سورية

موسكو تبدأ التحضيرات العملية لمؤتمر «جنيف 3» والمعلم يؤكد عدم وجود مبادرة مكتملة لحل الأزمة السورية

وكالات : 

على حين أعلنت روسيا أمس أنها بدأت الخطوات العملية للإعداد لعقد مؤتمر «جنيف3» الخاص بالتسوية السورية، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أنه لا مبادرة مكتملة حتى الساعة لحل الأزمة في سورية بل أفكار حملها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وتمت مناقشتها مع الجانب السوري الذي سبق له أن ناقش مع الجانب الروسي أفكاراً مشابهة، لافتاً إلى أن الوزير ظريف تعهد باستكمالها والعمل على تسويقها.
وأشار المعلم في تصريحات لصحيفة «الجمهورية» اللبنانية نشرتها أمس وكالة «سانا» للأنباء إلى أن الثوابت السورية من أي مبادرة تتركز على حفظ سيادة الدولة السورية على كل أراضيها وأن يكون الحوار حصراً بين السوريين وبلا شروط مسبقة، وكذلك تحكيم الشعب السوري بالاستفتاء على أي اتفاق يحصل. وعن بيان مجلس الأمن الأخير حول سورية، كشف المعلم أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا يراهن على حلول شهر تشرين الأول المقبل وموافقة الكونغرس الأميركي ومجلس الشورى الإيراني على الاتفاق النووي الإيراني لينعكس حلحلة على الأزمة في سورية.
وقال المعلم: إن أعداء سورية مأزومون ولذا بدؤوا يحاولون إيجاد الحلول إلا أنهم لم يهزموا بعد، ومن ثم لم يصلوا إلى مرحلة اليأس ولذلك ستستمر الحرب على سورية إلى أن يقتنع الأميركي ومن معه بالحلول.
من جهة ثانية، رفض المعلم تأكيد حصول اللقاءات بين رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو نفيها، مبيناً أن اشتراط البعض تخلي سورية عن حزب اللـه وإيران لن يقبل مطلقاً، موضحاً في الوقت ذاته أن زيارته الأخيرة إلى سلطنة عمان جاءت تلبية لدعوة تلقاها من نظيره العماني.
كما أعرب المعلم عن تفاؤله بالاتفاق النووي الإيراني الذي سيكون من نتائجه بدء الحوار الخليجي الإيراني الشهر المقبل ضمن أروقة الأمم المتحدة على أن يزخم بعد توقيع الكونغرس الأميركي الاتفاق وانصراف الأميركيين والإيرانيين إلى الاهتمام بملفات أخرى.
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف في مقابلة مع وكالة «نوفوستي»: «يجب أن يدرك الجميع أن جنيف3 ليس لقاء منفصلاً، بل عملية تفاوض ستتطلب توفر الإرادة السياسية والصبر والوقت. إننا نرى أن عقد مثل هذا المؤتمر يستحق دعمنا، ولذلك بدأنا الخطوات العملية للإعداد لجنيف3». وأضاف الدبلوماسي الروسي: إن «نتائج لقاءات المعارضة السورية في موسكو والقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية جنيف3».
وأوضح بوغدانوف أنه إضافة إلى المشاورات التي أجراها ممثلو المعارضة السورية «على مسار موسكو»، عقد لقاءان مثمران في القاهرة، ومشاورات في بروكسل وأستانا. وأردف: «أما الآن، فتولدت فكرة توحيد عمليات الحوار كافة، وتحديد المكان والموعد لكي يجتمع المشاركون في اللقاءات السابقة، معتمدين في مناقشاتهم الجديدة على نتائج لقاءات موسكو والقاهرة». وشدد على أن هذه القاعدة يجب أن تمثل الموقف المشترك للمعارضة السورية في المفاوضات المستقبلية مع دمشق.
وكشف بوغدانوف عن أنه قد ينعقد في الأيام القادمة في موسكو لقاء للجنة المختصة بمتابعة قرارات المشاورات السورية السورية التي استضافتها العاصمة الروسية.
وحسب بوغدانوف: «يمكن القول إن ما يجري في موسكو حالياً هو (موسكو 2.5)، وأقصد أن العاصمة الروسية قد شهدت لقاءات مكثفة مع عدد كبير من ممثلي الأوساط السورية المعارضة، من المعارضة الداخلية والخارجية على حد سواء. كما تجري اتصالات مكثفة مع الجهات الرسمية في دمشق، ونلتقي بشكل دوري مع السفير السوري في موسكو. ولدينا حوار في مرحلة متقدمة مع كل السوريين (كل الأطراف السورية)». وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي موضحاً: «نقول لهم إنه في حال كانت لديهم رغبة في هذا الصدد، فيمكننا تنظيم جولة جديدة من المشاورات السورية السورية في موسكو.
وأمس الأول التقى بوغدانوف للمرة الثانية خلال أيام السفير السوري في موسكو رياض حداد وتبادلا وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة في سورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: إن «الجانبين الروسي والسوري تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر حول الوضع الراهن في سورية وحولها مع التركيز على ضرورة التوصل في وقت مبكر إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية وعلى الرد الفعال على التهديدات الإرهابية». وسبق لبوغدانوف أن بحث مع حداد في الرابع عشر من الشهر الجاري ضرورة توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وجاء لقاء بوغدانوف بالسفير حداد، بعد يوم واحد من لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة الروسية موسكو، وأكدا خلاله ثبات موقف بلديهما بضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الحوار بين السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي، مشددين على أن مستقبل الرئيس بشار الأسد يقرره السوريون.
وفي تصريحاته أمس، توقع بوغدانوف أن تبدأ مجموعة الاتصال الدولية حول سورية التي اقترح المبعوث الأممي تشكيلها، العمل في تشرين الأول المقبل.
وأوضح، أن مهمة هذه المجموعة التي سيشارك اللاعبون الخارجيون فيها بضمان الطابع المستقر للمفاوضات بين الأطراف السورية، وفي تنسيق موقف اللاعبين الخارجيين من أجل التأثير في المفاوضين بصورة إيجابية وبناءة.
من جهة ثانية، أكد بوغدانوف أن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لتنظيم داعش الإرهابي تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط على حد سواء. وأضاف الدبلوماسي: «بشكل عام إننا نشعر بتأييد واسع لمبادرة الرئيس الروسي الخاصة بتشكيل جبهة دولية مناهضة للإرهاب لمواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى».
وكان الرئيس فلاديمير بوتين، قد اقترح في أواخر حزيران الماضي على القيادة السورية ودول المنطقة بمن فيها تركيا والأردن والسعودية توحيد جهودها من أجل محاربة داعش، مؤكداً استعداد موسكو للمساهمة في إقامة الحوار بهذا الشأن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن