ثقافة وفن

تستطيع أن تكون مشهوراً وأنت حذّاء على جانب الطريق … لينا ضوا لـ «الوطن»: أحب أداء الشخصيات المتمردة فهي تشبهني

| أحمد محمد السّح

بدأت بكتابة الخاطرة أثناء دراستها الثانوية، ونالت المركز الأول مناصفةً على مستوى محافظة حماة، وحقق قلمها الشهرة والاهتمام، وانتقلت للنشر في جريدتي العمال والمسيرة النقابيتين، ولم يكن التمثيل يخطر في بالها. لينا ضوا اليوم الممثلة المحترفة التي يحفظ اسمها أطفال الوطن العربي ومتابعو المسلسلات المدبلجة التي اشتهرت فيها بأدوار بَصَمتْها بصوتها الخاص فأوحت طبقة صوتها للجميع بالألفة المحببة مهما تنوعت الشخصيات التي قدمتها، درست الإرشاد النفسي واليوم تتخصص كممثلة دوبلاج لديها السعي الدائم لتطوير أدائها.

تنوعت اهتماماتكِ قبل أن تستقر على خيار الدوبلاج، كيف تلخصين لنا هذه الاهتمامات؟
بدأتُ مع الخاطرة ونال قلمي الاهتمام في المرحلة الإعدادية وكان قلمي يرقص عندما يعبر عما يجول بداخلي، وقمت بدورات للتخصص بفن التصوير الفوتوغرافي، جئتُ إلى دمشق طالبةً في قسم الإرشاد النفسي، على حين كان اهتمامي أن أدرس الفنون الجميلة وكان الاختصاص جديداً في جامعة دمشق، تم قبولي فوراً، تركت الكتابة والرسم، بسبب الغربة في مدينة دمشق التي بدت كبيرةً بالنسبة لي، أنا القادمة من مدينة سلمية البعيدة، فكتبت خاطرة «الوداع» وبدأت البحث عن عمل، في الجامعة تدربت مع فرقة الرقص التعبيري التابعة لاتحاد طلبة سورية بقيت معهم عاماً قدمنا خلاله عدداً من العروض منها «محمد الدرة، وخطيئة الملاك».

كيف وصلتِ إلى الدوبلاج؟
في عام 2003 كنت طالبةً في المدينة الجامعية وكان لي صديقة تعمل في مجلة سبيستون، كانت تسمعني وأنا أقلد الأصوات، في حينها لم يكن هذا المجال يمرّ في خاطري، رافقتني وأجريت اختباراً في مركز الزهرة، من الأصوات التي كنت أسمعها في طفولتي، بثينة شيا، علي القاسم، مروان فرحات، يحيى الكفري ومأمون الرفاعي، الذي اهتم بتدريبي شخصياً وأعطاني الثقة، وفي عام 2004 منحني بطولة المسلسل الكرتوني «القناص» الذي نال شهرةً في العالم العربي.

لماذا ابتعدتِ عن تخصصكِ الجامعي في قسم الإرشاد النفسي؟
كنتُ أضعف من القدرة على تحمّل رؤيةِ عيني طفلٍ مرمي في دار الأيتام يبكي لأنه يعرفُ أن أهله أحياء لكنهم غير قادرين على احتوائه، كنت أشعر بعذابه النفسي فأزداد عذاباً، فبعد عدة محاولاتٍ قررت الابتعاد عن هذا المجال نهائياً، مع أن عدة فرص في مؤسسة تعنى بالمجال النفسي قدمت لي فرص عمل لكنني كنت قد وجدت نفسي في الدوبلاج، وتبنيت المهنة واحترفتها.

هل فكرتِ بالتمثيل التلفزيوني؟
فكرتُ في ذلك لكنني أقلعتُ عن الفكرة نهائياً، أستطيع الاختصار أن التمثيل التلفزيوني لا يناسبني، فعملت ممثلة ومعدة ومشرفة في الدوبلاج وبعدها تخصصت بالتمثيل فقط.

تقولين إن الأطفال يتواصلون معكِ، ووفاء الأطفال لا ينقضه الزمن.. كيف تصلكِ مشاعرهم؟
أنا لا أستطيع أن أكون بجانبهم جميعاً لكنني أعرف أن صوتي قد وصلهم، أذكر حادثة جميلة أفرحتني كثيراً وهي أن طفلة تونسية شاركت في برنامج مواهب ونالت شهرةً واسعة، التقت الصديق النجم أيمن عبد السلام وطلبت منه أن يوصل إلي سلاماً فقد كانت تعرف صوتي من الكارتون، بعدها طلبت منها أن تضيفني إلى حسابها على فيسبوك لأكون أنا من متابعيها وهي اليوم نجمة جميلة في عالم الغناء.

عادة تحدث حالة ضياع للهوية الفنية لدى الشباب والشابات في بداياتهم، يريدون أن يصلوا إلى كل أنواع الفن دفعة واحدة، هل وقعتِ في هذه الحالة؟
لم أتعرض للضياع.. عندما دخلت مجال الدوبلاج وجدت نفسي فيه حتى إنني اكتشفت في صوتي أشياء لم أكن أعرفها من قبل كطرق التأثير بالصوت على الآخر… قوة الإقناع.. وأشياء لا أستطيع وصفها لأنها روحية أكثر.. ولم ألهث وراء الشهرة يوماً، فمن يركض وراء شيء بقوة تسقط منه أشياء ثمينة، يستطيع الإنسان أن يكون مشهوراً كطبيب أو مهندس أو خياط أو حلاق وحتى حذّاء على جانب الطريق، شرط أن تتقن عملك وتحبه من دون أن تنتظر المال من ورائه فقط، والحب وحده هو من يجعلك مميزاً فلا يمكن استبدالك.

الدوبلاج للدراما الأجنبية شائع اليوم ومنذ سنوات، هل تصادف أن قمتِ بأداء شخصيات لم تكوني مقتنعة فيها على الورق؟
عندما أدخل الإستديو أنسى كل شيء وأعيش مع الشخصية وآخذ منها وأعطيها، أصل إلى أقصى درجات الإحساس بالحب والحزن والقهر والغضب وأحاول أن أكون نداً للممثلة الهندية، أو التركية أو الإسبانية… إلخ. الشخصيات التي أحب أداءها هي الشخصيات المتمردة فهي تشبهني، وقد تنوعت الشخصيات التي أديتها رغم أن الطيبة غلبت عليها، لكنني أديت الشخصية الشريرة في «عشق ودموع- هزار»، والشخصية المريضة نفسياً في «غيوم حمراء – باتي» والشخصية العفوية في « موسم الكرز – فتون» والعاشقة المجنونة في مسلسل «إيزابيل – جوانا» حتى في الكارتون لا أنسى شخصيات مثل «كايلو» في شركة الأستاذين أيمن زيدان وسمير كويفاتي، و«مدينة الأصدقاء – ج2» مع عامر فهد، ومن أهم الأعمال والشخصيات المعقدة التي لا أنساها كانت في «الهاربون – ميكاييلا» مع شركة التنوير، شخصية تدخل في مستويات نفسية متنوعة ومتغيرة وهذا النوع من الشخصيات يعجبني لكمّ التحدي الكبير في أدائه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن