سورية

برلماني ألماني: الغرب فقد فرصة التأثير على تطور الأحداث في سورية

| وكالات

أقر رئيس لجنة البرلمان الألماني للشؤون الخارجية، نوربرت ريوتغن، أن الغرب فقد فرصة التأثير على تطور الأحداث في سورية، مشيراً إلى إخفاق السياسة الأميركية والأوروبية في الشرق الأوسط.
وقال ريوتغن في حديثه لصحيفة «Kieler Nachrichten» الروسية، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: إن سورية وخاصة إدلب ستشهد في القريب العاجل عملية عسكرية واسعة النطاق، مضيفاً: إن الدور الرئيسي فيها ستلعبه سورية وروسيا وإيران. وعبر عن اعتقاده بأن كل ذلك نتج عن سياسة الدول الغربية في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة.
ووصف ريوتغن أوروبا بأنها «المتسول السياسي الذي فقد تأثيره، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مواقع روسيا وإيران».
وأضاف: «تحولت أوروبا إلى متسول دبلوماسي. ولم يبق أمامنا حالياً إلا أن ندعو روسيا وإيران وسورية إلى ألا يعملوا ما كانوا يعملونه خلال كل هذا الوقت. وبصراحة فإننا نعرف بدقة أنهم لن يستجيبوا لدعوتنا».
واتهم البرلماني الألماني الاتحاد الأوروبي بتجاهل أخطائه السابقة وعدم رغبته في تحليلها وتصحيحها.
وأضاف: «على مدى السنوات الـ7 الماضية لا يستخلص الاتحاد الأوروبي أي عبرة من أخطائه المرتكبة في سورية. ولم تتوصل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى أي استنتاجات من فشلها. أن أوروبا أهينت بالكامل في سورية، ولا يمكن تقييم ذلك بأي طريقة أخرى».
وأعرب ريوتغن عن اعتقاده بأن الغرب يواجه اليوم أزمة جدية أدت إلى التدفق الواسع النطاق لللاجئين إلى أوروبا.
من جانب آخر، وفي تعليق على دعم مستشارة ألمانيا، أنجيلا ميركل، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، قال الخبير الروسي يوري سفيتوف: المهم الآن، ما إذا كان من الممكن تقييد رغبة أميركا في «اللعب بالعضلات». وقد دعمت المستشارة الألمانية، للمرة الأولى عمليات روسيا في سورية، حسبما كتبت صحيفة «دويتشه فيرتشافتس ناخريشتين» الألمانية، وقالت ميركل: إن عملية مكافحة الإرهاب الروسية في سورية معقدة بسبب حقيقة أن المتشددين حاولوا استخدام المدنيين «كدروع حية».
وأضافت ميركل تعليقاً على العملية العسكرية المرتقبة ضد الإرهابيين في محافظة إدلب: «يجب بذل الجهود للتغلب على القوى الراديكالية، ولكن في نفس الوقت يجب حماية المدنيين، يجب أن نتجنب وقوع كارثة إنسانية». وبينت أنها ناقشت هذه المسألة مع رئيسي روسيا، فلاديمير بوتين، وتركيا، رجب طيب أردوغان.
الخبير السياسي، الصحفي يوري سفيتوف، أوضح السبب الذي يثير اهتمام ألمانيا بوضع سورية، وقال: «أعتقد أن هذا الموقف جاء نتيجة الاجتماع الأخير بين ميركل وبوتين، الذي ناقشا فيه احتمال مساهمة أوروبا في إعادة إعمار سورية. كنت في ذلك الوقت في ألمانيا. والألمان كانوا مهتمين جداً في هذا الجانب من المفاوضات، لاعتقادهم بأن استعادة السلام في سورية ستقضي على التدفق غير المنضبط للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي وألمانيا بالذات، وأعتقد أن المفاوضات استمرت على مستوى الخبراء منذ ذلك الاجتماع، وجاءت بعض هذه النتائج..».
وأضاف: «المهم في هذه اللحظة هو سلوك الولايات المتحدة، وما إذا كانت ستتدخل لعرقلة توجه أوروبا نحو إعادة إعمار سورية. وبالطبع، فإن رد الفعل على الأحداث في إدلب مهم للغاية، وما إذا كان تهديد الأميركيين بالهجوم العسكري على سورية سيستمر، أم إنه سيكون من الممكن إطفاء هذه الرغبة المحمومة لاستعراض العضلات بطريقة أو بأخرى؟».
وأجرى بوتين وميركل في 18 آب الماضي، محادثات في مقر الحكومة الألمانية قرب برلين، وناقش الجانبان لمدة ثلاث ساعات الأوضاع حول أوكرانيا وسورية وإيران، والعلاقات الحالية بين البلدين وأهمية تطوير الحوار بينهما في جميع الجوانب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن