قضايا وآراء

إدلب.. مسرح الكيمائي المتوقع

| ميسون يوسف

منذ أن تيقنت قوى معسكر العدوان على سورية بأن القرار الإستراتيجي الكبير الذي أعلنه الرئيس الأسد والقاضي بتحرير إدلب وكامل المنطقة الشمالية الغربية من سورية هو قرار للتنفيد وليس فيه أي مكانية للتراجع أو التسويف، ومنذ أن لمست تلك القوى المعادية بأن سورية وحلفاءها ماضون قدما في العمل لوضع هذا القرار موضوع التنفيذ على شتى الصعد السياسية والعملانية والميدانية، منذ تلك اللحظات وتعمل قوى معسكر العدوان على سورية من أجل منع العملية أو عرقلتها.
أميركا ومعها فرنسا وبريطانيا، مثلث قوى الشر والعدوان على سورية، يعلمون جيداً أن انتهاء سورية من ملف إدلب يعني في الميزان الإستراتيجي انتهاء العدوان على سورية بخاتمة كئيبة للقوى التي شاركت في هذا العدوان، ويعني أن سورية انتصرت وثبتت وحدتها وأكدت قرارها المستقل واحتفظت بدورها الإستراتيجي الذي استهدفته تلك القوى المعادية، ولأجل ذلك يعمل معسكر العدوان لمنع تحرير إدلب ولإطالة أمد الصراع عله يكسب أوراقاً يلعبها في السياسة وتحقق له كسباً يتوخاه من عدوانه.
ولأجل ذلك تحضر قوى العدوان الذرائع للتدخل العسكري العدواني المباشر ضد سورية عامة والجيش العربي السوري والمؤسسات الرسمية خاصة، ويشنون الحرب النفسية التي يتوخون منها إرهاب سورية لمنعها عن الانطلاق في عملية التحرير وتأتي التحضيرات لتلفيق ولعب مسرحية استعمال الكيميائي في طليعة هذه الأعمال العدوانية التي ترمي لتهيئة بيئة التدخل العسكري الأجنبي العدواني هذا.
إلا أن سورية التي عرفت كيف تدافع عن نفسها وكيف تنتصر في الحرب الكونية التي شنت عليها، تعرف أيضاً كيف تتابع الدفاع وكيف تحفظ الإنجازات وتمسك بالمكتسبات التي بيدها على شتى الصعد، وإن الحرب النفسية التي تشن عليها اليوم والتهويل ليس إلا لمنعها من إطلاق عملية تحرير إدلب لكن كل ذلك لن يؤثر في قرارها الذي صدر ليكون قراراً نافذا وليس قراراً للمساومة كما يشتهي الأعداء.
أما العمل الميداني فإن سورية ومعها حلفاء صادقون عاقدون العزم على رد أي عدوان مهما كان مصدره وحجمه من دون أن يكون لأي عدوان فرصة حرف الاتجاه أو التعديل في جدول الأوقات الموضوع لاستعادة كامل الأرض السورية وطرد كل محتل منها أياً كان هذا المحتل كما قرر الرئيس بشار الأسد، فإدلب ستحرر كما تحررت المناطق السورية الأخرى، قرار نهائي اتخذته سورية وتنفذه مع حلفائها ولا رجعة فيه مهما كانت العوائق والمخاطر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن