رياضة

مدرب منتخب الشباب: اتحاد السلة يعرف موعد الدورة مسبقاً ودفعت ثمن فانيلات اللاعبين وعتبي على رئيس الاتحاد

| مهند الحسني

صدقنا أنفسنا أن كرة السلة السورية تعاني الأمرين جراء العديد من الأسباب التي أرهقتها منذ سنوات من دون أن نجد لها الحلول الناجعة، وصدقنا أنفسنا أكثر بأن هذه الأمور كانت تراكمية، وبفعل تقادم الزمن، لكن الشيء الذي لا يمكن أن نصدقه هو أن يكون لمسلسل تصفية الحسابات نصيب في تدمير ما بقي من هيبة سلتنا، وما يحز بالنفس أن من كنا نظنّه كبيراً في قراراته وإدارته لمفاصل اللعبة سقطت عنه أوراق التوت، وكشفت عن عوراته، وبدا أنه لا يتعدى ورقة بيد بعض المنتفعين الذين يعبثون بسلتنا.

قرار إقالة المدرب هيثم جميل ألحق الخسائر الكبيرة بمنتخبنا في أكبر بطولة قارية، ورغم كل ذلك لم يحرك الاتحاد ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيه من قريب ولا من بعيد، لأن همه بات محصوراً في إبعاد الكوادر الخبيرة القادرة على العطاء من دون أي مقابل.
«الوطن» التقت مدرب المنتخب هيثم جميل وأجرت معه الحوار التالي:

ما سبب سفرك لاتباع دورة تدريبية من دون علم اتحاد السلة؟
لا يمكن أن يتم أي شيء من دون علم الاتحاد، الدورة التي اتبعتها هي من أقوى الدورات على مستوى العالم، وقد تلقيت دعوة من الاتحاد الأوروبي عن طريق الاتحاد الآسيوي وعبر كتب رسمية، وتمت الموافقة على اتباعي الدورة منذ فترة طويلة، واتحاد السلة يعرف أن الدورة هي عبارة عن سلسلة متواصلة، ولو أني فكرت بالاعتذار لكان حرياً به دفعي لاتباعها، لأن غير ذلك كان سيضع الاتحاد تحت مساءلة من الاتحاد الآسيوي.

هل كنت على علم مسبق بأن موعد الدورة سيتزامن مع تحضيرات المنتخب؟
طبعاً أعرف، وهذه المواعيد معروفة مسبقاً لدى اتحاد السلة، لكن الشيء الذي جرى هو أني لم أحصل على الفيزا، والاتحاد الأوروبي نجح في تأمينها، ولو اعتذرت لكان هناك استياء من الاتحاد الآسيوي.

هل صحيح أن رئيس الاتحاد أعطاك موافقة ثم عاد عنها؟
عندما وصلتني الفيزا قمت بالاتصال مع رئيس الاتحاد، وأعلمته بأن أموري باتت جاهزة، فسألني من مساعدي، وكيف حال المنتخب، فقلت له المدرب جان مخول، وأمور المنتخب جيدة، فقال لي لا يوجد مشكلة، علماً بأن المنتخب كان سيسافر في الثاني من آب، وكنت سألتقي معه في الدوحة، وكل الأمور تسير بشكل جيد، لكن عضو الاتحاد أيمن سليمان اعترض على سفري، وقال لي: «لا تخلي الناس تحكي علينا»، وهذا تصرف غير منطقي من اتحاد يخاف من ردات فعل الناس، ولم تمض سوى دقائق حتى اتصل بي مجدداً رئيس الاتحاد، وطلب مني إلغاء السفر، فقلت له لم يعد بالإمكان الإلغاء لأن كل الأمور باتت جاهزة.

كيف يحق لعضو اتحاد أن يتدخل بعد موافقة رئيس الاتحاد؟
أنا تركت المنتخب ثلاثة أيام فعليّة فقط، ونجحت عبر جهودي الشخصية في تأمين مباريات للمنتخب في بيروت مع منتخب لبنان، وقبل سفري رغبت في توديع اتحاد السلة ووجدت أيمن سليمان، وقد طلبت من الاتحاد منحي يوماً آخر للسفر، وهذه هي غلطتي، الدورة يحاضر فيها أفضل المدربين العالميين مدرب ريال مدريد، ومدرب برشلونة وأفضل المحاضرين، وجاهزية المنتخب كانت جيدة، ولا يوجد أي منغصات.

ماذا كانت ردة فعلك بعد سماعك قرار إقالتك؟
أنا سرت حسب خطتي، ولم أكمل الدورة بسبب التزامي مع المنتخب، لكني فوجئت برسالة أمين سر الاتحاد يعلمني بقرار إقالتي، ثم أكد أنه تم إلغاء تذكرة الطيران الخاصة بي، بقوله (دبر حالك)، والسؤال هنا كيف لي أن أدبر حالي، وأنا في بلد أوروبي يبعد آلاف الكيلومترات وهذا القرار خاطئ ومتسرع.

لكنك أنت ملتزم مع المنتخب وهو بحاجة لحضورك؟
أنا لم أكمل الدورة بسبب التزامي مع المنتخب، وقد وصلت إلى تايلاند بعد وصول المنتخب بعدة ساعات، وقبل أن يقوم بأي تدريبات.
وإلى تايلند سافرت على حسابي الشخصي، لأني لا أملك طائرة خاصة تقلني متى أريد، ولم يتواصل معي أحد، أو حتى يسألني كيف سأعود إلى سورية رغم صعوبة الحجوزات.

هل تعتقد أن هذا القرار سببه تصفية حسابات شخصية؟
قبل سفر المنتخب بفترة طويلة تحدث أيمن سليمان خلال اجتماع رسمي للاتحاد بأنه يجب عليّ عدم السفر مع المنتخب للنهائيات، ولا أعرف ما سبب هذا التصريح، ثم ما المؤهلات الفنية لأيمن سليمان حتى يتخذ مثل هذه القرارات؟

يقال إن أيمن سليمان هو من يدير العمل في اتحاد السلة حالياً؟
أنا لا أتدخل في الأقاويل، لأني أريد ما هو على أرض الواقع، علماً أنه نجح بإقالتي على أرض الواقع، وعتبي على رئيس الاتحاد الذي عاد عن قراره بمنحي الموافقة على اتباع الدورة.

ماذا حصل معك بعد وصولك لتايلاند؟
فوجئت برئيس البعثة يعلمني بعدم اقترابي من المنتخب، أو حتى الإقامة معه، ولا يحق لي الإشراف عليه أثناء مباريات البطولة، ثم لماذا لم يعلن الاتحاد عن الإقالة إلا بعد علمه بأني بالطريق إلى تايلاند، مع العلم بأني العام الماضي اتبعت الدورة نفسها، وكنت مع المنتخب، ولم يحصل أي شيء.

ماذا فعلت بعد هذا القرار؟
بصراحة كانت صدمة كبيرة لي، وحتى اللاعبون صدموا كثيراً لكن المدرب جان مخول قدم ما هو المطلوب منه وأكثر، وجاء اتصال مع أمين سر الاتحاد أعلمني فيه بالسماح لي بالإقامة مع المنتخب من دون الاقتراب من أي صلاحيات أخرى.

هل أثر ذلك في نتائج المنتخب؟
طبعاً هذه القرارات كان لها الأثر السلبي لدى اللاعبين، ثم لنفرض أني مخطئ، فإن علم الإدارة وبعد النظر يتطلبان اتخاذ القرارات الأقل خسارة لكن للأسف، ولو كنت على رأس الجهاز الفني كانت النتائج أفضل، كان من الممكن أن نفوز على الصين تايبيه، رغم أن الكوش جان لم يقصر مطلقاً.

كيف رضيت نفسك بعد إقالتك أن تلتحق بالمنتخب؟
أنا أعمل على هذا المنتخب منذ ثلاث سنوات تقريباً، وباتت العلاقة مع اللاعبين قوية، وكان يحز في نفسي أن أترك المنتخب لأجل الدورة، أنا دفعت من حسابي الخاص ثمن (كنزات) للمنتخب أثناء التحضيرات، وكان لي يد في إكمال عقد توقيع المدرب الصربي ماتيتش، بعدما دفعت أيضاً من حسابي ثمن تذكرة طيران له، وبعلم رئيس الاتحاد، رغم كل الشيء الذي قدمته للسلة يتم معاملتي بهذه الطريقة، وجودي في الدورة هو مهمة رسمية، ومردودها اﻹيجابي سيعود على السلة السورية بالفائدة بنقل اﻷفكار التي يبنون عليها أجيالهم كمدربين ولاعبين في أوروبا.

هل صحيح أن سوء الطعام كان سبباً في نتائجنا؟
طبعاً جميع المنتخبات المشاركة كانت تشتري طعاماً من خارج الفندق لأن الطعام المقدم للمنتخبات لا يتناسب أبداً مع ما يتطلبه اللاعبون، لكن منتخبنا لم يتمكن من شراء هذه الوجبات بسبب كلفتها المالية، لذلك أكل اللاعبون أسوأ الأطعمة، وهذا أثر في أدائهم.

هل أنت أقلت أم إنك استقلت من لجنة المدربين؟
لا أبداً، أرسلت رسالة لأمين سر الاتحاد أعلمه خلالها اعتذاري عن متابعة عملي باللجنة، وقال لي سنضع رسالتك ضمن اجتماع الاتحاد.
ويبقى تدريب منتخب الوطن هو شرف كبير لأي مدرب وطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن