رياضة

في بشكيك.. درس ساخن لكرتنا … منتخبنا يخسر أمام قيرغيزستان وأخطاء تجب معالجتها

| ناصر النجار

خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم من ملعب سبارتاك محملاً بهزيمة معنوية ثقيلة أمام منتخب قيرغيزستان أعادت ذاكرة الخسارة الأولى على الملعب نفسه قبل عشرين عاماً.
وبواقعية فإننا نعترف أن منتخبنا كان يستحق الخسارة، لأنه لم يكن الطرف الأفضل في المباراة وخصوصاً في الشوط الثاني، ولم يؤد المطلوب منه، ولم يستطع أن يواصل الأداء الجميل الراقي الذي قدمه أمام أوزباكستان الخميس الماضي.

ولأن الخسارة في مقياس كرة القدم سيئة، إلا أنها مفيدة في بعض الأحيان لأنها تكشف الكثير من العورات والعثرات والأخطاء التي يقع بها المنتخب على كل الصعد والمستويات، فالخسارة في مثل هذه المباريات الودية الاستعدادية مفيدة للغاية لأنها تأتي بوقتها الصحيح.
كما تحدثنا عن مباراة أوزباكستان بمنتهى الإيجابية، فإننا نتحدث اليوم عن مباراة قيرغيزستان بأسلوب ناقد بناء إيجابي يحمل في طياته الدروس والعبر مع قناعتنا أن أهل مكة أدرى بشعابها، إلا أنها ملاحظات لا بد من ذكرها.
أولاً: حالة الثقة الزائدة التي حملها المنتخب من مباراة أوزباكستان جعلت لاعبينا يلعبون برؤوس أنوفهم، وهذا أدى إلى عدم احترام الخصم، فوجه لنا درساً علينا ألا ننساه.
ثانياً: العصبية الزائدة التي ظهر عليها لاعبونا، من خلال التهجم على بعض لاعبي الخصم والاعتراض الشديد على الحكم، له ردود أفعاله السلبية في غير هذا المكان، فلو كانت المباراة رسمية لانهالت البطاقات الحمراء على لاعبينا.
ثالثاً: من حق المدرب أن يزج بالتشكيلة التي يراها مناسبة، ما دامت المباراة ودية استعدادية في إطار تجريب أكبر عدد من اللاعبين، لكن على اللاعبين وخصوصاً البدلاء أن يثبتوا أن خيار المدرب صحيح ليحفظوا مقعدهم بين الأساسيين.
رابعاً: قد يكون الحكم ظلم منتخبنا تحكيمياً، لكن هذا لا يعفي دفاعنا من تحمل مسؤولية الهدفين.
خامساً: قد يكون إطفاء الكهرباء عملاً متعمداً لاستثمار الحالة البدنية والنفسية بشكل سلبي لكون مثل هذا التوقف ضاراً وغير نافع، لكن منتخبنا وقع بالفخ بسهولة.
على العموم الخسارة هذه ليست نهاية الدنيا شريطة أن نستفيد من هذه الخسارة في المباراة القادمة.

سيطرة ولكن؟
الشوط الأول انتهى سلبياً دون أهداف، مع أداء متوسط، حافظ فيه وسط منتخبنا على مستواه مسيطراً على الملعب، ودفاعنا كان يقظاً جابه مرتدات أصحاب الأرض بيقظة، بينما كان هجومنا عديم الحيلة في استثمار الفرص التي تهيأت له.
ومنذ مطلع الشوط بدأ منتخب قيرغيزستان المباراة بدفاع محكم عبر تكتل نفذه ثمانية لاعبين حاولوا قطع الماء والهواء عن لاعبينا، محاولات منتخبنا كانت جادة لاختراق الحصن الدفاعي وتدوير الكرة في منتصف الملعب، ونقلها بشكل سريع من الوسط إلى اليمين أو اليسار، مع محاولات مستمرة لاختراق العمق الدفاعي النقطة السلبية التي سجلناها سوء انتشار المهاجمين ولاعبي الوسط في منطقة العمليات وبدا ذلك واضحاً من أولى الفرص التي تهيأت لعمر السومة لكنه لم يجد من يرسل إليه الكرة، فضاعت الفرصة، والفرصة الأخرى كانت من انفرادة تامة أنقذها الحارس، والثالثة رأسية أبعدها الدفاع، وكل ذلك كان في الثلث الأول من هذا الشوط.
الثلث الثاني استمر منتخبنا في سيطرته دون فرص مباشرة مع محاولات حثيثة لفعل شيء ما، أما الثلث الأخير فقد تحرر فيه أصحاب الأرض وباتت مرتداتهم أكثر خطورة على مرمانا وتصدت عارضة منتخبنا لمباشرة قوية كأخطر فرص هذا الشوط في الدقيقة 30.
بعدها نال منتخب فيرغيزستان أول ركنية له د32، وهجمة خطرة أبعدها مدافعنا قبل عبورها المرمى، ومع هذا التحرر بقي دفاع أصحاب الضيافة متماسكاً، مشددين الرقابة على الأومري والسومة، في قراءة جيدة لأوراق هجوم منتخبنا.

شوط كارثي
الشوط الثاني بدأه مدربنا الألماني بتغييرات ثلاثة فدخل العالمة بدل أحمد مدنية وحسين جويد بدل عمرو ميداني ومارديك مردكيان بدل أسامة أومري، وقبل أن يطلق الحكم صافرة البداية انطفأت الكهرباء وانتظر الفريقان نصف ساعة حتى عاد النور إلى الملعب.
البداية كانت ساخنة من أصحاب الأرض الذين هاجموا منتخبنا بشراسة فرد العالمة كرة خطرة وصلت إلى مهاجم متقدم عالجه بتسديدة كان لها دفاعنا بالمرصاد، وبعد دقيقتين رد العالمة كرة خطرة إلى ركنية، وتكفلت العارضة للمرة الثانية برد مباشرة ذكية، وتدخل القائم بوجه كرة كادت أن تصيب مرمانا بهدف، منتخبنا حاول فعل شيء، وبادل مستضيفه الهجمات لكن النهايات لم تكن موفقة، وحاول مدربنا إصلاح دفاعنا بخروج نديم صباغ غير الموفق لكن الحال لم يتغير، فجاء بعدها هدف قيرغيزستان د75، أفادنا بعض المراقبون بأنه غير صحيح لوجود حالة تسلل، تحسن أداء منتخبنا وهاجم مرمى خصمه لينال السومة ركلة جزاء صحيحة نفذها بالمرمى هدف التعادل د78.
توترت المباراة بعض الشيء مع عصبية بعض لاعبينا، ما أدى إلى تسجيل قيرغيزستان للهدف الثاني من جملة كروية مرسومة يتحمل دفاعنا المهزوز كامل المسؤولية عن الهدف.
وكاد خطأ مشترك بين الحارس والدفاع أن يكلفنا هدفاً ثالثاً لكن (ربك ستر)، ليخرج بعدها محمود المواس بالبطاقة الحمراء وتنتهي المباراة بخسارة يستحقها منتخبنا 1/2.

بطاقة المباراة

المنتخبان: قيرغيزستان× سورية.
النتيجة: 2/1 لقيرغيزستان.
الأهداف: عمر السومة من جزاء د78.
البطاقات: حمراء لمحمود المواس د93.
الملعب: سبارتاك بمدينة بشكيك.
التاريخ 10/9/2018
التوقيت: الخامسة بتوقيت دمشق.
المناسبة: مباراة ودية.
تشكيلة منتخب سورية:
أحمد مدنية- نديم الصباغ- ثائر كرويا- عمرو الميداني- عبد المالك عنيزان- فهد اليوسف- محمد عثمان- تامر حاج محمد- محمود المواس- أسامة أومري- عمر السومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن