سورية

بحثت عن دور لها في إدلب مع موسكو وأنقرة.. والاتحاد الأوروبي تباكى على «الناس» هناك! … باريس تقر بانتصار الدولة السورية على الإرهاب

| وكالات

في الوقت الذي تبحث فيه عن دور في إدلب مع موسكو وأنقرة، أقرت باريس أن الدولة السورية انتصرت في الحرب التي فرضت عليها منذ أكثر من 7 سنوات، لكنها اعتبرت أن السلام لن يتحقق في سورية من دون حل سياسي يدعمه وسطاء دوليون.
جاء ذلك، على حين تباكى الاتحاد الأوروبي على مصير الناس في إدلب في حال شن الجيش العربي السوري هجوماً لطرد الإرهابيين منها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مقابلة مع إذاعة «France Inter»، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «(الرئيس بشار) الأسد فاز في الحرب»، لكنه بحسب زعمه «لم يفز بالسلام»، معتبراً أن «السلام مستحيل من دون تسوية سياسية بدعم من الوسطاء الدوليين، تتضمن تغيير الدستور وإجراء انتخابات حرة»!.
وزعم لودريان أنه حتى لو استعادت قوات الجيش العربي السوري إدلب، آخر معقل للتنظيمات الإرهابية في سورية، فإن ذلك لن يؤدي إلى سلام حقيقي في البلاد، في مؤشر على نية الدول الداعمة للإرهابيين مواصلة تعكير الأجواء في سورية. وقال لودريان: «إن باريس تعتزم العمل على الدفع بعملية التسوية السلمية في سورية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي، وإنها تنخرط في مفاوضات مع روسيا وإيران وتركيا من أجل درء ما سماها «كارثة إنسانية في الشمال السوري».
واعتبر، أنه «إذا كانت هناك معركة في إدلب، فإن تداعياتها ستكون أخطر بكثير مما حدث في حلب من حيث المعاناة والكارثة الإنسانية»، في إشارة إلى عملية تحرير ثاني أكبر مدينة سورية من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في نهاية عام 2016.
وحذر لودريان مجدداً السلطات السورية من استخدام «السلاح الكيميائي» المزعوم خلال عملية إدلب المرتقبة، مؤكداً «استعداد بلاده لتوجيه ضربة جديدة ضد سورية (اعتداء) في حال حدوث ذلك»، وقال: «سنستمر في العمل بهذه الطريقة إذا شاهدنا حالات مؤكدة جديدة لاستخدام السلاح الكيميائي».
ويرى مراقبون في تصريحات لودريان تلك، أن فرنسا تبحث عن دور لها في إدلب مع اقتراب العملية العسكرية للجيش العربي السوري لطرد الإرهابيين منها، معتبرين أن نتائج هذه المعركة ستكون محسومة لمصلحة الجيش.
وفي مؤشر على دعم أميركا للتنظيمات الإرهابية، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أيام: إن «بلاده تعد هجوم الجيش العربي السوري على إدلب تصعيداً لصراع خطر في الأساس»، على حين ذكرت قناة «سي إن إن» الأميركية أن خبراء أميركيين وضعوا قائمة للأهداف المحتملة التي قد يتم استهدافها في سورية، وذلك بالترافق مع تزايد التهديدات الأميركية والغربية لشن اعتداء جديد على سورية بزعم استخدام سورية للسلاح الكيميائي. وكانت تقارير صحفية كشفت أن عناصر منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، وتحدثت التقارير عن مشاهدة أهالي ريف إدلب نشاط ملحوظ لهذه العناصر في سجن جسر الشغور الذي يحوي مستودعات لمواد سامة والتجهيز لمسرحية الكيميائي هناك.
وقبل ذلك بوقت قصير، أكدت روسيا أنه يجري ترتيب «فبركة» هجوم كيميائي لاستخدامه كذريعة لشن ضربة عسكرية على مواقع سورية.
يشار إلى أن فرنسا شاركت في العدوان الذي شنته كل من أميركا وبريطانيا على سورية في 14 نيسان من العام الحالي، بحجة استخدام قوات الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي في غوطة دمشق الشرقية.
في غضون ذلك، حذرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أمس، من مغبة ما سمته «عواقب مدمّرة يمكن أن تحلّ على سكان محافظة إدلب»، في حال شن الجيش العربي السوري عملية عسكرية هناك، في محاولة لاستعطاف الرأي العام على الوضع الإنساني في المحافظة قبل أن يسحق الجيش التنظيمات الإرهابية هناك المدعومة من أغلب الدول الغربية.
وقالت موغيريني، في كلمة ألقتها في افتتاح مؤتمر سفراء الاتحاد الأوروبي، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب وكالة «الأناضول»: إنه «يمكن لهجوم محتمل على إدلب أن يسفر عن عواقب مدمرة على الناس الذي عانوا بما يكفي من الآلام».
وشددت على بذل كل ما يمكن من طاقات من أجل منع وقوع العواقب الوخيمة في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن