سورية

يونان: من أين أتانا هؤلاء البرابرة لينكلوا بالبشر والحجر؟…«الإفتاء المصرية» تدين هدم «داعش» لدير «مار اليان» التاريخي في سورية

 القاهرة- رلى الهباهبة – دمشق- وكالات : 

أدان مرصد التكفير والآراء الشاذة والمتطرفة التابع لدار الإفتاء المصرية بشدة قيام تنظيم داعش الإرهابي بهدم دير «مار إليان» التاريخي في بلدة القريتين في ريف حمص بسورية، مؤكداً أن ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي، لا يجيزه الإسلام، في حين استنكر بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان ما قام به التنظيم، واصفاً ذلك بأنه «عمل إجرامي وإرهابي مشين»، ومؤكداً أنه يأتي ضمن أجندة مدعومة محلياً وإقليمياً ودولياً لإعادة المنطقة عشرات السنوات إلى الوراء.
وأكد مرصد التكفير في بيان له، أن ما قام به هذا التنظيم المتطرف يتعارض بشكل قاطع مع الأخلاق والمبادئ الإسلامية، ويسعى لنشر الطائفية والفوضى في بلداننا العربية والإسلامية، ما يصب في مصلحة المتطرفين.
وأضاف: إن التعاليم النبوية وأفعال الخلفاء الراشدين دعت إلى احترام حرية العقيدة وعدم هدم الأديرة أو الكنائس أو التعرض لأهل الكتاب بالأذى، مثلما فعل عمر بن الخطاب عندما افتتح بيت المقدس لم يهدم كنيسة القيامة وكتب للمسيحيين فيها عهد أمان سمي بـ«العهدة العمرية».
وتابع: إن «كتب السيرة النبوية طالعتنا أن النبي (صلى اللـه عليه وآله وسلم) عندما فتح خيبر ترك معابد اليهود فيها ولم يهدمها، وقد حذرنا النبي (صلوات اللـه وسلامه عليه وعلى آله) من التعرض لأهل الذمة بالأذى، فقال: «من آذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني كنت خصمه يوم القيامة».
وأكد المرصد، أن ما يفعله تنظيم داعش من تفجير للأديرة والكنائس وترويع وقتل للمسيحيين لا يجيزه الإسلام، بل حذر منه لما يحدثه ذلك من إثارة الفتنة، كما أن الأديان السماوية جميعها قد عملت على صيانة الأركان الضرورية للحياة البشرية، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، «وأن من قتل نفساً ظلماً وعدوانا فكأنما قتل الناس جميعاً».
من جانبه، قال البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان في بيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس: «ألا يحق لنا أن نتساءل ونسائل إخوتنا في المرجعيات الإسلامية من أين أتانا هؤلاء البرابرة الذين يتشدقون باسم دينهم لينكلوا بالبشر والحجر على مرأى من الجماهير المرعوبة وعلى علم بل تواطؤ من دول إقليمية بالمشاركة مع قوى دولية ولاسيما الغربية منها في التخطيط لاستعمار جديد يؤمن احتلال فلسطين إلى ما شاء الزمن ويعيد شعوب الشرق الأوسط إلى ما قبل التاريخ».
وأضاف: «من هي الحاضنة التي فرخت هؤلاء الإرهابيين التكفيريين الذين يقتلون كالكلاب المسعورة من خالفهم المعتقد وينكلون بالمواطنين الآمنين الذين آمنوا بإله الحق والمحبة وساهموا في نشر الكلمة والحضارة في الشرق، وكيف تنادى هؤلاء المجرمون من كل حدب وصوب ليفتكوا بمواطنين أبرياء على اختلاف طوائفهم، ذنبهم الوحيد أنهم أصروا على أن يبقوا مخلصين لوطنهم وأرضهم وبينهم العالم الذي ذاع صيته كالدكتور خالد الأسعد في تدمر.. أليس عاراً على من يدعي مكارم الأخلاق أن يلزم الصمت أو يكتفي بالاستهجان وأعداد كبيرة من النساء والأطفال يعتدى عليهم ويسبون عبيداً».
وأدان البطريرك يونان الصمت الإعلامي العالمي على هذه المجازر والانتهاكات إلى درجة التواطؤ، وقال: «كيف لا تحرك وسائل الإعلام ضمائر الذين يدعون الحق بفرض العقوبات على من يتجرأ ويريد الاحتكام إلى صوت شعبه والعالم يتفرج أو يتسلى بنقل جرائم التكفيريين يومياً في سورية والعراق ومصر وقد تجاوزت نسبتها أضعاف ما يرتكب من جرائم في العالم بأسره».
ودمر تنظيم داعش الجمعة دير مار اليان في بلدة القريتين بريف حمص بعد أن اختطف عشرات الأهالي ووضعهم أسرى لديه لاستخدامهم دروعاً بشرية.
وأكد المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، أن «إقدام تنظيم داعش الإرهابي على هدم دير مارإليان في مدينة القريتين عمل إجرامي يستهدف تدمير صفحات من تاريخ الشعب السوري العريق».
وقال في تصريح نقلته «سانا»: «إن إجرام إرهابيي داعش الذي فاق كل حد وصل بهم إلى استخدام البلدوزرات في تدمير أثر ديني تاريخي يعود إلى القرن الخامس الميلادي تعاقبت عليه مختلف الحضارات التي شهدتها سورية دون أن يفكر أحد بإلحاق أي أذى فيه».
من جهة أخرى كشف عبد الكريم أن داعش دمر أكثر من 90% من الأضرحة الإسلامية في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية لأهداف إيديولوجية ترتبط بفكرهم التكفيري، كما دمر العشرات من الكنائس والأوابد المسيحية في دير الزور والرقة.
يذكر أن دير مارإليان يتبع لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ويضم رفات القديس إليان الحمصي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن