قضايا وآراء

الذكرى السنوية الـ70 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية «بلد الشعب»

| سفارة بيونغ يانغ في دمشق

جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هي بلد الشعب بكل ما في اسمها من معنى، إذ إن أبناء شعبها يعيشون دون أن يعرفوا رسوم الدراسة والعلاج، والضرائب، والبطالة.
في هذا البلد الذي يطبق فيه نظام التعليم الإلزامي المجاني منذ عشرات السنين، تتحمل الدولة كامل مسؤولية العمل التعليمي، فهي تمارس حاليا نظام التعليم الإلزامي لمدة اثنتي عشرة سنة على أعلى المستويات في العالم، وبموجب ذلك، تغطي كل نفقات التعليم بكل أنواعه، مثل التعليم العالي والتعليم الاجتماعي وتعليم البالغين، فضلاً عن التعليم قبل المدرسي والتعليم الابتدائي والثانوي. ففي كل مكان يحتضن أطفالاً في سن الدراسة، توجد مدرستهم، سواء أكان في منطقة جبلية نائية أم في جزيرة منعزلة، وتتردد فيها أصوات قراءتهم للتعلم.
أما نظام العلاج المجاني العام المطبق في هذا البلد فهو نظام علاج تام ومتكامل يوفر كل ما يلزم الناس في سياق الخدمات الطبية بلا مقابل، بحيث يمكنهم أن يتمتعوا جميعا بمنافع هذا النظام على قدم المساواة، دونما اعتبار للجنس والعمر ومحل الإقامة والمهنة والملكية وغيرها. كما إن هذا النظام يتميز بالخصائص التامة والمتكاملة من حيث محتوياته أيضاً، لأن كل الخدمات لمداواة المرضى تقدم بلا مقابل، مثل التشخيص، والفحص الاختباري، والتشخيص والفحص الوظائفي، والعملية الجراحية، والأكل، ناهيكم عن مختلف أشكال الخدمات الطبية، بما فيها معالجة المرضى الخارجيين، والآخرين الراقدين في المستشفى، وزيارة المرضى لعلاجهم، وإن أجر مساعدة ولادة الحبلى، ورسوم الفحص الصحي والتلقيح الوقائي، ومصروفات الأطراف الصناعية المقدمة إلى المعوقين، وتكاليف طب الأسنان الترقيعي أيضا غير مدفوعة، هذا وحتى نفقات السفر إلى المصحات ذهابا وإيابا تتحملها الدولة والمنظمات الاجتماعية والتعاونية، وبفضل تطبيق نظام الفحص والعلاج الطبي الدوري ونظام تفرغ الطبيب لكل مسكن، يزور الأطباء المرضى بقصد علاجهم.
يدعو عدد غير قليل من بلدان العالم إلى «دولة متقدمة» و«دولة رفاهية» ولكن، ليس ثمة أي بلد ألغيت فيه الضرائب، ما عدا كوريا التي تم فيها إلغاء الضرائب تماما قبل أكثر من أربعين سنة، بحيث يعيش أبناء شعبها دون أن يعرفوا حتى كلمة الضرائب.
مثل هذه الوقائع التي يصعب تصديقها غير مقتصرة على ما تقدم سابقا، بل يمكن البحث عنها في مختلف الجوانب المذكورة أدناه.
لا يوجد في كوريا عاطلون عن العمل، يمارس جميع المواطنين القادرين على العمل حق اختيار المهن حسب رغبتهم ومواهبهم، وتضمن لهم الدولة أشغالاً مستقرة، ونتيجة إقامة المصحات ودور الراحة في أنحاء البلاد، تجري حماية صحة الشغيلة، وعلى الأخص تتلقى النساء معاملة تفضيلية، إذ تقلص الدولة ساعات يوم العمل للأمهات ذوات بضعة الأولاد، وتنشئ دور الحضانة ورياض الأطفال ومستشفيات الأطفال وما يلزمهن من مرافق التسهيلات حتى لا يتعرضن للإعاقة في عملهن.
وتعمل الدولة على بناء المساكن على نفقتها، وتقدمها لأبناء الشعب بلا مقابل، ففي السنوات الأخيرة، بني في العاصمة بيونغ يانغ عدد كبير من المساكن بما فيها شارع شانغزون العصري، ومساكن رجال التعليم في جامعة كيم إيل سونغ وفي جامعة كيم تشايك للصناعات الهندسية، وشارع وونها للعلماء، ومنطقة ويسونغ السكنية للعلماء وانتقل إليها رجال التعليم والعلماء والتقنيون والعمال العاديون، دون دفع أي فلس من النقود.
جدير بالذكر هنا أن كل نشاطات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتجه إلى تحسين حياة الشعب.
ذات وقت، بثت محطة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية مباشرة على الهواء إلى المشاهدين، المنظر الليلي في إحدى الحدائق التي أعيد بناؤها حديثاً في بيونغ يانغ، قائلة: «إن ما تشاهدونه ليس خطأ، ها هنا شمالي كوريا الاشتراكي»، فلم يتمالك المشاهدون أنفسهم من شدة الدهشة والإعجاب بالواقع المختلف تماماً عن الدعاية الغربية، وهو ما حدث قبل عدة سنوات، في ذلك الحين، كان أبناء الشعب الكوري يتمتعون بالحضارة المعاصرة بملء رغبتهم، مستخدمين أحدث مرافق اللهو والتسلية وسط الإنارة الخارجية الساحرة، فما بالكم بحياتهم الثقافية والوجدانية الحالية بعد مرور السنين.
في السنوات الأخيرة، بنيت مراكز الحياة الثقافية الجماهيرية حديثاً أو أعيد بناؤها على مستوى عالمي، مثل منتزه رونغرا للشعب، ومدينة الألعاب المائية والترفيهية في مونسو، ونادي الفروسية في ميريم، ومجمع ماسيكريونغ للتزحلق على الثلج، وقاعة ميآري للرماية، وقاعة بيونغ يانغ الرياضية، وملعب الأول من أيار، ما يضفي مزيداً من السعادة على الشعب، كما أنشئت مراكز الخدمات الطبية الجديدة مثل مستشفى أوكريو للأطفال ومستشفى ريوكيونغ للأسنان على أروع صورة.
إن ما يجب علينا أن نضعه هنا نصب أعيننا هو أن كل هذه المباني العصرية وأحدث التجهيزات والمرافق والأدوات والمعدات التي كلفت مبالغ تفوق التصور من الاستثمارات، يستخدمها أبناء الشعب العامل العادي، وليس مليونيرات أو منتسبي الفئة الامتيازية.
وفي كوريا، يتمتع جميع أفراد المجتمع بالحرية السياسية والحقوق بملء إرادتهم، تركيبة نواب (برلمانيون) مجلس الشعب الأعلى وحدها كافية لمعرفة ذلك، إذ إن العمال يحتلون 12.7 بالمئة والمزارعين 11.1 بالمئة والنساء 16.3 بالمئة في نسبة تركيبة نواب مجلس الشعب الأعلى الحالي الثالث عشر، تدل هذه النسبة بوضوح على أن سياسة الدولة لا يسعها إلا أن تمارس بما يتلاءم مع إرادة أبناء الشعب العامل ومصالحهم.
كما لا يفوتنا أن نشير إلى أن عبارة الشعب تطلق في كوريا على اسم الدولة أو اسم السلطة أو اسم الجيش بحيث تسمى الجمهورية الشعبية والسلطة الشعبية والجيش الشعبي، والمثقفون والرياضيون والفنانون الذين اجترحوا مآثر بارزة من أجل البلاد والشعب هم أيضاً تطلق عليهم ألقاب عالم الشعب ورياضي الشعب وممثل الشعب وغيرها، هذا وتسمى أروع الصروح المعمارية تيمناً بالشعب، مثل قصر الشعب للثقافة ودار الدراسة الشعبية الكبرى ومسرح الشعب.
حقاً، إن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تتخذ فكرة زوتشيه المسماة نزعة الاعتزاز بجماهير الشعب ووضعها في المقام الأول، مرشداً هادياً لنشاطاتها، هي بلد حقيقي للشعب يضمن جميع حقوقه وكرامته على نحو شامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن