سورية

سورية كثفت مساعيها لاستعادة المهجرين.. وموسكو: دمشق جاهزة لاستقبال مليون منهم … المقداد يناقش ونائب وزير خارجية بولندا عودة 100 أسرة من لبنان ويبحث مع لوكوك تعزيز التعاون في المجال الإنساني

| الوطن – وكالات

واصلت سورية مساعيها لتسهيل عودة أبنائها المهجرين في الخارج، حيث ناقش نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مع نائب وزير الخارجية البولندي إنجيه بابيش مشروعاً لتمويل عودة 100 عائلة من لبنان، وبحث مع مسؤول أممي سبل تعزيز التعاون بين سورية والأمم المتحدة في المجال الإنساني، في وقت أكدت فيه روسيا أن سورية جاهزة لاستقبال مليون مهجر حالياً.
والتقى المقداد صباح أمس بابيش، بحسب وكالة «سانا» وتناول الحديث «التقدير العالي الذي تكنه سورية للموقف البولندي من قضية اللاجئين السوريين والدعم الذي ستقدمه بولندا للقيام بمسؤولياتها في هذا المجال».
ولفت المقداد في تصريح للوكالة عقب اللقاء إلى أن المبادرة البولندية تتلخص ببناء سكن في مكان تختاره الدولة السورية لما يزيد على 100 عائلة سورية تعيش في لبنان وتتحمل بولندا نفقات البناء على حين تتحمل الدولة السورية نفقات التشغيل والتعليم والمرافق الصحية التي سيتم بناؤها.
ورحب المقداد بالوفد البولندي وهو الأول الذي يزور سورية على هذا المستوى منذ بدء الأحداث فيها، مبينا أن الغاية من الزيارة مناقشة مشروع محدد حول عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم الأمر الذي يعكس موقف بولندا تجاه الأزمة في سورية.
ورأى أن موقف بولندا يتسم بالواقعية والعقلانية مؤكدا أن هذا هو الطريق الصحيح لمساعدة سورية وأن ربط المساعدات الإنسانية بشروط أخرى أمر غير مقبول.
وأشار المقداد إلى أن الطرفين ناقشا خلال اللقاء عدداً من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والأوضاع القائمة في سورية والعالم.
بدوره أكد بابيش أن بلاده ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية تعود إلى الأربعينيات من القرن العشرين ولم تقطع هذه العلاقات خلال الفترة الصعبة التي مرت بها سورية والسفارة السورية في وارسو ما زالت مفتوحة كما أن هناك تمثيلاً دبلوماسياً لبولندا على مستوى قائم بالأعمال في دمشق.
وأوضح أن بلاده وقفت منذ البداية ضد خطة إعادة توطين اللاجئين السوريين داخل الاتحاد الأوروبي لأنها قسرية قائلاً: «إننا في موقع نرى من خلاله أن علينا مساعدة الذين خسروا ممتلكاتهم في سورية والهدف من زيارتنا هو الاطلاع على ما يمكن القيام به».
وأشار إلى رغبة بلاده في تقديم مشروع تجريبي يمكن أن يساعد اللاجئين العائدين من لبنان لافتا إلى أن الوفد حصل على المعلومات اللازمة للتقدم بالمشروع.
وفي السياق، التقى المقداد أيضاً مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية مارك لوكوك واستعرض معه أوجه العمل المشترك وسبل تعزيز التعاون بين سورية والأمم المتحدة في المجال الإنساني، بحسب مصدر في بعثة الأمم المتحدة بدمشق تحدث لـ«الوطن».
وأوضح المصدر أن لوكوك كان وصل إلى دمشق ليل الاثنين في زيارة تستمر ليومين، ومن المرجح أن يلتقي أيضاً وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف.
وأكد المقداد خلال اللقاء، بحسب «سانا»، أن هذه الزيارة تأتي في ظل الكثير من التطورات الإيجابية التي شهدتها سورية في الآونة الأخيرة والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض بدحر الإرهابيين من مناطق كثيرة وتتزامن مع بدء عودة الكثير من المواطنين إلى مدنهم وقراهم والمهجرين السوريين إلى وطنهم مشيرا إلى أن سورية ماضية في نضالها ضد الإرهاب إلى حين تحرير آخر شبر من الأرض السورية ووضع حد لمعاناة السوريين الذين عانوا الويلات جراء هذه الحرب الإرهابية على سورية.
ونوه المقداد، بأن هذه التطورات الإيجابية التي حققها الجيش تفسح المجال بشكل واسع أمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الإنسانية للقيام بدورها في تلبية الاحتياجات الإنسانية بشكل أكثر فعالية والوصول إلى السوريين الذين يحتاجون هذه المساعدات.
بدوره عرض لوكوك عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبرا أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاطلاع على وجهة نظر سورية فيما يتعلق بالدور الذي على الأمم المتحدة أن تلعبه في الشأن الإنساني وأولوياتها للمرحلة القادمة، ومبينا أن الأمم المتحدة تتطلع إلى العمل بشكل مشترك مع الدولة السورية على تقييم الاحتياجات والعمل على تلبيتها.
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية، للصحفيين: «يجري العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية، والطرق السريعة، ونقاط التفتيش، لكي تبدأ سورية في استقبال اللاجئين»، مشيرا إلى أن قرابة 1.5 مليون لاجئاً سورياً يتواجدون في الأردن ولبنان.
وأكد أنه «في الوقت الذي بدأ فيه تدريجيا تحرير المدن والبلدات، عاد أكثر من مليون شخص إلى ديارهم منذ عام 2015 والآن هناك كل الإمكانيات لعودة نحو مليون لاجئ».
وأعرب شويغو عن دهشته من موقف بعض السياسيين الأجانب فيما يتعلق بعودة اللاجئين، موضحا أن الوضع في سورية يستقر يوما بعد يوم، في حين أنهم يضعون المزيد من الشروط، داعياً المجتمع الدولي إلى المشاركة في إعادة الإعمار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن