الخبر الرئيسي

وزير الخارجية الإيراني في دمشق اليوم.. والمعلم: واشنطن تطيل الأزمة خدمة لإسرائيل … إدلب إلى «الدولة» بالتدريج.. وعمليات تفريغ واسعة للإرهابيين من دون إعلان

| موفق محمد – سيلفا رزوق – إدلب – الوطن

على قدر الإنجاز الميداني المتوقع، جاء الصخب والحراك السياسي والدبلوماسي الإقليمي، المصحوب بموجة تصريحات سورية وحليفة تمهّد لـ«فجر إدلب» المنتظر، ودمشق التي يعود إليها وزير خارجيتها قادماً من موسكو، تستعد اليوم لاستقبال وزير خارجية إيران، بعدما كانت استقبلت وزير الدفاع الإيراني أيضاً قبل أيام، في رسالة واسعة الدلالات من حيث الشكل والتوقيت، الذي تحاول أميركا عبثاً استغلاله لأبعد مدى يمكّنها من الإبقاء على أدواتها قيد الاستخدام.
وقبيل مغادرته موسكو، أعاد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم التأكيد، بأن الادعاءات التي تسوقها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، أصبحت مكشوفة للرأي العام العالمي، وهدفها تبرير أي عدوان محتمل على سورية.
وأوضح المعلم في مقابلة مع قناة «روسيا 24»، أن كل ما تروج له الولايات المتحدة لن يؤثر على معنويات الشعب السوري، وخطط الجيش العربي السوري لاستعادة إدلب والقضاء نهائياً على الإرهابيين في سورية.
وأكد المعلم أن الوجود الأميركي، تسبب بسقوط آلاف الضحايا من السوريين وقدم الحماية لتنظيم «داعش» الإرهابي، في كل مرة كانت تتم محاصرته من قبل الجيش العربي السوري، وبات واضحاً أن هدف واشنطن الأساسي إطالة أمد الأزمة في سورية خدمة لمصالح «إسرائيل».
المعلم الذي تحدث من موسكو أمس، يستقبل اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يصل إلى دمشق في زيارة يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين.
مصادر دبلوماسية قالت لـ«الوطن»: إن ظريف سيلتقي المعلم، مع احتمال أن يستقبله الرئيس بشار الأسد، وربطت الزيارة بالتحضيرات الجارية من قبل الجيش السوري وحلفائه، لاستعادة إدلب، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي قبيل القمة التي ستعقد في إيران في السابع من أيلول الجاري، بين زعماء روسيا وإيران وتركيا ويمكن أن يتم خلالها التوصل إلى تفاهمات حول معركة إدلب المقبلة.
إلى ذلك أكدت مصادر خاصة متابعة للمفاوضات الروسية التركية حول إدلب أن المفاوضات قطعت شوطاً كبيراً وقادت إلى «تنازلات» تركية واسعة تقضي بعودة المحافظة كاملة إلى حضن الدولة السورية «بالتدريج» سواء عبر عمليات عسكرية في أطرافها، أو وفق عملية سياسية في العمق.
وقالت المصادر: إن نتائج المفاوضات، التي لم تصل إلى طريق مسدود بعد حول «عقدة» جبهة النصرة، ستعرض على قادة قمة الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران لإقرارها وتحديد ساعة صفر العملية العسكرية للجيش السوري التي يتوقع أن تعقب القمة مباشرة.
وأوضحت المصادر أن عوامل عديدة دفعت بتركيا إلى تعديل جذري في موقفها حيال ضرورة تقديم تنازلات في ملف إدلب الشائك، منها إدراك أنقرة أن القيادة السورية جادة جداً و«مستعجلة» في بدء العملية العسكرية وأن حشود الجيش وتعزيزاته ليست من أجل المناورة ورفع سقف المفاوضات، بالإضافة إلى الموقف الروسي الحازم إزاء وجوب «تفكيك» جبهة النصرة ومظلتها «هيئة تحرير الشام» وموافقة إدارة الرئيس الأميركي دولاند ترامب بشكل مفاجئ أخيراً وبتوجيه منه بحتمية القضاء على الإرهاب في إدلب من دون خلق «كارثة» إنسانية، عدا إعادة أنقرة لقراءة الوضع العسكري والسياسي بشكل متأنٍ وما يمثله من تهديد لأمنها القومي في حال حدوث فلتان أمني على حدودها الجنوبية.
وبخصوص «تحرير الشام»، أكدت مصادر إعلامية معارضة مقربة منها لـ«الوطن» أن الشرخ الكبير الحاصل في صفوف جناحيها العسكريين المؤيد والرافض لمبدأ «المصالحات» مع الجيش السوري والدولة السورية، قد يدفعها في اللحظة الأخيرة للقبول بـ«تسوية» مطروحة على الطاولة لحل نفسها لكن الاتجاه السائد راهناً يسيطر عليه التيار المتشدد ويرغب في مواجهة الجيش السوري ربما «لحفظ ماء الوجه» أمام حاضنته الشعبية قبل الدخول في التسوية التي تدمج مقاتليه السوريين في «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي شكلتها تركيا من اندماج معظم ميليشيات الشمال السوري، أما مصير الأجانب فمختلف حول وجهتهم بموجب التسوية، ولكن حتماً ليس إلى رقعة جغرافية في مواجهة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة أميركياً، بحسب قول مصادر عسكرية من «قسد» لـ«الوطن».
توازياً مع هذه المعطيات كشف مصدر واسع الاطلاع لـ«الوطن» أن حملة تسفير منظم تجري ليل نهار لإخراج الإرهابيين الشيشان والأوزباكستانيين وغيرهم مع عائلاتهم من إدلب، من دون أي إعلان أو صخب.
وقال المصدر: إن أعداد الإرهابيين ستقل بشكل كبير قبيل بدء الجيش السوري لمعركته في إدلب، حيث تجري عمليات تفريغ منظمة لهؤلاء بصورة متسارعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن