سورية

«العمل الوطني» تعتبر «لجنة متابعة اجتماعات موسكو» «مزعومة».. وحزب «سورية الوطن» يؤكد أن أعضاء في «لجنة متابعة مؤتمر طهران» هم من سيزور موسكو «بطلب منهم» ولن يلتقوا بوفد حكومي

كشفت أمين عام «حزب سورية الوطن» مجد نيازي أمس، أن الوفد السوري الذي سيزور موسكو في الفترة ما بين 23 إلى 30 آب الحالي هو من «لجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر طهران»، للقاء مسؤولين روس وليس للقاء وفد حكومي، منتقدة عدم تنسيق الوفد مع باقي أعضاء اللجنة، ومؤكدة أن هذه الزيارة جاءت بناء على «طلب من الوفد وليست بدعوة من موسكو».
وفي تصريح لـ«الوطن» قالت نيازي: «من سيذهب عدد من أعضاء «لجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر طهران» بينهم (وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية) الدكتور علي حيدر و(أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية) بروين إبراهيم والشيخ نواف طراد الملحم (الأمين العام لحزب الشعب)، وحسين الراغب وطارق الأحمد وفراس نديم».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس الماضي، أن وفداً من النظام السوري وآخر من المعارضة سيلتقيان في موسكو الأحد لفترة أسبوع. وقالت زاخاروفا: إن «الاتصالات مستمرة من أجل التوصل إلى حل المسألة السورية، وسيكون وفد سوري في موسكو من 23 إلى 30 آب».
وأوضحت، أن «وفد النظام سيترأسه وزير المصالحة الوطنية علي حيدر»، من دون أن تكشف عن أسماء مندوبي المعارضة، مشيرة إلى أن «مندوبي دمشق والمعارضة سيلتقون الإثنين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف..».
وفي تصريحها، قالت نيازي: «الزيارة تأتي بطلب من الوفد، وليست بطلب من موسكو.. أي ليست بدعوة من موسكو»، لافتة إلى أن الوفد «سيجري لقاءات مع مسؤولين روس وليس مع وفد من الحكومة السورية».
وأوضحت، أن «لجنة المتابعة تضم ما لا يقل عن 28 عضواً.. والوفد الذي سيذهب إلى موسكو جزء من اللجنة ولم يتشاور مع الآخرين في هذه اللجنة».
وإن كانت لديها فكرة عن أهداف الزيارة قالت نيازي: «حالياً هناك مبادرات وموسكو 3 (يبدو أنهم) راغبين بأن يكونوا موجودين، وهذا حق لهم، ولكن لم تتم دعوتهم، هم تقدموا بأكثر من طلب للسفارة الروسية حتى تمت الموافقة»، وختمت نيازي تصريحها بالقول: «الحج حالياً إلى موسكو يتكثف».
وتأتي هذه الزيارة فيما يستأنف النشاط الدبلوماسي حول الأزمة السورية. فقد أيد مجلس الأمن الدولي في بداية الأسبوع خطة جديدة من أجل حل هذه الأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام. وهذه أول خطة سياسية تتعلق بالأزمة اتفق عليها جميع أعضاء المجلس.
وفي الوقت نفسه، ضاعف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثاته مع نظرائه، ولاسيما الإيراني والسعودي. والتقى أيضاً في الفترة الأخيرة في موسكو، رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة.
وفي أواخر 2014 وفي بداية السنة الجارية، استضافت موسكو جولتين من المفاوضات بين وفد حكومي ووفود من المعارضات.
وتدعو موسكو من جهة أخرى إلى تشكيل ائتلاف واسع يضم خصوصاً تركيا والعراق والسعودية، وسورية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
من جهتها قالت: «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة التي تنشط في داخل البلاد في تصريح نشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: تتناقل وسائل الإعلام خبراً مبهماً عن زيارة معارضة داخلية أو موالاة أو كلاهما برئاسة وزير المصالحة في الحكومة السورية وإننا في هيئة العمل الوطني الديمقراطي لا علم لنا بأي تنسيق مع معارضة الداخل في هذا الأمر ومن البديهيات السياسية أن المعارضة لا يمكن أن تزور موسكو لبحث مسألة الحل السياسي برئاسة وزير في الحكومة السورية والمعارضة لها بواباتها السياسية التي تطرقها بنفسها وأي عمل مناقض لذلك يعكس وصاية سياسية وأمنية على عمل المعارضة وهو مرفوض جملة وتفصيلاً من قبلنا كهيئة لها مطالبها الواضحة بالتغيير الجذري الشامل لبنية النظام.
وأضافت الهيئة: «أما إذا كان هذا الوفد حكومي وبتكليف حكومي وهذا هو المنطق في السياسة فعلى الإعلام أن يكون واضحاً في التوصيف منعاً لأي التباس من شأنه التقليل من قيمة المعارضة..».
وشددت الهيئة على أنها «لن تقبل إلا المعاملة على قدم المساواة مع المعارضة الخارجية أياً كان المكسب السياسي الذي تراه الدبلوماسية الروسية وبالتالي بما أن الأساس هو المعارضة الموجودة في صفوف الشعب السوري ووسط مآسيه وليس تلك التي تقطن أصقاع الأرض مع احترامنا لتضحيات الجميع وعليه فإننا عندما نطلب رسمياً زيارة دولة روسيا الاتحادية فإننا سنطلب أن نلتقي السيد لافروف وزير الخارجية وإن كانت المعارضة الداخلية والتي هيئة العمل الوطني الديمقراطي جزء منها لا تملك مصادر تمويل لزيارة لموسكو ولا تملك القدرة على السفر في أي وقت وشراء بطاقات الطائرة العادية أو درجة رجال الأعمال فإن هذا لا يقلل من شأننا ولا يخجلنا بل يؤكد وحدة خياراتنا مع بسطاء السوريين وعلى رفضنا لأي تمويل خارجي من شأنه أن يتدخل في قرارنا السياسي المستقل..».
وختمت الهيئة تصريحها بالقول: إن «هيئة العمل الوطني الديمقراطي وكوادرها من معتقلين سابقين وممنوعين من السفر وهاربين من بطش القمع تتشرف بالتزاماتها تجاه الشعب السوري وتتشرف بالعمل معهم ومنهم وإن المصيبة التي توحدنا مع هذا الشعب علامة الشرف التي نحملها بكل فخر وهي بوصلتنا في التحرك ويكفينا فخراً أننا لم ولن نكون جزءاً من ملفات فساد معلنة أو مستترة ونحن وشعبنا الغالي نقف على أفران الخبز ونرفع الرغيف علامة النصر في وجه الفاسدين..».
من جهة ثانية، أعلنت الهيئة في صفحتها على «فيسبوك» أنها «تعتزم إرسال رسالة رسمية للافروف من خلال السفارة الروسية في دمشق «للاستفسار عن اللجنة المزعومة التي أعلن عنها بوغدانوف (لجنة متابعة اجتماعات موسكو) على أنها صادرة عن اجتماع موسكو»، لافتة إلى أن هذا «لا علم لنا به إلا إذا كان هناك مكان آخر لاجتماع موسكو خلف الكواليس»، متسائلة: هل قدري جميل لم يكن ناقلاً أميناً لطاولة موسكو أم إن هناك قضايا أخرى…؟.
وفي وقت سابق قالت الهيئة في صفحتها: إن ما يحصل اليوم «يفتقر لكل قواعد الاحترام للتقاليد البروتوكولات الدبلوماسية وهو أشبه بالبلطجة السياسية فمن أين خرجت تلك اللجنة المزعومة حول متابعة موسكو ونحن الذين حضرنا موسكو لم نسمع عنها ولم نعرف بتأليفها؟».
وأضاف: إن «كان قدري جميل يبلطج علينا سياسياً بسبب علاقته بالسيد بوغدانوف فإن الشعب السوري الذي خرج لأجل التغيير لا يمكن أن يقبل أن ينطق باسمه شخص بهذه المواصفات.. بل إن على الشعب السوري أن يخاف من هكذا شخص يمارس السياسة تحت عباءة البلطجة وعلينا أن نحذر من لحظة يمتلك فيها سطوة سياسية أو أمنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن