع الحرب على جبهات متعددة وفي أماكن بعيدة وتدور على الأرض، وفي الجو، وفي البحر، وفي مجال المعلومات والنطاق السيبراني من قبل مقاتلين من حزب الله، وإيران، وسورية، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وحتى اليمن، وفي هذا الإطار، سوف يخلق النطاق الموسَّع للحرب المحتملة خيارات عسكرية جديدة لإيران وحزب الله، ويوسّع القدرات الإسرائيلية إلى أبعد حدودها».
وعن سيناريوهات الحرب القادمة، قال الخبيران في المقال: إن «حرب لبنان وما يزيد على ذلك، هي حرب بين إسرائيل وحزب اللـه في لبنان، لكن يشارك فيها أيضاً الإيرانيون وآلاف المقاتلين الأجانب، وحتى حماس، وتبقى الجبهة السورية هادئة نسبياً، حيث تقوم إسرائيل هناك بأنشطة محدودة لاعتراض حركة المقاتلين والقدرات إلى داخل لبنان».
وذكر المقال، إن سيناريو آخر متوقع أن تقع الحرب على الأراضي السورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية، والمجموعات المدعومة من قبل إيران وربما عناصر من الجيش العربي السوري، مشيراً إلى أنه «تبقى الجبهة اللبنانية هادئةً نسبياً، ولكن إذا تم انجراف القوات البرية السورية إلى القتال، فقد تتدخل روسيا لحمايتها».
السيناريو الثالث بحسب المقال «هو أن تكون الحرب على جبهتين (في لبنان وسورية)، وتشارك فيها إسرائيل، وإيران، وحزب اللـه والمجموعات الأخرى وربما حتى عناصر من الجيش السوري، حيث يعامل كلا الجانبين لبنان وسورية كمسرح واحد، وموحد للعمليات».
وقلل الباحثان من احتمالية وقوع حرب إقليمية تشمل المملكة العربية السعودية وربما الإمارات العربية المتحدة أيضاً.
وأضافا: إن «الحرب القادمة في شمال إسرائيل ستكون أوسع نطاقاً بكثير من الصراعات السابقة، وقد تبدأ إسرائيل بحملة جوية مكثفة لمواجهة تهديد قذائف العدو وقوته الصاروخية ومقاتليه، إلا أن التعامل الفعال مع هذا التهديد سيتطلب عمليات برية واسعة النطاق، ولن يكتفي أعداء إسرائيل بإطلاق الصواريخ والقذائف على المنشآت العسكرية الإسرائيلية، والمجمّعات السكنية، والبنية التحتية الحيوية فحسب، بل سيحاولون استخدام القوات البرية للتسلل داخل الخطوط الإسرائيلية والاستيلاء على بعض القرى والمواقع العسكرية الصغيرة».
ونصح الكاتبان واشنطن وتل أبيب «بكبح جماح محور المقاومة وتهديداته»، وقالا إنه «يتعين على صانعي القرار الأميركيين والإسرائيليين استخدام إمكانية التصعيد الكامنة في حرب شمالية محتملة لردع إيران عن الأعمال التي قد تؤدي إلى مثل هذا الصراع في المقام الأول، أو انتشاره إلى إيران الأمر الذي قد يهدد المصالح الاقتصادية الحيوية لإيران، واستقرار النظام في سورية».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن