الخبر الرئيسي

نفى حدوث اجتماعات سرية مع واشنطن.. وتركيا تبدأ أولى خطوات التغيير … المعلم: إدلب أرض سورية وواجبٌ استعادتها.. ونرحب بمواقف الجبير

| الوطن – وكالات

بمواقف واضحة لا تحتمل أي تأويل، ذكّرت دمشق العالم مجدداً بثوابتها التي يحميها القانون الدولي، وأعلنت أن سيادتها على كامل أراضيها أمر محسوم، وإدلب اليوم هي الأولوية، أما استخدام العمل العسكري فهو ضرورة إذا ما اقتضت المصلحة السورية ذلك.
التصريحات الرسمية السورية جاءت أمس على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، الذي أكد في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن على المجتمع الدولي الإقرار «بأن محافظة إدلب أرض سورية، ومن واجب الدولة السورية استعادتها بالكامل، ولا يحق للآخرين أن يمنعوا ذلك، والرئيس (بشار الأسد) أعلن أن الأولوية الآن لتحرير إدلب، إما عبر المصالحات وهو ما نفضله وإما عبر العمل العسكري».
وأضاف المعلم الذي يقوم حالياً بزيارة إلى موسكو: «لتجنيب المدنيين مخاطر العمل العسكري فتحنا معبرا إنسانيا من مطار أبو الظهور واستقبلنا مئات العائلات السورية، وإذا كان لابد من عمل عسكري، فهذا العمل ضروري لمواجهة «جبهة النصرة»، أما الفصائل الراغبة في التسوية فعليها أن تعلن موقفها، وأن تقوم بالتزاماتها في عملية المصالحة وهو ما نأمل أن يتم».
وفي موقف لافت يعكس جملة من الدلالات السياسية بخصوص الموقف السعودي، قال المعلم: «ما سمعته في المؤتمر الصحفي للوزيرين (الروسي سيرغي) لافروف و(السعودي عادل) الجبير في الواقع هو لغة جديدة نسمعها من الجانب السعودي، وهذا الأمر، وإن جاء متأخرا، نرحب به».
وحول إذا ما كان هذا التغيير في الموقف السعودي سيؤسس لعلاقة سورية سعودية جديدة وعلى أي أساس، أجاب المعلم: «نحن نرحب بأي بلد عربي يريد استئناف علاقاته مع سورية»، مبيناً أن الأسس لذلك واضحة وهي جزء من العلاقات الدولية «كما نعامل الآخرين نرغب أن يعاملنا الآخرون».
وزير الخارجية والمغتربين أوضح أن «الحل النهائي للأزمة السورية يرتكز على كل شيء، على كل مكان له دور في التسوية السورية سواء أستانا أم سوتشي، الذي كان نقطة تحول هامة استفاد جنيف منها».
ونفى المعلم صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام أخيراً، بشأن عقد اجتماعات سرية مع وفود أميركية وقال: «إن الإدارة الأميركية الحالية مكرسة لخدمة مصالح إسرائيل ولا تلتزم باتفاقات، والولايات المتحدة أظهرت عداء سافراً لسورية منذ عام 2011 ومازالت حتى الآن وببراهين ملموسة تدعم تنظيم داعش، وهي زودت جبهة النصرة بالسلاح والآن تحضر لعدوان ثلاثي بذريعة السلاح الكيميائي».
المعلم أشار إلى التفاهم الروسي التركي الذي وصفه بـ«المهم»، وقال: «نحن لا نتطلع إلى مواجهة مع تركيا، لكن على الأتراك أن يدركوا أن محافظة إدلب وغير محافظة إدلب، هي أراض سورية وتخضع للسيادة السورية».
حديث المعلم عن تركيا وإشارته إلى التفاهم الروسي التركي، جاء في أعقاب اتخاذ تركيا خطوة بدت مغايرة لتوجهاتها الداعمة للإرهاب شمالاً، حيث صنفت الرئاسة التركية «هيئة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة»، كمنظمة إرهابية، في مؤشر جديد على ما كان كشفه وزير الخارجية الروسي قبل أيام عن وجود اتفاق مع تركيا بخصوص الترتيبات لعملية إدلب التي يستعد الجيش السوري لإطلاقها.
ورأى مراقبون أن الخطوة التركية التي أتت متأخرة وتحت أمر الواقع الميداني، كشفت عن إخفاق المساعي التركية لحل «جبهة النصرة»، وقد يمثل بداية لإجراءات جديدة تمهد لرفع الغطاء عن الهيئة الإرهابية وتمكين الجيش السوري من القضاء عليها.
المعطيات والتحركات السياسية المتسارعة، جاءت تزامناً مع جولة في المنطقة يقوم بها ممثل الولايات المتحدة الأميركية للشأن السوري المعين حديثاً، جيمس جيفري، تبدأ من «إسرائيل» وتقوده إلى الأردن وتركيا لبحث آخر المستجدات في سورية.
وأوضح بيان للخارجية الأميركية، أن نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمبعوث الخاص لسورية جويل رايبيرن سيرافق جيفري في جولته.
ورأت الوكالة، أن جيفري سيؤكد في الأردن وتركيا موقف بلاده القاضي بأن الهجوم العسكري في إدلب «سيصعد الأزمة في سورية والمنطقة، ويعرض حياة المدنيين للخطر، فضلا عن تدمير البنية التحتية».
وأضافت الوزارة: إن جيفري في أول رحلة رسمية له إلى الخارج ووفده «سيؤكدان أن الولايات المتحدة سترد على أي هجوم بالأسلحة الكيميائية يشنه «النظام» السوري»، وأنهم سيناقشون أيضاً «مزاعم روسيا الزائفة عن خطط دولية لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية»!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن