سورية

رحب بالتغيير بالموقف السعودي وبأي بلد عربي يريد استئناف علاقاته مع دمشق … المعلم: لا نتطلع لمواجهة مع تركيا لكن عليها أن تفهم أن إدلب سوريّة

| الوطن

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن «سورية لا تتطلع لمواجهة مع تركيا»، مشدداً أن على الأخيرة أن «تفهم أن محافظة إدلب وغيرها هي أراض سورية وتخضع للسيادة السورية»، ولفت إلى أن دمشق لمست تغييراً في الموقف السعودي وهذا أمر مرحب به، مشيراً إلى أن دمشق ترحب بأي بلد عربي يريد استئناف علاقاته مع سورية.
وقال المعلم في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثتها على موقعها الالكتروني: «يجب أن يقر المجتمع الدولي بأن محافظة إدلب أرض سورية ومن واجب الدولة السورية استعادتها بالكامل ولا يحق للآخرين أن يمنعوا ذلك، والرئيس (بشار الأسد) أعلن أن الأولوية الآن لتحرير إدلب إما عبر المصالحات وهو ما نفضله وإما عبر العمل العسكري».
وأضاف المعلم الذي يقوم حالياً بزيارة إلى موسكو: «نحن لتجنيب المدنيين مخاطر العمل العسكري فتحنا معبراً إنسانياً من مطار أبو الظهور واستقبلنا مئات العائلات السورية»، وتابع: إذا كان لابد من عمل عسكري فهذا العمل ضروري لمواجهة «جبهة النصرة» أما الفصائل الراغبة في التسوية فعليها أن تعلن موقفها وأن تقوم بالتزاماتها في عملية المصالحة وهو ما نأمل أن يتم».
وحول الموقف السعودي، قال المعلم: «ما سمعته في المؤتمر الصحفي للوزيرين (الروسي سيرغي) لافروف و(السعودي عادل) الجبير في الواقع هو لغة جديدة نسمعها من الجانب السعودي، وهذا الأمر، وإن جاء متأخرا، نرحب به».
وحول إذا ما كان هذا التغيير في الموقف السعودي سيؤسس لعلاقة سورية سعودية جديدة وعلى أي أساس، أجاب المعلم «نحن نرحب بأي بلد عربي يريد استئناف علاقاته مع سورية»، مبيناً أن الأسس لذلك واضحة وهي جزء من العلاقات الدولية «كما نعامل الآخرين نرغب أن يعاملنا الآخرون».
ورأى المعلم أنه و«من دون شك التفاهم بين روسيا وتركيا مهم»، وأضاف: «نحن لا نتطلع إلى مواجهة مع تركيا، لكن على الأتراك أن يدركوا أن محافظة إدلب وغير محافظة إدلب هي أراض سورية وتخضع للسيادة السورية».
ونفى المعلم وجود اجتماعات سرية مع واشنطن قائلاً: «لا توجد اجتماعات سرية»، وأضاف: «الولايات المتحدة أظهرت عداء سافراً لسورية منذ عام 2011 ومازالت حتى الآن وببراهين ملموسة تدعم تنظيم داعش، وهي زودت جبهة النصرة بالسلاح والآن تحضر لعدوان ثلاثي بذريعة السلاح الكيميائي، وهذا جزء من مؤازرة الولايات المتحدة لتنظيم داعش، ولإطالة عمر الأزمة ولاسيما أننا في ربع الساعة الأخير من عمر الأزمة».
وشدد المعلم على أن العلاقة السورية الإيرانية «ليست علاقة مساومة من أي طرف»، مبيناً أنها علاقة إستراتيجية نشأت منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979».
وحول أولوية روسيا في إعادة الإعمار، قال المعلم: «روسيا دولة عظمى ولا أحد يستجدي أحداً، نحن أيضاً لدينا مقدرات لدينا النفط في البحر السوري والبر السوري والنفط في ساحل اللاذقية وبانياس مكامنه أغنى بكثير من بقية المناطق في البحر المتوسط»، وأضاف: «نحن فعلاً بدأنا بتمويل حكومي وجهد حكومي بإعادة الإعمار في سورية، معظم القرى التي تحررت يجري إعادة الإعمار فيها طبعاً هناك بنى تحتية دمرت تحتاج إلى خبرة خارجية وتمويل خارجي وهذا متوفر لدى دول صديقة مثل روسيا إيران الهند الصين البرازيل وكلها دول لها إمكانيات».
وحول إذا ما عرضت دول الخليج أية مساعدات أجاب المعلم «أبداً»، وأضاف: «دول الخليج ليست صاحبة قرار، دول الخليج تنفذ ما يأتيها من واشنطن ولا أدري إن بقي لديها أموال أصلاً لأن واشنطن حتى وجودها العسكري في سورية يتم تمويله من قبل دول الخليج».
وأكد أن الوجود العسكري الأميركي «غير شرعي لأن لا أحد في سورية استدعى هذا الوجود والحكومة الشرعية تقف موقفاً حازماً تجاه هذا الوجود كونه غير شرعي»، وتابع: «هم جاؤوا إلى سورية ليكون لهم دور في إنضاج الحل النهائي وهذا الدور أكيد معاد لمصالح الشعب السوري ولذلك نقول هذا الوجود غير شرعي ونقاومه، الحل النهائي يستند على كل شيء».
وأوضح أن «الحل النهائي للأزمة السورية يرتكز على كل شيء، على كل مكان له دور في التسوية السورية سواء أستانا أم سوتشي الذي كان نقطة تحول هامة استفاد جنيف منها»، مضيفاً «لكن جنيف مع الأسف ما زال راسخاً تحت ضغوط غربية ولذلك لم يتقدم».
واعتبر أن المعادلة الدولية والأممية القائمة على أساس عودة اللاجئين بالحل السياسي، «هي خرق لحقوق الإنسان لأن من حق النازح أن يختار بكل إرادة العودة لوطنه ونحن نرحب بهذه العودة وندعوه للعودة إلى وطنه».
وبخصوص تهديدات «إسرائيل» الجديدة، قال المعلم: «التهديد الإسرائيلي ليس جديداً هم مارسوا التهديد لفظياً ومارسوه بالعدوان على مناطق في سورية ونحن سنرد الآن نحن نرد من خلال ضرب أدواتهم الإرهابية في سورية وما جرى في محافظات الجنوب القنيطرة ودرعا والسويداء سيجري في مناطق أخرى».
أما عن الحوار مع الكرد، فقد قال المعلم: «نحن نقول لأخوتنا الأكراد هم جزء من النسيج السوري والحكومة السورية جاهزة لمواصلة الحوار وهي بدأت به وعلى أمل أن ينتهي دون تدخل خارجي»، ولفت إلى أن بعض الأكراد ما زالوا يراهنون على الأميركيين، وقال: «هذا رهان واه لأن الأميركيين مشهورون بالتخلي عن حلفائهم والرهان الحقيقي هو على الوطن وأنا أقول إن سورية مصممة على استعادة سيادتها على كل أراضيها».
ولفت المعلم إلى أن واشنطن تعرقل إنهاء الحرب عسكرياً كذلك أدواتها، قائلاً: «التدخل الأميركي هو من يعرقل ربع الساعة الأخير لإنهاء الأزمة بمعنى يجعله 16 دقيقة»، معتبراً أن محاربة الوجود الأميركي ستتم «بكل الوسائل المشروعة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن