سورية

الوكالات بثت خبر ذبح ابن الثمانين عاماً بلغات عدة…«داعش» يذبح أحد أهم علماء الآثار السوريين خالد الأسعد ويعلقه على عمود

 الوطن– وكالات : 

لم تشفع السنون الثمانون لعالم الآثار خالد الأسعد، ولا ما يمتلكه من علم وخبرة في الآثار، عند تنظيم داعش الإرهابي، فأقدم على ذبحه أمس في مدينته تدمر، وقطع رأسه، وتعليق جثته على عامود كهرباء.
ويمكن اعتبار الأسعد أهم شخصية، علمية وثقافية، بين آلاف أعدمهم وقام بتصفيتهم بأساليب وحشية حتى الآن.
وقال المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم حسب وكالة «أ. ف. ب»: إن الدكتور خالد الأسعد (82 عاماً)، الذي شغل منصب مدير آثار تدمر منذ عام 1963 ولغاية 2003، أعدم على يد مسلحي تنظيم داعش بعد ظهر الثلاثاء في مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص.
وأضاف عبد الكريم: «أعدم داعش أحد أهم الخبراء في عالم الآثار، لقد كان يتحدث ويقرأ اللغة التدمرية وكنا نستعين به لدى استعادة التماثيل المسروقة لمعرفة إذا ما كانت أصلية أم مزورة».
واعتبر عبد الكريم: «إن استمرار وجود هؤلاء المجرمين في هذه المدينة لعنة ونذير شؤم لتدمر وكل القطع الأثرية فيها. تخيلوا كيف أن عالماً كهذا وهب خدماته التي لا تنسى للمكان والتاريخ يقطع رأسه وتعلق جثته على أحد الأعمدة الأثرية في وسط ساحة في تدمر؟».
ونشرت مواقع «جهادية» صوراً تظهر جثة الأسعد معلقة على عمود كهرباء وتحتها رأسه المقطوعة.
ووضعت لوحة تحت الجثة تعرف عن الضحية بأنها «المرتد خالد محمد الأسعد» ويتهم الجهاديون الأسعد بأنه مؤيد للحكومة السورية لأنه مثل بلاده في مؤتمرات في الخارج.
كما اتهمه التنظيم المتطرف بالتواصل مع شخصيات أمنية من السلطة.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أيضاً إعدام الأسعد، مشيراً إلى أن الجهاديين قطعوا رأسه «في ساحة في تدمر أمام عشرات الأشخاص».
وأوضح عبد الكريم، أن الضحية خضع لاستجواب مع ابنه وليد، المدير الحالي لآثار تدمر لمعرفة مكان كنوز الذهب «ولكن لا ذهب في تدمر». وأفرج عن الابن وليد بسبب معاناته من آلام في الظهر.
وأشار عبد الكريم إلى أن «هذه العائلة متميزة فالابن الآخر محمد والصهر خليل ساهموا بفاعلية لحماية 400 قطعة أثرية خلال هجوم التنظيم على المدينة».
وأضاف: «لقد توسلنا إلى خالد أن يترك المدينة لكنه كان يرفض دائماً»، لافتاً إلى أن الأسعد كان يجيب: «أنا أتحدر من تدمر وسأبقى فيها حتى ولو قتلوني».
والأسعد معروف بنشاطه المتكاتف لسنوات مع بعثات آثار أميركية وفرنسية وألمانية، قامت بمعيته في عمليات حفر وبحوث بأطلال وآثار عمرها 2000 عام في تدمر، المدرجة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، لذلك بثت الوكالات بلغات عدة خبر مصرعه، نقلاً عن مأمون عبد الكريم.
وقد فقد الأسعد بعد أيام قليلة من سيطرة التنظيم في 21 أيار على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش العربي السوري استمرت تسعة أيام.
وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء» وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
ومن أهم اكتشافات الأسعد، حسناء تدمر، القسم الأكبر من الشارع الطويل، التترابيل، وبعض المدافن التدمرية الأرضية.
وأصدر وترجم الأسعد، أكثر من 20 مؤلفاً عن تدمر والمناطق الأثرية في البادية السورية، كقصر الحير الشرقي والغربي، والنقود التدمرية، وطريق التجارة الدولي، المعروف بطريق الحرير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن