من دفتر الوطن

لماذا لا نتعلم؟

| عبد الفتاح العوض

يبدو السؤال قاسياً ومؤلماً.. فكيف حتى الآن لم نتقن التعلم مما مررنا به؟
ثمة رأي فيه وجاهة إلى حد ما يقول إننا ما زلنا في الحرب والذين يطالبون بعالم مثالي أثناء الحرب على الأقل يمكن وصفهم بأنهم غير منطقيين.
وللأمانة فإن الكثير منا يتجاهل كل هذه السنوات من الحرب ويجري مقارنات بين سورية وبلاد لم تمر عليها حتى رياح الحروب ولم تعش جزءاً مما عاشه هذا البلد.
لكن في الوقت ذاته ثمة رأي آخر يرى أن الحرب باتت شماعة نعلق عليها كل أخطائنا ومشاكلنا، وأن الكثير مما يحدث من مشاكل لا علاقة للحرب بها، وأن أشخاصاً من المستفيدين من هذه الحرب يضعون ظروف الحرب كوسيلة لغاياتهم!
لاشك أننا أمام واقع يجب التعايش معه والاعتراف به، فالحرب مرت على كل شيء ولا يمكن أن نتحدث عن سورية بلا حرب مثلما نتحدث عنها وهي تعيشها بكل تفاصيلها.
لكن في الوقت نفسه لا يمكن الاستسلام لفكرة أن كل شيء سببه الحرب ولدينا الكثير من القضايا التي كان من الممكن معالجتها بطريقة أفضل حتى مع ظروف الحرب.
لدينا مثال طازج له علاقة بالانتخابات المحلية.. رسمياً تبدو الانتخابات قد نجحت من حيث الإقبال لكن في الوقت نفسه الكثير من الملاحظات المهمة تتعلق بالانتخابات لعل أهمها أننا ما زلنا في مرحلة القوائم التي تكون أقرب للتعيين منها للانتخابات.
لماذا أتحدث عن هذا المثال بالذات؟
ببساطة هؤلاء الأشخاص هم الذين سيكونون على تماس مباشر مع حياة الناس ومشاغلهم اليومية.
الملاحظات والارتباكات التي رافقت اختيار البعض والأحاديث تجعلنا ندرك أننا لم نتعلم كثيراً من دروس الماضي فيما يخص اختيار الأشخاص.
هل يمكن أن نضع شماعة الحرب لتبرير أننا لم نحسن الاختيار؟.
تنامي الفساد، وبقاء أشخاص في مناصبهم رغم عدم قدرتهم على إرضاء المواطنين، حتى نصل إلى مثال آخر، في أول أيام معرض دمشق الدولي العام الفائت حدثت مشكلة نقل الزوار، في آخر معرض دمشق الدولي الحالي حدثت مشكلة نقل الزوار!
ما علاقة الحرب بأننا لم نتعلم درساً بسيطاً حتى السذاجة!
كل منا لديه أمثلة كثيرة حول المشاكل التي تتكرر في حياة السوريين، ونعيدها مرة إثر مرة من دون أن نتعلم منها.
فلا يمكن أن نحمّل الحرب كل مشاكلنا مع التأكيد من جديد أن الحرب مرت على كل التفاصيل في حياة السوريين، لكن هذا لا يبرر ألا نستفيد من الدروس وألا نتوقف عن تكرار السقوط في الأخطاء مرات ومرات!

أقوال:
هكذا هي الحياة، إنها أشبه بوردة تزهر بفرح في أرض خضراء، فتأتي معزاة وتأكلها، وينتهي كل شيء. – أنطون تشيخوف.
الذي يتعلم ولكن لا يفكر في خطر! والذي يفكر ولكن لا يتعلم في خطر أكبر». – كونفوشيوس.
«حول جراحك إلى دروس وحكم» – أوبرا وينفري.
«إنه من الحماقة تكرار الطريقة نفسها، وانتظار نتائج مختلفة» – ألبرت أنشتاين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن