4 أشهر من الفوضى في مناطق الإرهابيين شمالاً.. وداعش يحتضر في «تلول الصفا» … حشود الجيش تتواصل إلى جبهات إدلب.. ونيرانه تدمي «النصرة»
| حماة – محمد أحمد خبازي – الوطن – وكالات
واصلت مدفعية الجيش العربي السوري دك معاقل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بالترافق مع استمرار توافد حشوده العسكرية إلى محيط إدلب تمهيداً لاجتثاث التنظيم من المحافظة وريفي حماة واللاذقية الشماليين، في حين بات تنظيم داعش الإرهابي يحتضر في بادية دمشق الشرقية بسبب تضييق الخناق عليه. وبيّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش دك بالمدفعية تحركات لمجموعات إرهابية من «النصرة» في الزكاة واللطامنة والجنابرة بريف حماة الشمالي وأردى العديد منهم صرعى فيما أصاب إرهابيين آخرين بجروح.
كما استهدف الجيش بصليات نارية كثيفة إرهابيين يرفعون شارات ما يسمى «حراس الدين» و«الحزب الإسلامي التركستاني» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتحركات لـ«النصرة» في بلدة الخوين بالريف المذكور أيضاً وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي.
وكشف المصدر ذاته لـ«الوطن»، أن المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي استقدمت تعزيزات مما يسمى «جيش التوحيد» وزجت بها في محاور ريفي حماة الشمالي والغربي، وهو ما أكدته صفحات تنسيقيات الإرهابيين على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
وأوضح المصدر، أن الإرهابيين في ريف إدلب اختطفوا ثلاث عائلات أثناء توجهها إلى معبر أبو الظهور للعبور إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش وذلك لترهيب الراغبين بمغادرة مناطق سيطرة الإرهابيين إلى مناطق الجيش الآمنة ومنها إلى مدينة السقيلبية بمنطقة الغاب التي تدفق إليها خلال الأيام الماضية المئات من مواطني إدلب.
في غضون ذلك تناقل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً أظهرت استمرار وصول تعزيزات وحشود الجيش إلى عدة محاور في محيط إدلب وريف حماة استعداداً لمعركة إدلب.
من جانبها، ذكرت قناة «روسيا اليوم» عبر موقعها الإلكتروني، أن الجيش العربي السوري أرسل تعزيزات جديدة إلى خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية التي تسيطر على معظم أراضي محافظة إدلب شمال غربي البلاد، لافتة إلى وصول قوات إلى محيط بلدة الجيد بريف حماة الشمالي الغربي، مزودة بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ، وهي في طريقها إلى إدلب.
بدوره زعم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، بأن الجيش استقدم مقاتلين سابقين لدى المليشيات ممن أجروا «مصالحات وتسويات» في الغوطة الشرقية ودرعا وغيرها للمشاركة في عملية إدلب، بينهم، بحسب مواقع معارضة، 400 مسلح من ريف حمص الشمالي فقط.
في المقابل، أفتى ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له، «بحرمة مجيء أي أحد من درعا أو منطقة أخرى للقتال في محافظة إدلب»، زاعماً أن «من فعل ذلك فقد والى أعداء اللـه وأعداء «الثورة» وفي هذا الولاء طعن في دينه».
في الغضون تواصلت الفوضى الأمنية في إدلب، للشهر الرابع على التوالي، إذ ذكرت تنسيقيات المسلحين أن أحد مسلحي «الجبهة الوطنية للتحرير» قتل وأصيب آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون بسيارة كانت تقلهم، على الطريق الواصل بين مدينة سراقب وبلدة سرمين بريف إدلب الجنوبي الشرقي، في حين أكد نشطاء على «فيسبوك» إصابة عدد من المسلحين ووقوع أضرار مادية في ممتلكات المدنيين، إثر الاشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في قرية «باب اللـه» شمال بلدة بسنقول في ريف إدلب الجنوبي الغربي، لأسبابٍ مجهولة.
ووصل عدد المقتولين وفق «المرصد» منذ الـ26 من نيسان الفائت إلى 289 شخصاً في أرياف إدلب حلب وحماة.
وفي ريف حلب الشمالي قتلت امرأة وأصيب شخص آخر إثر إطلاق النار عليهما، من قبل أحد مسلحي مليشيا «الجبهة الشامية» التابعة لما يسمى «الجيش الحر» في مخيم باب السلامة في منطقة إعزاز.
وكان للمحتل التركي دور في عمليات القتل، حيث قتلت امرأة وطفلة وأصيب شخص آخر، برصاص قوات حرس الحدود التركي، لدى محاولتهم عبور الحدود السورية _التركية، في ريف إدلب الغربي.
في الأثناء واصلت «النصرة» اعتقال من تشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي وبلغ عددهم أمس 20 مسلحاً، بعد مداهمة مقرٍ لهم، في بلدة دركوش بريف إدلب الغربي. وبالانتقال إلى جنوب البلاد، تحدث «المرصد» عن تواصل عمليات الجيش العسكرية في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يواصل تحصنه في منطقة تلول الصفا بعد محاصرته بداخلها، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ترافقت مع عمليات قصف صاروخي في تمهيد متواصل بغية تحقيق مزيد من التقدمات وإجبار التنظيم على رفع رايته البيضاء والاستسلام، ولفت إلى أن قتلى التنظيم بلغوا 151 على الأقل منذ الـ25 من تموز الفائت.
بموازاة ذلك، أعلن رئيس مجموعة تشكيل وتسليم إمدادات الإغاثة التابعة لمركز المصالحة الروسي في سورية، فلاديمير لايدينوف، أن الجيش الروسي أجرى عملاً إنسانياً في بلدة جملة في محافظة درعا، حيث وزع أكثر من 500 طرد غذائي.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» شملت الطرود «الدقيق والأرز والمياه المعبئة في زجاجات وجرى توزيعها برفقة الشرطة العسكرية الروسية».