سورية

استنزاف «قسد» يتواصل رغم تصاعد دعم «التحالف»

| الوطن – وكالات

واصل تنظيم داعش الإرهابي و«مجهولون» استنزاف «قوات سورية الديمقراطية-قسد» في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشمال شرق سورية، مع استمرار إخفاق إجراءاتها الإسعافية في إخراجها من هذه المعمعة، رغم الدعم المتزايد الذي تحصل عليه من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وفي الأشهر الأخيرة تواصلت عمليات استهداف مسلحي «قسد» من قبل مجهولين، كما أن داعش أعلن عن القيام بعدة عمليات ضدها.
وبحسب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فقد قتل مسلح من «قسد» وأصيب آخر، إثر إطلاق مسلَّحين مجهولين النار عليهما في مدينة الرقة، كما أصيب 4 مسلحين منها إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون بسيارة كانت تقلهم، في منطقة المحكمة بمدينة الرقة. ووفق الناشطين أيضاً، قتل 7 مسلَّحين من «قسد» إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلّحو داعش بسيارة كانت تقلهم، في حي الثكنة بمدينة الرقة.
في المقابل، اعتمدت «قسد» على الاعتقالات والتفاوض مع داعش ومحاربته أيضاً لوقف الاستنزاف بين صفوفها ولكن من دون جدوى.
ففي ناحية الشدادي بريف الحسكة استدرجت «قسد» القيادي السابق في صفوفها الحسين عبد اللـه الملقب بــ«العرعور» من قرية الحصان بعد تقديم استقالته من ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري»، وبعد وصوله إلى الشدادي اعتقلته لأسباب مجهولة. كما اعتقل مسلَّحو «قسد» شخصاً من قرية أم كهف شمال بلدة تل حميس في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، بعد الاعتداء عليه بالضرب أمام عائلته.
وطالت الاعتقالات أيضاً شابين اثنين، في قرية تل الأعور شرق بلدة الجوادية بريف الحسكة الشمالي الشرقي، بحجة تعاملهما مع داعش.
بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، بأن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» استهدفت مناطق في كل من الشعفة والسوسة والبوبدران، الواقعة في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم داعش، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
في المقابل، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن «قسد» دخلت خلال اليومين الماضيين في مفاوضات مع التنظيم لإخراج مسلحيه من قرية هجين شرق دير الزور من دون قتال، موضحة أن البنود المطروحة للتفاوض تنص على استمرار إدخال الشاحنات وإطلاق سراح مسلحين وعوائل من التنظيم، مرجحة توجه مسلحي التنظيم إلى «البادية الشامية» مع تخطيط داعش لمعركة ضد قوات الجيش العربي السوري على ضفة الفرات اليمنى قد تسفر عن فتح ممر إلى مناطق سيطرته بالبادية السورية، بحسب زعم المواقع، إلا أن «المرصد» أعلن عن رصد سيارات من نوع همر وشاحنات محملة بالصواريخ والذخائر، توجهت أمس نحو مناطق في محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم ضمن التحضيرات المتسارعة التي يجري الحديث عنها عن اقتراب إعلان الهجوم على مناطق سيطرة التنظيم في آخر جيب يسيطر عليه في شرق الفرات. وتزامنت إجراءات «قسد» السابقة، مع وصول قافلة مساعدات جديدة إليها تضمنت معدات عسكرية وآليات.
وبحسب المواقع المعارضة، أدخلت قوات «التحالف» قافلة معدات عسكرية إلى محافظة الحسكة عبر معبر سيمالكا المشترك مع الأراضي العراقية، ضمت 100 شاحنة مغلقة، وصهاريج وعدد من آليات (التركس). وسبق أن أدخلت قوات التحالف عدة قوافل مساعدات عسكرية، في إطار دعمها لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» بعملياتها ضد داعش في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، وتحاول حالياً توسيع قواعدها هناك.
من جهة ثانية، تم العثور على مقبرة جماعية تضم 50 جثة تعود لمدنيين قضوا بقصف «التحالف الدولي» على حارة الجامع القديم «العتيق» شرق مركز مدينة الرقة، وفق نشطاء.
سياسياً وعقب اجتماع مستشار وزارة الخارجية الأميركية، ويليام روباك مع ما يسمى «مجلس دير الزور» التابع لـ«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» في بلدة الكسرة بريف دير الزور أول من أمس، وزيارته بلدة الصور أيضاً زعمت أنباء أن التفاوض بين «مسد» والحكومة السورية قد فشل.
وبحسب مواقع كردية مقربة من حزب «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» الكردي فإن الحكومة في لقائها الأخير مع وفد «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» في دمشق رفضت تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين لمواصلة التفاوض، «ما زاد الوضع سوءاً».
وزعمت الأنباء أن «مسد» سوف يعلن قريباً عن «إدارة مدنية ديمقراطية» في شمال شرق سورية بهدف توحيد المناطق الواقعة تحت سيطرة «قسد»، وأن التسمية خالية من الكورد وجغرافيته إرضاءً لـ«النظام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن