شؤون محلية

شركة تصنيع العنب في السويداء تعاني من تراجع المبيعات

| السويداء – عبير صيموعة

الصعوبات والعقبات التي اعترضت الشركة العربية السورية لتصنيع العنب في السويداء والمتمثلة بارتفاع أسعار المواد الأولية في الإنتاج وأهمها اليانسون والعبوات وصولاً إلى تصريف منتجها بسبب منافسة القطاع الخاص بالأنواع التي غزت الأسواق كافة، سواء من الأصناف المنتجة ذاتها أم من أنواع أخرى، دفع الشركة إلى اتباع سياسة إنتاجية لمشروبات أخرى بالاعتماد على الكحول المصنع من العنب أصولاً وكان أول تجاربها التي ما زالت قيد الدراسة والتجريب هي إنتاج الفودكا.
مذكرات عديدة قدمتها الشركة إلى الوزارات المعنية وكان آخرها المذكرة المسطرة من الشركة للجنة الوزارية المتابعة لمشروعات المنطقة الجنوبية تشرح بها واقع الشركة والسبب في تدني الإنتاج والتصريف مع وضعها عدداً من المقترحات للنهوض بواقع الشركة.
مدير عام الشركة فادي شقير بين لـ«الوطن» أن تراجع المبيعات والتدني في عملية التسويق يعود إلى منافسة القطاع الخاص بالسعر وليس بالجودة وظهور العديد من الأصناف الأخرى في السوق المحلية وعمليات الغش والتدليس التي تلجأ إليها شركات القطاع الخاص، وانتشار أنواع كثيرة في الأسواق مصدرها خارجي وقسم منها مهرب، وعمليات التزوير التي تطول منتجات القطاع العام ومنتجات الشركة بشكل خاص والتي تصل إلى نسبة 100 بالمئة من الإنتاج وارتفاع أجور نقل المنتج بين المحافظات.
وأشار شقير إلى أن من بين الأسباب تراجع المبيعات وانعكاس الأزمة الراهنة بشكل عام وعدم إمكانية الوصول إلى بعض المناطق التي كان يصل إليها المنتج سابقاً، وضعف القدرة الشرائية للمواطن على اعتبار أن منتجات الشركة من المواد الرفاهية ومنتج ثانوي، إلى جانب تهرب القطاع الخاص من ضريبة الإنفاق الاستهلاكي وزيادة الإنتاج مقابل انخفاض حصة الشركة في السوق المحلية من 70 بالمئة ما قبل الأزمة إلى نحو 30 بالمئة حالياً نتيجة الفارق الكبير بالسعر ما جعل الزبائن يتجهون بعيداً عن منتجات الشركة إضافة إلى ارتفاع سعر مادة اليانسون بمعدل 10 أضعاف خلال الأزمة الراهنة ليصل سعر الطن الواحد إلى مليون و750 ألف ليرة.
ولمواجهة هذه الصعوبات دعا شقير إلى تأمين قالب زجاجي خاص بكل شركة وبكل صنف من أصناف الشركة السورية لتصنيع العنب في السويداء ومتابعة المنتجات المنتشرة في الأسواق المحلية من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وتحليل هذه المنتجات حيث يشمل التحليل مكونات المنتج المصنع منه المادة وليس التركيز الكحولي فقط لتحديد نوعية الكحول المصنع منه العرق والنسب التركيبية ولاسيما الكحول الميتيلي الذي يعتبر كحولاً ساماً جداً ومميتاً، والعمل على إصدار رؤية لمتابعة القطاع الخاص من خلال ربط كمية العنب المستلمة مع كمية العرق المصنع والجاهز للبيع بحسب أرقام المكتب الهندسي في المؤسسة العامة للصناعات الغذائية ووزارة الصناعة، وإصدار تعميم يلزم القطاع الخاص بدفع ضريبة الإنفاق الاستهلاكي أسوة بالقطاع العام وذلك عن طريق لصق طابع على كل عبوة يتم بيعها عن طريق القطاع الخاص ما يعود بالفائدة على خزينة الدولة، إضافة إلى ضرورة وضع سعر تأشيري لمادة اليانسون حتى لا يتحكم بها تجار المادة خاصة، منوهاً بأن الشركة تحتاج لتنفيذ خطتها لهذا الموسم والبالغ 8 ألاف طن من العنب العصيري إلى نحو3 آلاف كيلو من اليانسون فيما تحتاج عملية إنتاج كل ليتر إلى (6.5) كغ من العنب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن