رياضة

حكمة القرار..

| مالك حمود

بسرعة ومن دون مقدمات جاءت الهزات الارتدادية التي تلت المؤتمر السنوي لكرة السلة.
الغريب في الأمر ذلك الاختلاف في الرؤى والمشاعر والانطباعات!
فاتحاد السلة يعتبر نفسه حقق قفزة نوعية في ذلك المؤتمر من خلال الخطوات الجديدة التي اتخذها ومنها إلزام الفرق المشاركة بدوري المحترفين على إلزام اثنين من اللاعبين (لما دون 24 عاما) على اللعب لمدة (40) دقيقة في كل مباراة، إضافة لاستحداث بطولة تحت (22 عاما) والاتحاد نفسه ألغى دوري الشباب منذ ثلاثة مواسم بينما كانت السلة بأمس الحاجة لتفعيل تلك الفئة!
أما اللاعبون المحترفون فهم يجدون في موقف اتحاد اللعبة إجحافا بحقهم وإضاعة وإساءة لمستقبلهم بفعل القرارات الأخيرة التي ضيقت عليهم فرص اللعب والبقاء في ملعب العطاء والفائدة.
طبعا اتحاد السلة عازم على تصغير المتوسط العام لأعمار فرق دوري المحترفين، وهذا حقه ضمن الرؤى الإستراتيجية، ولكن للاعبين المحترفين أيضاً حقوقهم والأجدر البحث لهم عن البدائل قبل إجبارهم على مغادرة فرقهم وأنديتهم القادرة على توفير متطلباتهم المادية والمعيشية والاحترافية، حيث السؤال: هل تنسجم قرارات تحديد الأعمار مع نظام الاحتراف؟ وهل تم البحث في إمكانات بقية الأندية التي يمكن أن ينتقل إليها اللاعبون لتأمين مستقبلهم المعيشي على الأقل.
لسنا ضد تشجيع الشباب في كرة السلة السورية التي باتت بحاجة لتلك الدماء، ولكن ما نفع تصغير أعمار الدوري، على حين نرى التمسك باللاعبين المخضرمين في المنتخب؟
فالأندية المجتهدة عازمة على استغلال طاقاتها الشابة أكثر من المؤسسة السلوية ذاتها، وتذكروا عندما كان الدوري العام ونظام ربط الفئات حيث يلعب كل ناد مباراتين الأولى بفئة الشباب والثانية بفئة الرجال، وكنا نرى بعض المواهب الشابة تلعب في مباراة الشباب ثم تشارك أيضاً في مباراة الرجال، لنستمتع آنذاك بميشو مع الجلاء وآرا أرويان مع اليرموك ورضوان حسب اللـه مع الجيش وأنور مع الوحدة وغيرهم الكثيرون، والتحرك كان من الأندية نفسها وليس من اتحاد اللعبة الذي اقتصر دوره في تلك الفترة على السماح للاعب الفئة الأدنى بالمشاركة مع الفئة الأعلى.
فأين الموهبة الشابة التي أفرزها ذلك النظام الجديد بعد مضي موسمين من التجربة؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن