سورية

إدانات واسعة للعدوان الإسرائيلي على سورية.. وصمت عربي ودولي…مضاداتنا الجوية تتصدى لطائرة حربية اخترقت أجواء القنيطرة…السفارة الأميركية بتل أبيب تحذر مواطنيها من الذهاب للجليل أو «الجولان المحتل»

 الوطن – وكالات : 

على مدى أكثر من أربع سنوات من الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، لم تدع إسرائيل فرصة لإظهار حجم تنسيقها ودعمها وتسليحها للأذرع الإرهابية في سورية وخاصة في الجنوب السوري، لتظهر صراحةً كطرف أصيل في الحرب الإرهابية عندما توشك أذرعها الإرهابية على الإفلاس أمام ضربات الجيش العربي السوري.
وأمام هذه المعادلة عاد الكيان الإسرائيلي لقراءة تطورات المشهد ليرى أن عملاءه باتوا في مساحة لا تتجاوز 1 كم مربع فقط في الزبداني التي باتت بحكم الساقطة عسكرياً بيد الجيش والمقاومة اللبنانية، بالتزامن مع إخفاق كل «عواصف الجنوب» التي أطلقت في درعا والقنيطرة للوصول إلى ريف دمشق وجاءت بقيادة غرفة «موك» الإسرائيلية السعودية الموجودة في العاصمة الأردنية، ما يعني بالمفهوم الإسرائيلي سقوط أحلام إقامة «منطقة عازلة أو آمنة» في جنوب سورية، أو بأقل تقدير منطقة «جدار طيب» على غرار ما كان في جنوب لبنان أثناء انتشار «جيش لحد» الإرهابي لحماية أمن كيان الاحتلال، بل بالعكس من هذا المشهد باتت المنطقة مرشحة لتكون جبهة مفتوحة للمقاومة الشعبية بأطرافها اللبنانية والسورية والفلسطينية من رأس الناقورة في لبنان إلى الجولان السوري المحتل، وهو الكابوس الإسرائيلي الذي لا يمكن للكيان تخيله.
هذا المشهد صحبه تطور سياسي لا يقل أهمية تجاه إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية ترجم مزاجاً عالمياً عبر نشاط دبلوماسي نشط خلال الأسابيع الماضية للتواصل مع القيادة السورية، المشهد الذي أزعج مملكة آل سعود وإسرائيل ويبدو أنهم عملوا على خلط الأوراق لإعادة الأمور إلى مربعها الأول.
في ظل هذا المشهد غير المريح لكيان الاحتلال باعتبار أن النتيجة الوحيدة المؤكدة لأي معادلة هي بقاء القيادة والدولة والجيش العربي السوري موحداً، لم يكن أمام جيش الاحتلال سوى اختلاق الذرائع ليل الخميس للاعتداء على مواقع للجيش العربي السوري، متذرعاً بسقوط أربع قذائف صاروخية على مستوطناته في الجليل، قال إن حركة «الجهاد الإسلامي» أطلقتها من الأراضي السورية، وهو الأمر الذي نفته الجهاد الإسلامي في وقت لاحق».
فليل الخميس الماضي قامت طائرات الاحتلال بالاعتداء على نقاط ومواقع عسكرية في القنيطرة السورية، ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله: «في محاولة لدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة ورفع معنوياتها المنهارة قام الطيران الإسرائيلي المعادي في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء اليوم (الخميس) باستهداف أحد المواقع العسكرية على اتجاه القنيطرة ما أدى إلى ارتقاء شهيد وإصابة 7 عناصر بجراح. وصباح الجمعة استهدف طيران الاحتلال سيارة مدنية في سوق شعبية في قرية الكوم بمحافظة القنيطرة ما أدى إلى ارتقاء 5 شهداء.
ورغم كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد تنفيذ الغارات أن تل أبيب لا تسعى إلى التصعيد متهماً إيران بتوجيه الهجمات ضدها بعلم من القوات السورية، تصدت مضادات الطيران في الجيش العربي السوري صباح أمس لطائرة حربية إسرائيلية اخترقت أجواء القنيطرة.
وقالت قناة «الميادين»: إن المضادات الأرضية السورية أطلقت نيرانها على طائرة حربية إسرائيلية اخترقت أجواء القنيطرة.
وفي تطور لافت نتيجة هذا التصعيد حذرت السفارة الأميركية في تل أبيب مواطنيها من السفر إلى الجليل أو «هضبة الجولان المحتلة»، الأمر الذي توقفت عنده وسائل إعلام العدو معتبرةً أنه ينذر بتغير في الأدبيات الأميركية تجاه إسرائيل واحتلالها الجولان السوري.
وقبيل العدوان الإسرائيلي كان جيش الاحتلال قد كشف مؤخراً أن قواته أجرت خلال الأسبوعين الماضيين تدريبات مكثفة في هضبة الجولان وعلى مقربة من الحدود الشمالية ترقباً لمواجهة، قال إن إيران تريد إشعالها في الجبهة الشمالية.
وقبل يوم من سقوط القذائف الصاروخية قام نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون بزيارة لمقر القيادة الشمالية للجيش للاطلاع على الاستعداد لمواجهة التطورات، وشملت التدريبات عدة سيناريوهات منها احتمال توغل بري داخل الأراضي السورية واحتمال إخلاء مستوطنين إسرائيليين من مستوطنات في الجولان والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية في حال احتدمت المواجهة، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
وتوالت الإدانات للعدوان الإسرائيلي، حيث أدان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بشدة العدوان الهمجي الصهيوني على الأراضي السورية، مؤكداً أن السياسة الخرقاء والمتخبطة التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاه سورية «استمرار لسياسة الكيان الصهيوني الغاصب منذ احتلاله فلسطين والجولان السوري».
وقال الاتحاد في بيان نقلته «سانا»: إن «حكومة نتنياهو الإرهابية لا هم لها إلا صب مزيد من الزيت على نار الأزمة السورية كلما لاحت في الأفق بوادر حل ما أو كلما ضاق الخناق على المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من جانب هذه الحكومة التي تقوم بهذه الاعتداءات كلما تضخمت أزماتها الداخلية».
ورأى الاتحاد أن هذا العدوان الغادر مدعاة لمزيد من الصمود لأبناء الشعب العربي السوري ولجيشه البطل ولقوى المقاومة في المنطقة، لافتاً إلى أنه مهما تكرر هذا العدوان فلن يغير من تصميم وإرادة الشعب السوري وجيشه الباسل وكل الداعمين له في المضي قدماً بمواجهة الإرهاب واجتثاثه.
واستنكر الاتحاد صمت الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة وما يسمى «المجتمع الدولي» على هذا العدوان، داعياً جميع منظماته الأعضاء القطرية والمهنية والمنظمات الشعبية والمهنية والصديقة لإدانة هذا العدوان الغاشم «الذي يهدد المنطقة برمتها بمزيد من التوتر ويجعلها على حافة حرب شاملة».
بدورها أدانت «حركة الأمة» في لبنان الاعتداءات الإسرائيلية على القنيطرة، واصفةً هذا العمل الإجرامي بالعدوان السافر والداعم للمجموعات الإرهابية التكفيرية بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري والمقاومة في عدة مناطق.
وأشارت الحركة في بيان لها إلى أن العدو الصهيوني يحاول مساندة المجموعات الإجرامية بتوفير «مناطق آمنة» لها، لافتةً إلى أن هذا العدوان يؤكد مرة جديدة التحالف القائم بين العدو الصهيوني وهذه المجموعات بغية تفتيت وتقسيم بلدان المنطقة.
كما أكد المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور أن العدوان الإسرائيلي الأخير على القنيطرة عدوان على الأمة كلها وعلى القيم الإنسانية والمواثيق الدولية بأسرها.
وقال بشور في تصريح له أمس: «إن التناوب في المهمات والتوقيت بين العدوان الصهيوني والفتنة التدميرية يكشف للجميع أن ما تشهده سورية منذ سنوات لا يستهدف شخصاً أو حزباً أو نظاماً بقدر ما يستهدف بلداً عريقاً بحضارته مميزاً برسالته نموذجياً في عيش أبنائه الواحد مقداماً في مقاومته طليعياً في التزامه القومي»، داعياً إلى تحرك عربي وإسلامي على المستويين الشعبي والرسمي وإلى مواقف دولية حاسمة من أجل إنهاء الأزمة في سورية عبر حل سياسي داخلي وعبر مواجهة للعدوان الصهيوني تبدأ بإنهاء كل أشكال التطبيع والتواطؤ معه وصولاً إلى بناء جبهة عربية إسلامية تقارعه في كل الجبهات.
من جانبه استنكر رئيس حركة الإصلاح والوحدة في لبنان الشيخ ماهر عبد الرزاق الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على الأراضي السورية وسط صمت دولي وعربي وتشجيع من بعض الأنظمة على استمرار هذه الاعتداءات، مؤكداً في بيان: أن العدو الصهيوني بهذا الاعتداء يحاول إنقاذ ما تبقى من مجموعاته الإرهابية الفاشلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن