ثقافة وفن

الدراما السورية ورغم تراجعها لكنها مازالت تحتفظ برونقها … هبة داغر لـ«الوطن»: المؤامرة سقطت لأن لسورية جيشاً قوياً وقائداً عظيماً وشعباً جباراً

| وائل العدس

من عروض الأزياء والكليبات، جاءت إلى التمثيل عبر المسلسل السوري «العراب».
تلقت عروضاً كثيرة، وكانت ترفضها كلها، وانتظرت لكي يأتي الدور المناسب لي، وقد اقترح اسمها خبيرة المظهر مايا حداد، فوافق المخرج حاتم علي، لتؤكد أن العمل معه جعلها تقطع شوطاً كبيراً في عالم التمثيل، لأن الغلط معه ممنوع، ولتشير إلى أنها لا يمكننها الآن العودة إلى الوراء، وأصبح لزاماً عليها التركيز في اختيار أدوارها المقبلة.
البعض وصفها بملكة جمال الفن اللبناني وآخرون صنفوها من بين الفنانات المحببات لدى الجمهور، الأمر الذي يعكس روحها المرحة ونفسيتها الطيبة وعفويتها المفرطة.
الممثلة اللبنانية هبة داغر حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:

أراكِ دائمة الحضور في دمشق.. فما السر؟
أنا لبنانية الولادة والمنشأ، لكنني في الوقت نفسه أعشق سورية وتاريخها وعراقتها وتراثها وفنها وثقافتها، وعندما أزورها أشعر أنني بنت البلد ولا أشعر أنني غريبة عنها.
ورغم كل ما يثار، أؤكد أن سورية ولبنان شعب واحد في بلدين، وكما كتب الأخوان الرحباني وغنت فيروز: «سوا ربينا وسوا مشينا وسوا قضينا ليالينا».

كنتِ تزورين دمشق حتى في أحلك الظروف، ألم تشعرين بالخوف؟
«سورية اللـه حاميها»، ولم أشعر بالخوف للحظة واحدة، وتجولت في شتى أحياء دمشق والتقطت صوراً تذكارية فيها، ورغم القذائف التي كانت تتساقط إلا أني لمحت الإصرار والقوة في أعين السوريين الذين صمدوا وما زالوا في وجه مؤامرة مدبرة.
كنتُ أعتبر نفسي سوريّة، وما يحصل عليهم يحصل عليّ، فبالنهاية الحياة أو الموت قدر مكتوب، وكما يقول المثل الشامي: «اللي مكتوب له يعيش.. لا تهونه شدة».

كيف كنتِ ترين ما يحصل في سورية؟
أعتقد أن معظم العاقلين في الدنيا يدركون أن ما حصل في سورية مؤامرة كبيرة لإسقاطها بعدما كانت بوصلة العرب، والحمد لله أن المؤامرة سقطت لأن لسورية جيشاً قوياً وقائداً عظيماً وشعباً جباراً.
ولابد أن أشير إلى أن بعض القنوات العربية توحي بصور خاطئة وغير حقيقية عن سورية، ولمن لا يصدقني أدعوه إلى المجيء ليرى سير الحياة الطبيعية.

بالانتقال إلى الدراما، وصلت إلى حدود الشهرة بسرعة، فما السر؟
بدايةً يجب ألا أنكر فضل الدراما السورية التي بسببها أصبحت معروفة عند الناس، وقد انطلق مشواري الفني الحقيقي عبر مسلسلي «العراب» و«بقعة ضوء»، وفيهما أصبحتُ أكثر قرباً من الجمهور وأكثر شهرة.
الدراما السورية ورغم تراجعها بسبب الحرب، لكنها مازالت تحتفظ برونقها لامتلاكها مجموعة من الممثلين والمخرجين والفنيين المتميزين.

كُرمت في دمشق بحفل «درامانا بخير»، ما شعورك؟
يشرفني أن أنال تكريمي الأول في مسيرتي الفنية في بلدي الثاني سورية، والتكريم دليل محبة واحترام كبيرين، وأنا أكبر وأستمر بهما، ويعزز محبتي لسورية وللدراما السورية التي كانت وما زالت المفضلة عندي على اعتبار أنني انطلقت منها.
لماذا برأيك استطاعت الدراما السورية التفوق عربياً؟
لأنها تحاكي واقع المجتمع وتعالج قضاياه، فهي قريبة من الناس وتشرح معاناتهم، كما أنها تتمتع بالحرية المطلقة لمواجهة المواضيع التي قد تسبب بعض التحفظ في دول أخرى، وكأنها صوت ضميرهم الصارخ الذي لا يجرؤ أحد على الجهر به، لذلك تراها تخترق الحدود وتدخل إلى عقر المنازل من دون منازع، وتتكلّم بلسان الأب والابن والأم والأخت وتعالج مختلف قضاياهم.

ما رأيك بالدراما اللبنانية؟
تشهد تطوراً ملحوظاً نوعاً وكماً، وبدأت تنافس باقي الدرامات العربية رغم فارق الإمكانات، وأعتقد أننا لن ننتظر طويلاً حتى نرى هذه الدراما تدخل كل البيوت العربية مثل الدراما السورية والمصرية.

هل صحيح أن فن الغناء والموسيقا في لبنان متقدم على الدراما؟
صحيح 100%، لديّ تصنيف أعتبره بمنزلة واقع ملموس، فلبنان بلد الغناء والموسيقا، وسورية بلد المسلسلات الدرامية، أما مصر فمعروفة للسينما، وطبعاً لا يخلو الأمر من استثناءات عديدة، وهنا أتكلّم بشكل عام.
وتكمن المشكلة في الدراما بغياب الدعم المعنوي والمادي من الدولة والهيئات المهتمة بالثقافة والتمثيل والإبداع، الأمر الذي يجعل الممثل ينظر نحو الخارج من أجل إيجاد مكان يوفر له ما يصبو ويطمح إليه.

هل تجدين في نفسك الثقة الكافية للتفوق على زميلاتك؟
أثق تماماً بنفسي لأنني أؤمن عادة بكل عمل أقوم به ولا أخشى المنافسة، فأنا إنسان يغمرني الطموح إلى أبعد حدود، ولا أتوانى عن تحقيق مرادي، ولا أنجر إلى المقارنة مع أي شخص آخر، ولدي شخصيتي التي عملت وأعمل عليها طويلاً، وليس لدي هدف التفوق على الآخرين، وبالنهاية أترك الحكم للمشاهد لأنه وحده الذي ينصفني ويضع يده على سلبياتي وإيجابياتي.

وهل تغارين منهن؟
أغار من أي عمل جميل ينافسني، ولا أغار من الشخص الذي يقدمه، لكن الغيرة بمعناها الإيجابي وليس السلبي.
المجال الفني مفتوح للكل والشاطرة تثبت نفسها، ولو كنت أشعر بالغيرة لوافقت على كل عمل درامي يُعرض عليّ.

ما الدور الذي يلفتك؟
أنتظر دوراً يستفزني، وأطمح للعب شخصية تحمل رسالة هادفة تكون موجَّهة للشباب العربي، وخصوصاً في الظروف الصعبة التي نمر بها في الوطن العربي. وأود أن أقدم دوراً لا أعتمد فيه على جمال الشكل أو الإغراء، إنما على إثبات قدراتي التمثيلية.

يراكِ كثيرون فتاة جميلة وملتفة، فهل خضعت لعمليات التجميل؟
لا طبعاً، فجمالي رباني الحمد لله، لكنني لست ضد التجميل بل قد ألجأ إليه عند الحاجة، أنا فقط أعارض اللجوء إلى عمليات التجميل لتغيير الملامح. أما اللجوء إلى التجميل عند بلوغ سن معينة فلا مشكلة في ذلك. وأنا أشجع على اهتمام المرأة بنفسها بالوسائل الطبيعية قدر الإمكان فتلجأ إلى عمليات التجميل في السن التي تحتاج فيها إلى ذلك.

وماذا لو وجّه لك النقد؟
أتقبل النقد عموماً لكن ضمن حدود معينة، وربما أتأثر ببعض التعليقات إيجابياً أم سلبياً، وأرحب بالنقد البنّاء الذي لا يجرح ولا يسيء.
كما أتقبل النقد وفقاً للشخص والطريقة، فبعض الناس تنقد لأنها تكره، مع العلم أنني أنقد ذاتي أكثر من أي شخص آخر.

يعتبرك البعض جريئة في إطلالتك.
أنا بنت جريئة بالحياة، وأؤيد الجرأة لأبعد الحدود لكن بشرط، لكنني لم أكن يوماً مبتذلة.. بل على العكس، غالباً ما أنال الإطراءات على ما أرتديه وأطل به.

هل ساعدك جمالك في دخول الوسط الفني؟
في بداية مشواري تحدثت للعالم عن هذا الموضوع، لكني أجزم أن من يتحدث بنفس الأسلوب لم يشاهد أعمالي، فأنا بالحياة أهتم بنفسي كثيراً لكنني مستعدة لتقديم أي شخصية تطلب مني.
وبكل الأحوال، نعم ساعدني جمالي لأن المشاهد العربي ينظر إلى الفتاة الجميلة قبل أي شيء، وللجمال دور في النجومية، وهو نعمة من رب العالمين، لكن الجمال لا يدوم إن لم يكن مقترناً بالموهبة، ولذلك أعمل على تطوير نفسي وواثقة من قدراتي.
إذاً، الجمال عامل مهم في هذا المجال ويعد تأشيرة عبور غير أن مفعوله لا يدوم طويلاً لذلك يجب أن تتوافر عدة خصال أخرى للنجاح من أهمها الموهبة والالتزام واحترام العمل.

هل تفكرين بالارتباط؟
هذا الموضوع لا يشغلني، واهتمامي منصب بالعمل فقط، والارتباط مشروع مؤجل حتى إشعار آخر، وبالنهاية كل شيء قسمة ونصيب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن