سورية

«الجزيرة» استشعرت خطر زيارتهم…إعلاميون مصريون: قطع العلاقات مع سورية خطأ سياسي كبير ارتكبه مرسي

 وكالات : 

في إطار جولة لقاءاته المستمرة منذ الأسبوع الماضي مع شخصيات ومسؤولين سوريين للوقوف على حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، التقى الوفد الإعلامي المصري الذي يزور سورية أمس مع الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال، مؤكدين أن الزيارة جاءت للاطلاع على حقيقة الأحداث التي تشهدها سورية ونقل الصورة الصادقة إلى الشعب.
يأتي ذلك على حين أضاءت مواقع إعلامية على حالة الانزعاج والاستنفار في قناة «الجزيرة» القطرية ومهاجمتها الزيارة والمشاركين فيها، انطلاقاً من شعورها على ما يبدو أن إيصال الصورة بشكلها الواضح للشارع المصري بعيداً عن زيف «الجزيرة» وشريكاتها من قنوات إعلامية أخرى، قد يشكل عاملاً مساعداً ومسرعاً إلى عودة العلاقات السورية المصرية إلى سياقها الطبيعي والتاريخي.
وخلال لقائهم الهلال، أكد أعضاء الوفد المصري المكون من إعلاميين من صحف «الأخبار المصرية» و«المصري اليوم» و«الأهرام» وقناتي «النهار المصرية» و«الأهرام»، أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين سورية ومصر «خطأ سياسي كبير ارتكبه الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي».
من جانبه، أكد الهلال خلال لقائه الوفد أن الحرب التي تشن على سورية منذ أكثر من أربع سنوات هدفها ضرب سورية الدولة ومواقفها الوطنية والقومية واستهداف محور المقاومة الذي تعد سورية عموده الفقري وليس الإصلاح كما روج له البعض.
وأوضح الهلال وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، أن الحرب على سورية فشلت نتيجة تمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وحكمة قيادته وعقيدة جيشه الذي يصنع اليوم المعجزات ويحارب نيابة عن العالم أجمع الإرهاب المصدر إلى سورية من دول شتى، مشيراً إلى تحسن الوضع الأمني وإلى استمرار الحكومة بالقيام بواجباتها الاجتماعية تجاه المواطنين رغم الدمار الكبير الذي سببه الإرهاب في البنى التحتية وضرب مقومات الاقتصاد الوطني. ولفت الهلال إلى أن القيادة السورية أكدت أنها مع أي حل يحقن الدم السوري ويعيد الأمن والاستقرار شرط احترام السيادة السورية ورغبة الشعب السوري بعيداً عن أي إملاءات أو شروط خارجية، مشيراً إلى أن أبواب دمشق كانت مفتوحة على الدوام ولم تغلقها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليوم.
وشدد على أن العلاقات بين سورية ومصر ليست طارئة أو وليدة بل هي علاقات تاريخية إستراتيجية، منوهاً بزيارة الوفد التي تدل على أن سورية ليست وحدها بل هناك الكثير من الشرفاء العرب والعروبيين من أحزاب ونقابات ومجتمع أهلي ومثقفين يقفون معها في وجه ما تتعرض له من إرهاب عالمي ما يبشر بأن التيار العروبي والقومي بدأ يستعيد عافيته.
وفي رده على أسئلة واستفسارات أعضاء الوفد المصري، أكد الهلال أن حزب البعث العربي الاشتراكي على الرغم من أنه يحوز الأغلبية البرلمانية إلا أنه رفض تشكيل الحكومة بشكل منفرد بل شاركت معه أحزاب من الجبهة الوطنية التقدمية وبعض المستقلين الأمر الذي تكرر في انتخابات المنظمات والنقابات.
في المقابل، ذكرت تقارير إعلامية أن قناة «الجزيرة» القطرية شنت حملة شعواء على زيارة الوفد الإعلامي المصري إلى دمشق، واصفةً الزيارة بـ«الحدث النادر»، مستنفرة شاشتها لبث آراء إعلاميين مقربين من خط «الإخوان المسلمين» والمعارضين للزيارة.
وأوضحت التقارير الإعلامية المتابعة لموقف «الجزيرة»، أن نجاح الزيارة وأهميتها في إعادة العلاقات السورية المصرية إلى طبيعتها، لم يكن محبباً لدى القيادة القطرية التي أوعزت لفضائيتها «الجزيرة» شن حملة مدروسة لتشويه الزيارة وما تحقق من خلالها عبر الاستهداف المباشر للدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي وللطاقم الإعلامي الرفيع، انطلاقاً من العداء الذي بات مشتركاً من القناة للدولتين المصرية والسورية.
ولم تستثن «الجزيرة» من حملتها وزارة الخارجية المصرية التي اتهمتها بـ«تنسيق الزيارة» في إشارة منها إلى تنسيقٍ مفتوح بين خارجيتي دمشق والقاهرة، لكن الإعلامي اللبناني سالم زهران كونه وسيط الزيارة أكد أن الزيارة تمت بناءً على طلب من الإعلاميين المصريين كان قد نقله زهران -الذي زار القاهرة الشهر الماضي- للقيادة السورية التي رحبت وسهلت الزيارة.
ونقلت التقارير الإعلامية عن زهران قوله: إن «جدول الزيارة لا يشمل اللقاء بالرئيس بشار الأسد حتى الساعة»، معلقاً على هجوم «الجزيرة»، بالقول: «يكفي أن تغضب الجزيرة من الزيارة لنطمئن أنها قد نجحت، فالقاعدة عندنا: كلما غضبت منك الجزيرة فاعلم أنك على حق»، مؤكداً أن «ما حصل خطوة في طريق طويل لإنتاج مشهد مختلف للعلاقات السورية المصرية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن