عربي ودولي

السلطة الفلسطينية تدين مخطط واشنطن لشطب حق العودة.. والأوقاف تحذّر من المساس بالأقصى … غزة تحبس أنفاسها بانتظار التهدئة و«مصالحة» القاهرة

| فلسطين– محمد أبو شباب – وكالات

كشفت مصادر فلسطينية لــ«الوطن» أنه تم ربط التوصل لتهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة بتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، بعد المعارضة الشديدة من قبل السلطة الفلسطينية، بتوصل حركة حماس بشكل منفرد لاتفاق تهدئة مع الاحتلال من دون موافقتها.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا اللـه لــ«الوطن» «خلال الأيام الماضية تغيرت كل الأمور، وذلك لسببين الأول يتعلق برفض أعضاء في حكومة الاحتلال لتهدئة مع حماس من دون الإفراج عن الجنود المفقودين في غزة، والسبب الثاني تلويح السلطة الفلسطينية بفرض عقوبات على قطاع غزة إذا ذهبت حركة حماس ووقعت اتفاق تهدئة مع إسرائيل منفردة من دون تدخل منظمة التحرير الفلسطينية».
وأكد عطااللـه أنه لهذه الغاية وجهت القاهرة دعوات للفصائل الفلسطينية لزيارتها لحسم ملفات التهدئة والمصالحة الوطنية الفلسطينية، وأن جولة جديدة من المباحثات حول هذا الملف ستبدأ اليوم الاثنين، مشيراً في الوقت ذاته أن معظم الفصائل الفلسطينية باتت تطالب بتحقيق المصالحة الفلسطينية واقعاً على الأرض قبل الشروع في تنفيذ تفاهمات التهدئة مع الاحتلال، لأن تنفيذ التهدئة وتوقيعها قبل المصالحة سيكرس واقع الفصل بين قطاع غزة والضفة المحتلة.
على صعيد آخر أدانت السلطة الفلسطينية بشدة مخططات تعتزم الإدارة الأمريكية تنفيذها الأسبوع القادم، تقوم على شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتجفيف منابع الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.
وقال القيادي البارز في حركة فتح أمين مقبول لـــ«الوطن»: إن «ترامب ينفذ أجندة نتنياهو الخاصة بشطب قضايا القدس واللاجئين، وهذا لن يسمح به الشعب الفلسطيني، لأن حقوقه ثابتة منذ قرن من الزمن».
وأشار مقبول أن إدارة ترامب تنفذ كل المخططات الصهيونية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكانت بدايتها بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأونروا هي شاهدة على قضية أكثر من 10 ملايين لاجئ فلسطيني في العالم، وواشنطن تريد اختزال قضية اللاجئين الفلسطينيين في بضعة آلاف فقط.
وبموجب المخططات الأمريكية الجديدة بحق اللاجئين الفلسطينيين، تنوي واشنطن حث العالم على الاعتراف بنصف مليون لاجئ فلسطيني فقط، ونقل صلاحيات الأونروا للسلطة الفلسطينية، ووقف كامل لتمويل الأونروا في الضفة الغربية، وهو مخطط كما يقول الفلسطينيون يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر التسويق لصفقة القرن التي تتضمن هذه البنود.
ويشار إلى أن واشنطن جمدت مطلع هذا العام مساعداتها السنوية المقدمة للأونروا والتي تقدر بنحو 300 مليون دولار سنوياً، ما تسبب بأزمة مالية حادة للأونروا، دفعها للقيام بسلسة تقليصات في خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وفي سياق منفصل ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء أن المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة عبر مجموعات متتالية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ويواصل المستوطنون بشكل شبه يومي اقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي وفرض سلطة الاحتلال عليه.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك حذرت في وقت سابق أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اتخاذ أي قرارات تمس بقدسية المسجد وتبيح للمستوطنين إقامة طقوسهم الاستفزازية فيه.
وقالت دائرة الأوقاف في بيان نقلته وكالة وفا الفلسطينية: إن «المسجد الأقصى هو الحرم القدسي الشريف بمساحته البالغة 144 دونماً بجميع الطرق المؤدية إليه وهو مسجد إسلامي وجزء أصيل من عقيدة كل المسلمين ولا يقبل القسمة ولا الشراكة مع أحد» مؤكدة أنه ليس لمحاكم الاحتلال أي صلاحية عليه.
وبيّنت الأوقاف أن «إقرار أي صلاة لغير المسلمين في المسجد الأقصى المبارك وتغيير الوضع التاريخي والديني والقانوني له هو عدوان صارخ على الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم»، محذرة من استمرار انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين اليومية للمسجد بحماية قوات الاحتلال.
وكانت الحكومة الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي مراراً بالتحرك الفوري لحماية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومدينة القدس المحتلة من الإجراءات الإسرائيلية التهويدية والاعتداءات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال بينما حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من خطورة الحفريات التي يقوم بها الاحتلال أسفل الأقصى وحوله داعية منظمة «اليونيسكو» إلى العمل الجاد والسريع لحماية المسجد من اعتداءات الاحتلال.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس 11 فلسطينياً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت 11 فلسطينياً خلال اقتحامها مناطق متفرقة بالضفة كما اعتقلت بحرية الاحتلال صيادين اثنين قبالة سواحل السودانية شمال قطاع غزة واستولت على مركبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن