الأخبار البارزةشؤون محلية

وعادوا إلى داريا … المحافظ: صرفنا 5 مليارات ليرة لتأهيل المدينة ونحتاج إلى 20 مليون دولار

| عبد المنعم مسعود

بدت الكيلومترات الأربعة التي تمتد من المتحلق الجنوبي إلى دوار الزيتونة في داريا طويلة على مئات لا بل آلاف من أهالي المدينة الذين مشوها على أقدامهم لكي يكحلوا عيونهم برؤية مساكنهم وبيوتهم التي تركها آخرهم قبل سنتين وبعضهم منذ سبع سنوات.
وتقاطر المئات من أبناء المدينة منذ الصباح على مدخل المدينة عند المتحلق الجنوبي حيث غصت مدخل المدينة بأعداد كبيرة من الوافدين حتى ساعات ما بعد الظهيرة.
ووفقاً لمشاهدات «الوطن» فان حجم الدمار في المدينة كبير جدا وان المنطقة (أ) التي سيسمح للسكان بالعودة إليها لم يتم توفير أي خدمات إلى المنازل فيها واقتصرت اغلب الأعمال على إزالة الركام من الطرقات إضافة إلى تمديد خطوط التوتر للمدينة.
وبالرغم من فرحة الأهالي ببدء العودة وإعلان محافظ المدينة السماح لهم بالترميم إلا أن أكثرهم أبدى قلقه من أن مسألة إدخال مواد البناء إلى المدينة ستتطلب الكثير من الموافقات مع إمكانية تعرضهم للابتزاز والرشوة وجعلهم تحت رحمة تجار هذه المواد الذين سيبيعونها بأسعار مضاعفة.
محافظ الريف علاء إبراهيم وفي كلمة له أمام الأهالي أكد على السماح لهم حتى الخامسة مساء بإلقاء نظرة على بيوتهم مبينا أن العمل على إعادة البنى التحتية للمدينة بدأ منذ تحريرها قبل عامين وذلك تحضيراً لعودة الأهالي لافتاً إلى أن المحافظة ستضع كل جهودها بالتعاون معهم للمساعدة في ترميم منازلهم وإعادة الحياة إلى مدينتهم.
ووعد المحافظ الأهالي بأن الاحتفال القادم سيكون احتفالا بعودة المدينة إلى حلتها السابقة مؤكدا أن الفترة الطويلة التي استغرقت عودة الأهالي إلى مدينتهم سيتم اختصارها بجهد أبناء المدينة لإعادتها كما كانت مشيراً إلى أن عمليات الترميم لمنازل المدنيين ستبدأ من يوم الغد (الأربعاء)
وقال المحافظ في تصريحات خاصة للإعلاميين: إن العودة إلى المدينة ستكون بدءاً من اليوم مبيناً أنه تم صرف 3 مليارات خلال السنة الماضية على البنى التحتية، مؤكداً صرف مليارين خلال هذا العام ومشيراً إلى الحاجة إلى 20 مليون دولار لاستكمال باقي الأعمال الأخرى.
وحول وضع الكهرباء في المدينة أكد مدير شركة الكهرباء خلدون حدى في تصريح لـ«الوطن» أن الشركة تعمل على إعادة البنية التحتية للمدينة من خطوط توتر وغيرها موضحاً أن العمل تم تعهيده للسورية للشبكات التي أنجزت حتى الآن 60 بالمئة فقط بالرغم من انتهاء مدة العقد لافتاً إلى انه تم تخصيص كهرباء المدينة بمبلغ 200 مليون ليرة وان إيصال التيار الكهربائي تم فقط للمراكز الحكومية العاملة في المدينة.
وفي تصريحات سابقة لمحافظ الريف أدلى بها لـ«الوطن» فان العودة ستكون للمنطقة ( ا) وستكون على مراحل ثلاث وفقا لقوائم أعدت بهذا الخصوص تستهدف المرحلة الأولى 5000 عائلة ومثلها المرحلة الثانية بينما سيسمح في المرحلة الثالثة إدخال 10 آلاف أسرة.
وكان المكتب التنفيذي للمدينة قد نشر على صفحته الرسمية في فيسبوك أول من أمس أن الدخول بالسيارات من المتحلق إلى دوار الباسل للجميع دون استثناء وان هذا اليوم (الثلاثاء) هو للإعلان عن الدخول بشكل عام وبعد الاحتفال يتم خروج الجميع وفي اليوم التالي (الأربعاء) يتم الدخول على دفعات حسب الأحياء السكنية تباعاً لسهولة تنظيم الدخول وتقديم الخدمات، وأن الدخول لكل داريا بيوم واحد والاستقرار يعطي عبئاً كبيراً في الخدمات على المكتب التنفيذي والمؤسسات الحكومية لذلك فان عملية الدخول (العودة) ستكون تباعا وبشكل منظم حتى يشمل كل داريا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن