سورية

«وول ستريت جورنال» اعتبرت أن موسكو أظهرت القوة الناعمة مع المسلحين … «ذي أوبزرفر»: ترامب منح بوتين الحرية الكاملة للتصرف على الساحة

| وكالات

بينما أشارت تقارير صحفية غربية إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنهى الدعم لـ«المعارضة»، مانحاً الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحرية الكاملة للتصرف على الساحة، أشارت أخرى إلى أن روسيا تحاول إظهار القوة الناعمة، من خلال التسوية مع المسلحين الموجودين على الأرض.
ونشرت صحيفة «ذي أوبزرفر» البريطانية مقالاً لسايمون تيسدال ادعى فيه أن روسيا تمهد الأجواء أمام الغرب قبل انطلاق معركة إدلب الرامية إلى تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية.
وزعم تيسدال أن روسيا ذهبت إلى «حد غير مسبوق في التمهيد» لما زعم أنه «المذبحة التي تستعد لإيقاعها بالمدنيين» في محافظة إدلب، وهي آخر معاقل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في شمال غرب سورية.
وذكر، أن المسؤولين الروس اتخذوا عدة خطوات الأسبوع الماضي سواء على المستوى السياسي أم العسكري تمهيداً للهجوم الجوي والبري المنتظر، وأكد أن الرئيس الأميركي أنهى جميع أنواع الدعم الذي كانت تقدمه بلاده لـ«المعارضة» وترك الساحة خالية أمام الروس، مانحاً الرئيس الروسي الحرية الكاملة للتصرف على الساحة.
وأوضح تيسدال، أن روسيا حشدت 25 قطعة عسكرية بحرية على السواحل السورية في البحر المتوسط في أكبر حشد عسكري روسي من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سورية في عام 2015.
من جانبها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن روسيا تحاول إظهار القوة الناعمة، من خلال التسوية مع المسلحين الموجودين على الأرض، في إشارة منها للاتفاق الذي عقد مع الميليشيات المسلحة في تموز الماضي والذي أدى إلى تسليم أكثر من 2000 مسلح أسلحتهم الخاصة للوسطاء الروس.
وكانت روسيا، أشادت بالعملية العسكرية التي مهدت الطريق لعودة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى المناطق المنزوعة السلاح في الجولان العربي السوري المحتل، معتبرة العملية انتصاراً لتكتيكاتها غير العنيفة والتي تزداد فرص نجاحها بشكل متزايد.
وفي الوقت نفسه لم تتوقف روسيا عن الغارات الجوية التي تشنها للقضاء على الإرهاب كما قامت بإرسال سفن حربية إلى شرق البحر المتوسط، حيث من المحتمل أن تشارك هذه القوة العسكرية في الهجوم المتوقع على الإرهابيين في إدلب، آخر معاقل الإرهاب في سورية.
ووصفت الصحيفة اتفاقات التسوية التي تتم في المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون بـ«الاستسلام المشروط»، حيث تقدم روسيا عهوداً بإنهاء العنف، مع تقديم عفو كامل، وجهود لإعادة الخدمات العامة مقابل «تقديم الولاء للحكومة السورية» الأمر الذي يراه محللون على أنه تكتيك على أهمية عالية من الجيش الروسي، بسبب تجاوزه العمليات العسكرية الروسية والانخراط بدور آخر يتطلب قدراً لا بأس فيه من الثقة.
وركز تكتيك الروس التفاوضي في جنوب غرب سورية حول التلويح بوعود مشابهة، حيث قدمت روسيا وعودها في البداية لمجموعات صغيرة وضعيفة من المسلحين، أما من رفض الوعود الروسية، فقد غادروا من دون عنف بصحبة عائلاتهم نحو إدلب.
ورأى دبلوماسيون روس، وفق المواقع المعارضة، أن موسكو تريد تكرار الإستراتيجية نفسها في إدلب.
وقال الزميل في مركز «الأمن الأميركي الجديد»، نيكولاس هيرس، والذي يقدم المشورة للحكومة الأميركية بشأن سورية: «إن الروس يقومون بتحقيق وضع أسطوري تقريباً بين صفوف الثوار بسبب قدرة الروس على إغرائهم بالانشقاقات عبر عملية المصالحة». وتبنى المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون الأميركيون وجهة نظر متشائمة حول دور روسيا في سورية معربين عن قلقهم المتزايد بشأن ما يعتبرونه علامات على هجوم وشيك في إدلب. وأشارت الصحيفة إلى أن كبار المسؤولين في الخارجية الأميركية التقوا في وقت سابق من هذا الأسبوع بالسفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، لتأكيد قلق الولايات المتحدة وذلك بحسب تصريح للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، على حين قالت السفارة الروسية: إن «الاجتماع جاء بناء على طلب أنتونوف لتحذير الولايات المتحدة من توجيه ضربة للجيش السوري بتهمة استخدام الأسلحة الكيميائية».
وبحسب الصحيفة، فإن عملية التفاوض التي تقودها روسيا مع المسلحين، تدعم مساعي الدولة السورية بإنهاء العنف بالتفاوض مع المسلحين.
كما أن عملية التفاوض تشجع روسيا أكثر للضغط على الحكومات الغربية، وذلك بهدف الحصول على أموال إضافية لإعادة إعمار سورية وتشجيع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن