رياضة

في الامتحان الأول لمنتخبنا وشتانغه … مواجهة ساخنة مع أوزبكستان برائحة الماضي

| ناصر النجار

غادر المنتخب الأول على دفعات إلى أوزبكستان ليواجه منتخبها الأول في السادسة من مساء اليوم في مباراته الودية الأولى قبل أن يخوض مباراته الثانية يوم الثلاثاء القادم مع منتخب قيرغيزستان ضمن أيام الفيفا لهذا الشهر.
وتأتي هاتان المباراتان ضمن مرحلة التحضير للنهائيات الآسيوية التي تستضيفها الإمارات مطلع العام القادم.
والمعسكر الجديد هذا هو الثالث على الصعيد الخارجي بقيادة المدرب الألماني شتانغه، باعتبار مشاركته بدورة العراق الدولية معسكراً وكذلك رحلة أوزبكستان وقيرغيزستان، إضافة لمعسكر النمسا.
وخاض المنتخب السوري مع المدرب الألماني مباراتين وديتين مع منتخبي العراق وقطر انتهتا إلى التعادل (1/1 و2/2)، بينما خاض ضمن معسكر النمسا ثلاث مباريات مع فرق رودار السلوفيني وخسرها صفر/1، بينما فاز على ناغازاكي الياباني 3/2 وعلى كارباخ الأذربيجاني 1/صفر.
وفي جعبة منتخبنا أربع مباريات قادمة، ضمن أيام الفيفا، فيلتقي في الشهر العاشر البحرين والصين، وفي الشهر الذي يليه عُمان والكويت.

تدابير صارمة
وأصدر اتحاد كرة القدم اللائحة الرسمية المغادرة التي انتقاها المدرب الألماني، وقد اختارها بعناية حسب تصريحاته، مؤكداً أنه تابع جميع اللاعبين في الفترة الماضية من خلال المباريات التي خاضوها مع أنديتهم، إضافة إلى الأداء الذي قدموه مع المنتخب في النمسا وكان حجر الأساس بانتقاء اللاعبين.
واستبعد المدرب قلب الدفاع أحمد الصالح لكونه غير ملتزم مع أي ناد في الفترة السابقة، وهذا ما يجعل اللاعب في جاهزية فنية وبدنية غير مكتملة، ولما جاء الاعتراض على إبراهيم عالمة لأن وضعه كان يماثل وضع الصالح، أجاب الألماني، بأن حارس المرمى وضعه حساس، ولا يقارن بأي لاعب.
ومن هنا نجد أن كل لاعب لا يكون أساسياً مع فريقه لن يكون له الحظ بالاستدعاء إلى المنتخب كشرط وضعه المدرب الذي أراد من ذلك فرصة متابعة اللاعبين مع أنديتهم.
أيضاً استبعد اللاعبين المصابين وهو أمر طبيعي، مع بقاء الباب مفتوحاً لهم لحين عودتهم من الإصابة ووصولهم إلى الجاهزية الفنية المطلوبة.
وإضافة إلى أحمد الصالح أوضح شتانغه استبعاده لبعض اللاعبين كفراس الخطيب الذي انشغل بتحليل مباريات كأس العالم منقطعاً عن التمارين مدة ستة أسابيع مع عدم حضوره معسكر النمسا وخالد المبيض الذي لم يشارك مع أي فريق بعد معسكر النمسا، وهادي المصري المصاب، وزاهر ميداني الذي طلب اعتذاراً عن الحضور لحاجة ناديه القوة الجوية إليه.
أما عمر خريبين فقد اعتذر، من دون أن يجد اتحاد الكرة مبرراً لهذا الاعتذار، وقد يتجه إلى معاقبته.
والقائمة النهائية التي أصدرها المدرب هي: إبراهيم عالمة وأحمد مدنية وشاهر الشاكر لحراسة المرمى، وفي الدفاع: نديم صباغ وغابرييل صومي وعبد الملك عنيزان وحسين جويد وجهاد باعور وإسراء حموية وثائر كروما وتامر حاج محمد وعمرو الميداني، وفي الوسط: محمد عثمان ومحمود المواس ويوسف قلفا وأسامة أومري وفهد اليوسف وأحمد الأشقر وحميد ميدو، وفي الهجوم، عمر السومة ومارديك مارديكيان، وإياز عثمان وعمر جنيات.
ونلاحظ أن المدرب اختار من الدوري المحلي أربعة لاعبين جميعهم يلعبون لفريق الجيش وهم: أحمد مدنية وشاهر الشاكر وعبد الملك عنيزان وأحمد الأشقر، ومن كندا: غابرييل سومي، ومن أوروبا: محمد عثمان وإياز عثمان، والبقية تلعب في مختلف الدوريات العربية ومن باب الحافز أبدى المدرب الألماني إعجابه باللاعبين ورد السلامة ومحمد كامل كواية معلناً بطريقة مباشرة أن باب المنتخب مفتوح لأي لاعب يثبت أهليته لذلك.
كلام مسؤول
في تصريح خاص بالـ«الوطن» قال محمد فادي الدباس تعليقاً على المنتخب ورؤيته: نحن في اتحاد كرة القدم لم نتدخل في الشؤون الفنية للمنتخب ولم نتدخل في اختيار أو استبعاد أي لاعب، لأن ذلك من اختصاص الطاقم الفني.

عملنا طوال الفترة السابقة على تقديم كل المساعدات اللوجستية للمدرب وللمنتخب، ونفذنا كل رغبات المدرب من معسكرات اختارها، وكذلك المباريات التي كانت ضمن رغبته.

ونحن جاهزون لتقديم أي دعم أو مساعدة للمنتخب نجد أنه بحاجتها في سبيل الارتقاء بالمستوى إلى الحدود العليا التي تؤهله للمنافسة الحقيقية في النهائيات الآسيوية، ونأمل أن نكون من الأربعة الكبار بعد أن وصلنا في المرحلة السابقة إلى سادس الكبار.
وعن رأيه بالمدرب قال: شتانغه مدرب جيد ويفهم ما يريد، وهو متابع ويطلعنا دائماً على كل صغيرة وكبيرة، ونأمل من لاعبينا أن يجسدوا فكره وتعليماته على أرض الملعب لنرى كرة قدم سورية تلعب بأسلوب احترافي جميل.

وفي سؤاله عن اللاعبين المستبعدين قال: نحن نحترم رغبة المدرب وأسبابه التي وضعها، ونحن نحترم جميع اللاعبين ونقدر جهدهم الذي بذلوه في الفترة السابقة، لكننا نقول: لا أحد فوق منتخب الوطن، وهذا يجب أن يستوعبه الجميع.

نقلة نوعية
رغم أن ثقافة المدربين الأجانب لا تلتفت كثيراً إلى النتائج المحققة بالمباريات الودية قدر التفاتها الى الأخطاء والأداء الذي ينفذه اللاعبون على أرض الملعب، إلا أننا ننتظر نقلة نوعية في المنتخب أداء ومستوى وربما إذا تحققا كانت النتيجة من مصلحتنا.
لذلك تعتبر المباراة مع أوزبكستان هي المحك الرئيس والامتحان الحقيقي الأول للمدرب باعتبار دورة العراق الدولية كانت المحطة الأولى للمدرب لمراقبة المنتخب ومتابعته.
والمنتخب الحالي يغيب عنه عدد من اللاعبين البارزين في مراكز مختلفة كهادي المصري وأحمد الصالح في الدفاع وفراس الخطيب في وسط الميدان وعمر خريبين في الهجوم، لذلك فإن خيارات المدرب الجديدة ستكون تحت أنظار المراقبين، وخصوصاً اللاعبين الجدد الذين انتقاهم من نصف الكرة الشمالي (كبرائيل سومي، محمد عثمان، إياز عثمان) وتحسب للمدرب جرأته بانتقاء عدد من لاعبي الدوري المحلي، وعدد من اللاعبين كانوا على هامش المنتخب السابق وهذا لا يقلل من شأن السابقين الذين بذلوا جهدهم وحققوا نتائج وصفناها بـ«الإنجاز».
قد يكون من سوء حظ منتخبنا أنه سيقابل أوزبكستان أولاً ولو قابلنا قيرغيزستان بدلاً منها لكانت الصورة أفضل، لأن المنتخب سيتحضر بشكل جيد لمباراة الثلاثاء، بينما لن يتمرن أكثر من تمرينين قبل لقاء أوزبكستان.
حسن الحظ أن شتانغه عايش الكرة الآسيوية خصوصاً عندما كان مدرباً لسنغافورة، لذلك من المفترض أنه يعرف (البير وغطاه) في كل المدارس الكروية الآسيوية.

فوزان وخسارة
اللقاءات التي جمعتنا مع أوزبكستان قليلة، وخصوصاً أنها حديثة العهد، فظهرت رسمياً في التسعينيات بعد تفكك الاتحاد الآسيوي، والتقى منتخبنا مع فريقها في 12 شباط 1996 في نهائيات أمم آسيا وفاز بهدفين لهدف، وسجل لمنتخبنا نادر جوخدار وعلي الشيخ ديب، كما التقينا معه مرتين في التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.
ففازوا ذهاباً 1/صفر وفزنا إياباً بالنتيجة ذاتها من جزاء عمر خريبين في الوقت بدل الضائع، وهذه النتيجة قلبت كل الموازين بالمجموعة فجئنا بالمركز الثالث الذي كانت تطمح إليه أوزبكستان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن