رياضة

زلزال أندونيسيا

| محمود قرقورا

تحدثت في وقفتي السابقة عن عيوب المنتخب الأولمبي الذي ظهر (برازيل على كيفك)، وحتى لا نتهم بأننا تجنينا على شخص مدرب المنتخب مهند الفقير أقف عند مفردات مهمة برسم القيادة الرياضية.
من المسؤول عن الإخفاق الذريع لرياضتنا في الأسياد سواء في الألعاب الجماعية أم الفردية؟
الجواب بسيط، فإذا كانت القيادة الرياضية تنسب النجاح إليها عند كل ومضة، على ندرتها، فإن الإخفاق تسأل عنه قبل غيرها.
إذا كان هناك خلل في مدرسة تعليمية سواء في المدرسين أم الطلاب فهل نبرئ ساحة المدير؟
إذا كان هناك حلقة مفقودة في شركة أو مؤسسة ما فهل يستثنى رأس الهرم من المسؤولية؟
في كل عام نحتفل بعيد الرياضة وأهم ما يتحفنا به المعنيون الإنجازات التي تحققت والميداليات البراقة التي لمعت، متناسين أنها في بطولات خلبية، وعند الامتحان تهان رياضتنا شر إهانة، وخير صورة معبرة أن أحد المشاركين استعد خمسين يوماً وسافر بالطائرة خمسين ساعة وصرع في خمسين ثانية.
المحك الحقيقي لرياضيينا ورياضتنا دورة الألعاب الآسيوية والأولمبية، ففي أنشيون قبل أربعة أعوام دوّنا الإخفاق ضد مجهول متذرعين بتداعيات الأزمة، وفي أولمبياد ريودي جانيرو آمنا بأن تحقيق الميدالية أصعب من الوصول إلى قمة جبال الهيمالايا، والآن أين نحن من الآخرين وهل يطيب لنا تذيل قائمة الدول المشاركة من حيث الميداليات؟ فحتى أفغانستان التي تعيش أزمة منذ عقود سبقتنا.
إذا كانت اتحادات الألعاب مقصرة وأن المعنيين وفّروا سبل النجاح ومناخ العمل الملائم فهل من المعقول أن ترسب كل الاتحادات دفعة واحدة؟
سؤال جوهري يطرح نفسه: لماذا لا يحقق رياضيونا أرقامهم الشخصية عند الامتحان الأهم؟ ولماذا لم ترصع صدور رياضيينا في العرس الآسيوي بميداليات نباهي بها الآخرين، وخاصة أن ميدالية في الأسياد توازي الميداليات الألف التي تثقل سمعنا في عيد الرياضة؟
يا سادة الرياضة نعلم أنكم وصلتم إلى سدَّة القرار في أصعب الظروف وأحلكها، والأزمة أرخت بظلالها وحطّمت أمواج عزيمتكم على صخور قلة الحيلة وندرة الأبطال وقلة الإمكانيات، لكن هل نقف على الأطلال ونتغنى أبد الدهر بميداليات يقال إنها تحققت على شكل طفرات؟
يا قادة رياضتنا نطلب منكم الوقوف مع الذات فإذا كنتم ترون الاتحادات سبباً للمراوحة في المكان، فالمحاسبة والضرب بعصا من حديد آن أوانهما أياً كانت هوية الأشخاص.
وإذا كنتم ترون أنكم مقصرون وقدمتم ما بوسعكم واجتهدتم حق الاجتهاد، ولم يعد عندكم ما تقدمونه فقدموا استقالاتكم فالحياة موقف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن