رياضة

بعد تجاوز فلسطين.. الآمال كبيرة لبلوغ نصف النهائي … لقاء السهل الممتنع مع فيتنام والإرادة هي العنوان

| ناصر النجار

يخوض في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم منتخبنا الأولمبي مواجهة من العيار الثقيل بلقاء فيتنام القوي في ربع نهائي بطولة الألعاب الآسيوية (الأسياد) التي تقام في إندونيسيا.
فيتنام ليست رقماً في الكرة الآسيوية، فكرتها تتطور بسرعة كبيرة، ووجودها على مستوى الفئات والقواعد جيد ومؤثر وفعال ولها صولات وجولات في البطولات الآسيوية.
المنتخب الفيتنامي وصل دور الثمانية من دون أن يخسر أي مباراة ولم يدخل مرماه أي هدف وهذا دليل على قوة الفريق ومتانة دفاعه على الأقل، ومبارياته كانت مثل مبارياتنا بالنسبة لعامل القوة والضعف والسهل والصعب، بدأ فيتنام مبارياته بالدور الأول في المجموعة الرابعة بالفوز على باكستان 3/صفر، ثم نيبال 2/صفر، وتصدر مجموعته بالفوز على كوريا الجنوبية أحد المرشحين للقب 1/صفر، وفي دور الـ16 تجاوز البحرين بهدف نظيف.
هذا يدل على أن تعامل فيتنام مع البطولة كان تعاملاً جدياً فلم تفرق بين المباراة القوية والضعيفة وسارت بنسق تصاعدي أوصلها إلى ما تريد، وهي مؤهلة للاستمرار نحو الأعلى إن لم يوقفها منتخبنا.
وعلى صعيد اللقاءات فلم يجمعنا الزمن الكروي إلا بلقاء واحد معهم جرى في أيلول من عام 2005 وانتهى هذا اللقاء الودي إلى التعادل السلبي.

الامتحان الصعب
منتخبنا الوطني جرت الرياح بما تشتهي سفنه، فطريقه نحو ربع النهائي كان ممهداً ومفروشاً بالورود، ونحمد الله أننا لم نواجه في دور الـ16 فرقاً قوية وعريقة مثل كوريا الجنوبية وإيران واليابان والسعودية وأوزبكستان وإلا لكان هذا الدور هو ختام المسيرة.
مباريات المنتخب في الدور الأول لم تكن مرضية باستثناء الفوز على الإمارات في باكورة مبارياتنا بهدف نظيف، فالخسارة أمام الصين كانت ثقيلة بنتيجتها وأخطائها الفردية غير المقبولة، والفوز على تيمور الشرقية كان جيداً ومتوقعاً لكن غير الجيد فيه اهتزاز دفاعنا وحارسنا بالهدفين اللذين دخلا مرمانا من أضعف الفرق المشاركة، وارتقى منتخبنا درجة بالأداء وخصوصاً في الخط الخلفي بلقاء فلسطين وفاز بمعية حارس فلسطين الذي أهدانا هدف الفوز.
كل المبررات التي ساقها القائمون على منتخبنا الأولمبي تقبلناها بصدر رحب، فالمنتخب لم يستعد الاستعداد اللائق ولم يتحقق له الانسجام المفترض بسبب غياب نصف لاعبيه مع فريق الجيش بمشاركته ببطولة الأندية العربية، ولكن يجب أن نؤمن أن الفترة التي أمضاها المنتخب في إندونيسيا والمباريات الأربع التي خاضها هي كمنزلة معسكر مغلق خارجي خاض فيها مباريات سهلة ومتوسطة وصعبة وهي كفيلة بتحقيق المستوى المطلوب والوصول إلى الجاهزية الكاملة.
المنتخب كشف عن وجود خامات جيدة في الخط الاحتياطي كزكريا حنان ومحمد كامل كواية وعبد الهادي شلحة، ولولا الإصابات التي لحقت بمحمود البحر وعبد الرحمن بركات ما كان المدرب ليتجرأ ويشركهم، فكانت الحاجة أم الاختراع!
المشكلات التي يعاني منها منتخبنا تبدو في خط الخلف واضحة، وربما كانت مغامرات شعيب الهجومية إحدى الثغرات التي كشفت دفاعنا مراراً وعلى المدرب أن يضع حداً لتحركات الشعيب أو أن يوجه أحد لاعبي الوسط لسد مكانه في حال تحركه ضماناً لمتانة الدفاع وعدم وجود ثغرات فيه.
في الوسط نملك لاعبين مهاريين أكثروا من المناورة والاحتفاظ بالكرة كأحمد الأحمد وأحياناً كواية، وهذا الأمر غير محمود العواقب في الكثير من الأحيان، لذلك لا بد من تسريع اللعب وعدم الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، وعلّة الهجوم داء ليس دواء، ونأمل من مهاجمينا أن يتمركزوا في الأماكن الصحيحة وأن يبحثوا عن الكرة أكثر من بحثها عنهم.
هذه المشكلات الفنية التي وجدناها برأي الكثير من المراقبين الفنيين لا بد أن تجد طريقها للحل قبل لقاء اليوم الصعب، حتى نتمكن من العبور، وعلينا أن نضيف إليها ما يمكن أن تنتهي إليه المباراة بالتعادل، ما سيجبر الفريقين على لعب شوطين إضافيين وربما ركلات ترجيح، وبالخلاصة الجاهزية البدنية الكاملة في المباراة ضرورية واختيار البدلاء كوقت وفاعلية أمر مهم والتمرين على ركلات الترجيح ضروري جداً.
نعود فنقول: إن اللقاء مع فيتنام صعب، لكنه ليس بصعوبة اللقاء مع أوزبكستان أو كوريا أو السعودية واليابان، ومن حسن حظنا أن القرعة أوقعتنا مع فرق من العيار المتوسط ليكون وصولنا إلى نصف النهائي أمراً يحتاج إلى التحدي والإصرار وقراءة المباراة بعين خبيرة.

أرقام وألوان
كل فرق المجموعة الأولى المتأهلة خرجت من دور الـ16، فالمتصدرة إندونيسيا خسرت أمام الإمارات بركات الترجيح 3/4 بعد التعادل 2/2 وسجلت إندونيسيا التعادل في الدقيقة 94، علماً أن الإمارات سجلت هدفيها من ركلتي جزاء، فلسطين الوصيفة خسرت أمام منتخبنا بهدف وهونغ كونغ الثالثة خرجت بثلاثية نظيفة أمام أوزبكستان.
في المجموعة الثانية تابعت أوزبكستان صدارتها دون خسارة ولم يدخل مرماها أي هدف، بينما خرجت بنغلادش بدور الـ16 بالخسارة أمام كوريا الشمالية 1/3 ويعتبر وصول بنغلادش إلى هذا الدور إنجازاً.
الصين متصدرة المجموعة الثالثة خسرت أمام السعودية ثالثة المجموعة السادسة 3/4 والغريب أن السعودية بقيت متقدمة 4/صفر حتى الدقيقة 80، منتخبنا الوصيف تأهل بفوزه على فلسطين بهدف، والإمارات ثالثة المجموعة أبعدت مستضيف البطولة إندونيسيا بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل 2/2.
في المجموعة الرابعة استمرت المتصدرة فيتنام فبلغت ربع النهائي بهدف سجلته على البحرين، أما اليابان فتأهلت بصعوبة على حساب ماليزيا بهدف الدقائق الأخيرة.
في المجموعة الخامسة ماليزيا المتصدرة واجهت اليابان في مباراة قوية وخرجت بشرف بخسارتها بهدف، أما كوريا الجنوبية الوصيفة فتألقت بلقاء إيران متصدرة المجموعة السادسة وفازت عليها 2/صفر، وفي المجموعة السادسة خرجت إيران المتصدرة وتأهلت كوريا الشمالية الوصيفة وكذلك السعودية صاحبة المركز الثالث.
ونذكر أخيراً بالخارجين من البطولة من الدور الأول وهم: لاوس وتايوان من المجموعة الأولى، تايلاند وقطر من الثانية، تيمور الشرقية من الثالثة، باكستان ونيبال من الرابعة، قيرغيزستان من الخامسة وميانمار من المجموعة السادسة.

ربع النهائي
بعد خروج الصين وإيران من دور الـ16 سيشهد دور الثمانية خروج عملاقين آسيويين آخرين من مباراتين تعتبران قمة المباريات، الأولى بين أوزبكستان وكوريا الجنوبية والثانية بين السعودية واليابان، بينما تلعب كوريا الشمالية مع الإمارات ومنتخبنا مع فيتنام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن