عربي ودولي

تحضيراً لقمة الكوريتين.. رؤساء عمالقة شركات الجنوب في بيونغ يانغ … غدا «مون جاي-إن» في ضيافة «كيم جونغ أون»

توجه وفد كوري جنوبي صباح أمس إلى بيونغ يانغ، ضم في صفوفه رؤساء عمالقة شركات الإلكترونيات في سيئول، للتحضير لثالث لقاء رسمي بين زعيمي الكوريتين الأسبوع المقبل.
وقال رئيس سكرتارية المكتب الرئاسي الجنوبي إيم جونغ- سوك، إن الوفد المكون من 93 عضواً، ضم نائب رئيس شركة «سامسونغ» لي جيه- يونغ، ورئيسي مجموعة «إس كي» تشوي تيه- وون، و«إل- جي» كو كوانغ- مو، ونائب رئيس شركة «هيونداي- موتور» كيم يونغ- هوان وآخرين.
وقالت وكالة «يونهاب» إن سكرتير سياسة التوحيد لدى المكتب الرئاسي سو هو، على رأس الوفد الجنوبي، مشيرة إلى أن أعضاء الوفد عبروا الخط العسكري الفاصل بين البلدين على متن 19 حافلة.
وقال السكرتير سو للصحفيين قبيل توجهه إلى الجارة الشمالية، إن «القمة الثالثة بين الكوريتين ستعقد بعد 3 أيام، وفريق المقدمة سيجري جميع الاستعدادات لإنجاحها».
ويقوم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن بزيارة غداً الثلاثاء إلى بيونغ يانغ من أجل عقد قمته الثالثة منذ نيسان مع الزعيم الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون، بهدف مساعدة كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة على الخروج من المأزق الدبلوماسي.
وبهذه الرحلة التي تستمر ثلاثة أيام، سيحذو مون الذي سيرافقه عدد كبير من مسؤولي الشركات الكورية الجنوبية، حذو سلفيه كيم داي جونغ وروه مو هيون، اللذين شاركا في 2000 و2007 في أول قمتين بين الكوريتين في التاريخ.
ولم يتم الإعلان عن برنامج هذا اللقاء الجديد، لكن يرجح أن تسعى كوريا الديمقراطية إلى إعطاء أفضل انطباع، مع عشرات آلاف الأشخاص في الشوارع للترحيب بالرئيس الكوري الجنوبي.
وكانت قمة نيسان في الشطر الجنوبي من قرية بانمونجوم الحدودية، وهي أول لقاء لكبار المسؤولين الكوريين خلال 11 عاماً، حافلة بالرموز. حتى إن الرئيس الكوري الجنوبي عبر، فترة وجيزة، خط التماس بدعوة من كيم لكن المطالبة كبيرة هذه المرة بإحراز تقدم ملموس.
وكان مون اضطلع بدور أساسي لإتاحة عقد القمة التاريخية في 12 حزيران في سنغافورة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكيم.
وقد تعهد كيم آنذاك بـ«إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي»، وهذا تعبير ملطف يخضع لكل التفسيرات. ومنذ ذلك الحين، يحرص الطرفان على اعتماد المعنى الدقيق لهذا الالتزام. ولدى واشنطن وسيول بالتالي مقاربتان مختلفتان بالتالي حيال بيونغ يانغ.
وخلال زيارته إلى الشمال، ما زال مون الذي انتخب وهو يدعو إلى الحوار مع بيونغ يانع، ينوي «الاضطلاع بدور المسهل أو الوسيط»، كما قال مستشاره الخاص للشؤون الخارجية مون شونغ إن. وقال إن مون: «يعتقد بأن تحسن العلاقات بين الكوريتين يجب أن يسهل الحوار بين الشمال والولايات المتحدة وتسوية المسألة النووية الكورية الشمالية».
وألغى ترامب الشهر الماضي فجأة زيارة كان سيقوم بها إلى بيونغ يانغ وزير خارجيته مايك بومبيو. وانتقدت كوريا الديمقراطية أساليب «العصابات» التي يعتمدها الأميركيون متهمة إياهم بأنهم يريدون نزع سلاحهم من جانب واحد، من دون تقديم تنازلات في كل مرحلة ودون تخفيف الضغط أو العقوبات.
وتطالب واشنطن بـ«نزع السلاح النووي بصورة نهائية ويمكن التحقق منها بالكامل»، فيما تريد بيونغ يانع إعلاناً رسمياً من الولايات المتحدة للإشارة إلى نهاية الحرب الكورية.
لكن كيم بعث في الفترة الأخيرة إلى ترامب برسالة يطلب فيها عقد قمة جديدة. ونظم استعراضاً عسكرياً في الذكرى السبعين لإنشاء كوريا الديمقراطية غابت عنه الصواريخ البالستية العابرة للقارات، مما حمل مسؤولي البيت الأبيض على كتابة تغريدات ودية حارة. ويمكن أن يحاول مون إقناع الزعيم الكوري الديمقراطي بالتعهد شفهياً بتقديم لائحة بالأسلحة النووية الكورية الشمالية، كما قال شين بيوم- شيول، من معهد أسان للدراسات السياسية. والمرحلة المقبلة يمكن أن تكون قمة في تشرين الأول بين كيم وترامب. ويمكن أن تراوح مسألة نزع السلاح النووي مكانها، لكن الكوريتين توصلتا إلى طرح مشاريع مشتركة. فقد فتح الشمال والجنوب الجمعة مكتب اتصال مشتركاً في قرية كايسونغ الكورية الشمالية.
لكن العقوبات الدولية الكثيرة المفروضة على بيونغ يانغ بسبب برامجها النووية والبالستية تؤدي إلى تعقيد الجهود لإطلاق التعاون عبر الحدود.
إلا أن مون دعا مسؤولي كبرى الشركات في الجنوب، في مقدمهم إمبراطورية سامسونغ لي جاي يونغ ورئيسي مجموعتي «اس كي» و«ال جي» إلى مرافقته إلى بيونغ يانغ.
وقال غو: إن «ذلك يبعث إلى الشمال الرسالة التي تفيد أن مصلحته تكمن في الانتهاء سريعاً من موضوع نزع السلاح النووي واختتام المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى تنشر كوريا الجنوبية كل إمكانات تعاونها الاقتصادي».

(روسيا اليوم– أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن