رياضة

التقليد المنقوص

| محمود قرقورا

إنه لشيء جميل أن تقام مباراة السوبر بين بطلي الدوري والكأس في بلدنا كبطولة رسمية ثالثة بين الأندية، وهذا تقليد متبع في كل الاتحادات الكروية في العالم، وليس معضلة اختيار الطرف الثاني إذا حاز فريق ما ثنائية الدوري والكأس، فبعض الاتحادات تختار ثاني الدوري كالاتحاد الإنكليزي وبعضها يعطي الفرصة لثاني الكأس كالاتحاد الإسباني.
في بلدنا هذا التقليد مصاب بفيروس عدم الاستمرار، بل إن مسابقة كأس الجمهورية اكتملت خمسين مرة وبطولة الدوري عرف بطلها سبعاً وأربعين مرة، والمفارقة أن مباراة السوبر يوم الجمعة الماضي جرت للمرة السادسة فقط، فأي خلل هذا وأي تقصير من الاتحادات المتعاقبة؟
من المفرح أن نسمع حرص اتحاد الكرة على شرعنة البطولة وقيامها سنوياً كرفع الستارة عن بداية الموسم الكروي، لكن الأكثر ضرورة أن يمنح الفائز بها جائزة مالية تكون حافزاً للمشاركة على محمل الجد، وخاصة أننا سمعنا تخصيص جوائز مالية مجزية لبطلي الدوري والكأس مستقبلاً.
الجميل أيضاً أن المباراة جرت بملعب محايد في اللاذقية، وهذا يجب تكريسه وخصوصاً في مسابقة كأس الجمهورية التي استقرت أغلب السنوات في العاصمة لأن أندية الجيش والشرطة والوحدة والمجد استفادت من عاملي الأرض والجمهور مرات عدة، ما جعل المعادلة غير متكافئة مع أندية المحافظات الأخرى، ولا بأس بالعودة لنظام الذهاب والإياب كحل ثان بدل قيام المباراة في دمشق.
وبالعودة إلى المباراة الأخيرة نجد أن الجيش يمتلك ثقافة الفوز بالألقاب، فحاز النجمة الثانية بعد لقب عام 2014 على حساب الوحدة بالترجيح يوم تعادلا سلباً، بينما ظهر الاتحاد بحاجة إلى الكثير إذا أراد العودة لمنصات التتويج، وهذه المسابقة تحديداً لا تحمل البشرى لأبناء القلعة الحمراء، فسبق للفريق أن خسر لقب عام 1985 أمام الكرامة.
أما المستوى بشكل عام فهو غير مطمئن ويقلل مساحة تفاؤلنا بموسم تنافسي، لأن الشرط الأساسي لهذه الأمنية عودة الكرامة والاتحاد لسالف أيامهما.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن