قضايا وآراء

شريكنا في الحرب شريكنا في البناء

| ميسون يوسف

تستعد سورية وهي على عتبة المرحلة الأخيرة من مراحل الحرب الدفاعية التي خاضتها مع حلفائها بجدارة واحتراف حتى تمكنت من الانتصار، تستعد لمرحلة ما بعد الحرب وإعادة البناء وإطلاق عجلة الإعمار والاقتصاد الذي طالما فاخرت سورية بأنها البلد القوي الذي يملك الكفاية وهو غير مدين خلافاً لمعظم الدول في العالم.
ومع التهيؤ لإعادة الإعمار تطرح إشكاليات كبرى وأسئلة كبرى لا بد من مواجهتها وخاصة في أمور ثلاثة أولها تحديد الشركاء في إعادة الإعمار والثاني تحديد مصادر التمويل والثالث تحديد جدول الأولويات في هذا النطاق.
في الموضوع الأول يلاحظ أن الكثير من الكيانات والقوى الدولية التي شاركت في العدوان وفي تدمير سورية وتهجير شعبها تستعد أو تحضر نفسها وتمني الذات بأن تكون شريكاً مستفيداً من إعادة الإعمار وهنا نجد من حيث المنطق والبداهة الغرابة في هذا السبيل، فكيف لمن كان عدواً وأعمل سيفه في البلاد تدميراً وشارك في حصار سورية وخنق شعبها بتدابير كيدية سماها عقوبات، كيف له أن يملك الجرأة لا بل الوقاحة بأن يتقدم لميدان البناء وتحقيق مكاسب مالية ومصلحية له فيه؟
لقد استبقت سورية الموقف ووضعت معادلة بسيطة مفادها أن «من شارك في صمود سورية وفي معركة الدفاع عنها سيكون شريكاً في معركة بنائها» هو مقدم على سواه في كل الظروف، أما من شارك في العدوان عليها وساهم في تدميرها فلن يلقى باباً يفتح له مهما كانت قدراته وإمكاناته، فالمسألة مسألة أخلاق ومعنويات قبل أي شيء آخر أما من بقي خارج الدفاع والهجوم ولم يبد منه موقف عدائي فإن مصلحة سورية هي التي تحدد قبوله في معركة الإعمار.
وفي التطبيق العملي يكفي أن ننظر اليوم إلى من شهد لسورية بانتصارها ومحضها ثقته وجاء بمؤسساته وشركاته إلى معرضها الدولي لنقول: إن هؤلاء هم الشركاء المنتظرون في معركة البناء الآتي التي تمسح عن سورية ما حل بها من دمار بسبب العدوان، أما الأموال فإن مصادرها تحددها الصداقات والتحالفات ولا يمكن أن ترتهن سورية لأحد مهما عرض عليها من المال، فمن دافع عن سيادته بالدم والأنفس فلن يفرط فيها في معرض بناء أو ترميم بناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن