رياضة

فركة أذن أم قرار؟

| غانم محمد

على الرغم من غياب ثلاثة من أعمدة المنتخب الوطني (فراس الخطيب، عمر خريبين، أحمد الصالح) قدّم شتانغه نفسه مع منتخبنا في أول اختبار حقيقي بالشكل المطلوب نال من خلاله رضى القسم الأكبر من جمهور الكرة في سورية.
توقّعنا أن يترك غياب هذا الثلاثي أثره الواضح في أداء منتخبنا، لكن نسينا أن أحداً منهم يغيب عن المنتخب، والتشكيلة التي دفع بها المدرب الألماني فعلت ما هو مطلوب وأكثر من المتوقع، ولم تحتج لأكثر من دقائق حتى تغلغلت إلى قناعة المتابعين من خلال عمل تكتيكي نادراً ما كنّا نراه في منتخباتنا الوطنية.
لا نفكّر بالنيابة عن شتانغه، وربما لا أحد يعرف ماذا يدور في رأس هذا العجوز، لكن بإمكاننا أن نستنتج أن شتانغه أراد من خلال عدم دعوة هؤلاء اللاعبين أن يضبط الآخرين، وأن يضع حدّاً لاستهتار اللاعب السوري، وهذا يعني أنه يعمل فنّياً وذهنياً، وقد قرأ الحالة الكروية السورية بهدوء وهذا سيساعده على النجاح إن استمرّ على هذا المنوال مع حديث موازٍ يفيد بأنّه لا يسمح حتى لرئيس اتحاد الكرة ومدير المنتخب السيد فادي دبّاس التدخّل بعمله.
كنّا نحتاج مثل العقلية، ومثل هذا الفكر، وكنّا نحتاج إلى شخصية قويّة قادرة على قيادة هذه التناقضات من دون أن تخسر رصيدها الجماهيري، ولو لم يكن المدرب أجنبياً لقامت عليه الدنيا ولم تقعد وهو يستبعد ثلاثة لاعبين على هذا المستوى من النجومية ولعلنا نذكر كيف كانت ردّات الفعل عندما أبعد فجر إبراهيم أربعة لاعبين بينهم سنحاريب ملكي، واعتبروا تصرفه آنذاك حماقة على حين يعتبر كثيرون هنا أن تصرّف شتانغه شجاعة.
لا نقارن، ولا نعود للوراء، بل نعزّز هذا السلوك وهذا الحزم، والانضباط فوق النجومية، ومصلحة المنتخب فوق أي اعتبار، وإن كانت رسالة شتانغه إلى هذا الثلاثي واضحة فإننا نريدها أن تصل إلى البقية وأن يبقى تمثيل المنتخب الوطني حلم أي لاعب مهما بلغ من سمعة وتألق..
أعجبنا المنتخب في مباراته مع أوزباكستان من دون أن يعني ذلك أننا وصلنا إلى (التوب) فما زال هناك عمل كبير قبل أن نفكّر بتسجيل الحضور الطيّب في النهائيات الآسيوية القادمة، ومازال أمامنا متسعٌ من الوقت لتصحيح أي اعوجاج في أداء المنتخب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن