رياضة

عيوب الأولمبي

| محمود قرقورا

ساد اعتقاد عند الشارع الرياضي في سورية أن المدرب مهند الفقير أهل لقيادة المنتخب الأولمبي نحو ذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية المقامة في أندونيسيا لأسباب شتى، فخبرته لا بأس بها فهو منذ عام 2014 على تماس مباشر مع لاعبي هذه الفئة.
والتجارب التي خاضها تكفي لاستلهام طريق النجاح فضلاً عن أن الكادر المساعد بناء على طلبه وهذا مهم لتحقيق النجاح المطلوب.
والأهم أن نوعية اللاعبين صنعت الفارق على الصعيد المحلي، وأهم الأهم أن التصريحات المسبقة قبل البطولة كانت تدعو للتفاؤل.
في هذه الوقفة لست في معرض تشريح المدرب مهند الفقير الذي تربطني به صداقة متينة، ولست في معرض تبرئة القيادة الرياضية التي تتحصن تحت قبة مجلس الشعب كما قلت قبل عامين على هامش الإخفاق الذريع لرياضتنا في أولمبياد ريودي جانيرو.
كرة القدم واجهة الرياضة في معظم بلدان العالم، وعندنا في سورية كنا سنغفر ما تقدم وما تأخر من هنات وإخفاقات لو وصل منتخبنا الأولمبي إلى المباراة النهائية، وكلنا يتذكر كيف أن أهل الحل والربط في رياضتنا افترشوا المطارف والحشايا السندسية واطمأنوا على مناصبهم عندما كان المنتخب يتقدم في التصفيات المونديالية الأخيرة.
كيف لنا أن نهضم تلقينا هدفين أمام منتخب تيمور الشرقية الذي لا يفقه ألف باء اللعبة، وربما لو شارك أي ناد من دورينا لحافظ على نظافة شباكه.
أمام الصين انكشفت عورتنا بثلاثة أهداف ومن حق أي متابع السؤال: كيف عادلناها وفزنا عليها عندما واجهناها بعقر دارها في آذار الفائت؟
فما العمل الذي قام به الصينيون حتى رمموا هذا الفارق وردوا الصاع صاعين، وما العلم الذي انتهجوه والجهل الذي سلكناه حتى تبدلت الأمور من حال إلى حال.
لا نقبل بحال من الأحوال أن نكون جسر عبور لفيتنام، وإياكم القول إن هذا المنتخب غلب اليابان ولم يتلق أي هدف ولم يتكلم إلا بلغة الفوز عندما التقانا، لأنكم والحال هذه تقرون بتطور فيتنام ومراوحتنا في المكان، فأي عصا سحرية امتلكها الفيتناميون حتى تفوقوا علينا؟ وأي عالم كروي سلكوه حتى تطوروا بسرعة الصاروخ وأي جهل تُرى انتهجناه حتى تراجعنا بسرعة الصواريخ؟ وحري بي الاستشهاد بقول الزهاوي مع تحريف بعض الكلمات من دون التأثير في الوزن:
العلم لاح لفَيتنَام فيه سنا العلم قدمها والجهل أخّرنا
لا أخرج عن كوني مهووساً بكرة القدم، وهذا الهوس والجنون لا يمنع من تقبلي الخسارة لأنها إحدى اللغات الثلاث لأي مباراة، لكن الذي لا أتقبله التصريحات غير المنطقية وخصوصاً إذا كانت مغلفة بروح انهزامية، وهذا ما لمسته من تصريح المدرب مهند الفقير قبل مواجهة فيتنام عندما قال: إذا وصلنا إلى المربع الذهبي فهذا إعجاز!
وحقيقة لا أعلم متى كان الفوز على تيمور الشرقية وفلسطين وفيتنام إعجازاً؟
مثل هذا التصريح يطلقه مدرب تيمور الشرقية وفيتنام وسيرلانكا ونيبال وبوتان، لا نحن الذين كنا قاب قوسين أو أدنى من طرق أبواب المونديال قبل أشهر قليلة.
أيمن حكيم الذي لم نقبله مدرباً قابل أستراليا وكوريا الجنوبية والصين وأوزبكستان وقطر بمعنويات الفوز في كل مرة.
نعلم أنك يا كابتن مهند ستقدم استقالتك في نسخة فوتوكوبية عما حصل معك بنهائيات آسيا الأولمبية قبل عامين هروباً دبلوماسياً من مواجهة الإعلام والشارع الرياضي، وحينها التمست صك البراءة، لكن هذه المرة نحن من سيطالبك بالرحيل وحذارِ من عودتك لأنك أخذت فرصتك أكثر من مرة وأعيتك البصمة المطلوبة.
لسنا سوداويين ولا ننظر إلى نصف الكأس الفارغ وما أكثر المواد الصحفية التي امتدحنا فيها عمل اتحاد الكرة والمدرب فقير بالذات! لكن في إندونيسيا لا يوجد نصف كأس مملوء سواء في كرة القدم وغيرها من الألعاب وللحديث بقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن