رياضة

في مؤتمر السلة.. قرارات جديدة واللاعب الأجنبي قادم واللاعبون يبدون استياءهم

| مهند الحسني

اتسعت فسحة تفاؤلنا كثيراً بالمؤتمر الأخير لاتحاد السلة، لكون ورشات العمل التي عقدت قبله بأيام قليلة داعبت أحلامنا برؤية قرارات صابئة وإستراتيجيات في جميع مفاصل اللعبة من دون استثناء، كان مؤتمر مناقشة هموم قضايا سلتنا في بدايته هادئاً، حيث راحت الأحاديث تنسال من بين الشفاه برصانة، ثم ما لبثت أن تشعبت مصادر الآراء، وتشتت مشاربها إلى أن صبت أخيراً في نهر واحد، إلا وهو البحث عن المصالح الخاصة والضيقة للأندية، فصار الكلام يدور ضمن فلك هفوات الأندية فقط من دون الاقتراب من الأمراض المستعصية التي تشكو منها سلتنا.
لم يتحدث البعض عن أن كرة السلة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وخاصة على صعيد المنتخبات، ولا عن غياب السلة الأنثوية، وهموم اللجان المتوقفة عن العمل، واكتفى معظم الحاضرين بهز الرؤوس فقط، بينما تحدث البعض بمنطقية واضحة واضعاً (الملح على الجرح) بأن سلتنا بحاجة لإعادة تقييم، ووضع إستراتيجية بعيدة المدى، وراح أحد الحاضرين يتحدث بمثالية زائدة، وطالب بأشياء غريبة عجيبة لا يمكن أن تتناسب مع واقعنا الرياضي.
بصراحة هذه المطالب المتواضعة أشعرتنا بالدوار، وانتابتنا حالة شحوب، وبات الجو بعد هذه المطالب منقبضاً وبارداً رغم الحرارة المرتفعة، وتمنينا لو لم نحضر، لو فعلنا لجنبنا أنفسنا الوقوع في غوغاء كهذه.

أسئلة
لن نبخس اتحاد السلة والمؤتمرين حقهم في الوصول لقرارات جيدة تساهم في رفع مستوى اللعبة بشكل عام، منها قرار إعادة التصنيف، وتوافر اللاعب الأجنبي، وتعديلات نظام الدوري والمسابقات، لكن تبقى ‏هناك أسئلة باتت الإجابة عنها من صنف السهل الممتنع، ومهما كانت إجابتك عنها فسيؤكد لك السائل أنها خاطئة، فلو سألنا اتحاد السلة عن أسباب إصدار قرار ألحق الضرر بكثير من اللاعبين الذين تخطوا 24 سنة، فإن الإجابة لن تكون مقنعة، وحتى لا يقال إننا نتحدث عن أوهام مفترضة، أو عن عموميات لا معنى لها، فإننا سوف نضطر للإشارة إلى بعض النقاط. ‏

استياء
أكثر من أربعين لاعباً ممن أعمارهم فوق 24 سنة اتصلوا بالوطن، وأبدوا استياءهم حيال قرار مؤتمر السلة الذي سيحرمهم حسب رأيهم من المشاركة مع أنديتهم بنسبة كبيرة، واصفين بأن هذا القرار تم طبخه وتفصيله على قياس بعض الأندية الكبيرة التي خسرت في الآونة الأخيرة أفضل لاعبيها ونجومها لأسباب يعرفها الجميع، وسارع اللاعبون إلى إصدار بيان تم نشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي معلنين ومؤكدين خلاله توقفهم عن اللعب مع أنديتهم في حال لم يقم اتحاد السلة بإعادة النظر بقراره، والعمل على إنصافهم.

أمنية
كم كنا نتمنى لو قام اتحاد السلة بتنفيذ مثل هذا القرار منذ توليه لمهامه في تعاطيه بإعداد منتخباته الوطنية التي ما زالت تحتوي على الكثير من اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر، وكم كنا نتمنى لو يعيد الاتحاد النظر بموضوع مسابقات الفئات العمرية التي يتم سلقها في كل عام بطريقة مضحكة لا تفيد اللعبة بأي شيء، لكنه انتهج سياسة الهروب إلى الخلف، إرضاء لبعض الأندية التي انقلبت في يوم وليلة من أشد المنتقدين لعمل الاتحاد إلى أكثر المدّاحين له، (سبحان مغير الأحوال)، وهذا القرار في حال لم يتم تعديله أو حتى تأجيله طبعاً حسب رأي الكثيرين من أهل اللعبة، فإنه سيلحق الأذى بمستوى دورينا المقبل، وستكون له عواقب لا تحمد عقباها، وكان حرياً بالاتحاد أن يصب جل اهتمامه بدوريات الفئات العمرية، وتأمين كل الرعاية والمناخات الملائمة لتطويرها لكونها اللبنة الأساسية لبناء جيل سلوي واعد، وهذا يجب ألا يتم على حساب اللاعبين الكبار الذين قدموا الكثير لسلتنا الوطنية، وتحملوا كل المنغصات والصعوبات التي مرت باللعبة وسط الأزمة التي عصفت بالبلاد.

لا جديد
اتصلت الوطن مع رئيس الاتحاد مستفسرة عن إمكانية تعديل قراره الأخير، حيث أكد النقرش أن القرار الذي صدر بخصوص أعمار اللاعبين لم يصدره اتحاد السلة، وإنما أصدره مؤتمر اللعبة منذ ثلاث سنوات، وبعد الحصول على موافقة جميع الأندية، وتابع يقول: لا يحق لاتحاد السلة إجراء أي تعديل في الوقت الحالي لأن أي تعديل هو من صلاحية مؤتمر اللعبة فقط، وختم حديثه بأن الوضع سيبقى على حاله تنفيذاً لتوصيات المؤتمر واحترماً لها.

قرارات جديدة
وبالعودة إلى القرارات الجيدة التي خرج بها المؤتمر تحدث رئيس الاتحاد جلال نقرش عما تم إنجازه في المرحلة السابقة، وعن خطط الاتحاد للموسم القادم الذي عده موسماً استثنائياً للبطولات المهمة التي سيشهدها على المستوى الخارجي، مشيراً إلى أن الاتحاد سيقدم كل ما بوسعه لتطوير المدربين بما ينعكس إيجاباً على مستوى اللاعبين، ولاسيما بعد نجاحه في الحصول على إعانة مالية مقدارها أربعون ألف يورو من الاتحاد الدولي الفيبا، والمقرر منحها على سنتين، حيث سيتم تخصيص الجزء الأكبر منها لتطوير المدربين، كما قدم النقرش العديد من الطروحات التي من شأنها أن تعود بالفائدة على اللعبة، وأهم تلك النقاط موضوع إقرار مسابقة جديدة لفئة ما تحت 22 سنة، وفي حال تم تنظيمها يمكن لكل ناد المشاركة بمنتخب في الدوري الموسم المقبل على أن يواصل العمل باللاعبين تحت 24 سنة وفوق هذه الفئة، وأشار إلى أن الاتحاد سيعتمد إجراء فحوصات للمنشطات لجميع اللاعبين قبل الموسم المقبل، ومن تثبت مخالفته فسيتم معاقبته مع إدارة النادي ومدربه، كما تحدث عن كل الجوانب المتعلقة بالحكام، وبالسلة الأنثوية ولوائح الأنظمة، ثم أجاب عن جميع المداخلات، وبين أن موضوع التصنيف تم إقراره العام الماضي وسيصار إلى تطبيقه هذا الموسم وخاصة بعد أن عاد الأمن والأمان للبلد، كما نجح المؤتمر في إدخال اللاعب الأجنبي لدوري الرجال في مرحلة المربع الذهبي، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجابا على قوة المنافسة بين الأندية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن