سورية

الأمم المتحدة وواشنطن وبرلين وطهران رحبوا باتفاق إدلب ودعوا لتنفيذه … شويغو: بدء العمل على إنشاء نظام أمن جديد في المحافظة

| وكالات

رحبت كل من الأمم المتحدة وأميركا وإيران وألمانيا باتفاق إدلب الذي أعلن عنه في مدينة سوتشي الروسية ودعوا إلى تنفيذه، في حين أعلنت موسكو عن بدء العمل على إنشاء نظام أمن جديد في منطقة «خفض التصعيد» بمحافظة إدلب، في وقت أكدت فيه أنقرة أنها ستواصل أنشطتها العسكرية المتعلقة بإدلب بالتنسيق مع روسيا.
وكشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «المباحثات بشأن تسوية الوضع في منطقة إدلب التي جرت الاثنين (في مدينة سوتشي) بين (الرئيس فلاديمير) بوتين و(رئيس النظام التركي رجب طيب) أردوغان، بمشاركة وزراء الدفاع والخارجية، وقائدي الأركان العامة، أسفرت عن اتخاذ قرار يقضي بالشروع في العمل على إنشاء نظام وهيكل جديدين لضمان سلامة العمل في منطقة خفض التصعيد بإدلب، انطلاقا من هذا اليوم، (الـ 18 أيلول الجاري)».
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في كلمة له خلال اجتماعه مع سفراء عدة دول في أنقرة، وفق وكالة «الأناضول»: إن بلاده ستواصل أنشطتها العسكرية المتعلقة بإدلب بالتنسيق مع روسيا. وأضاف: إن اتفاق سوتشي بشأن إدلب مكسب مهم للدول المعنية وسكان المنطقة، وأكد أن بلاده «تحترم وحدة وسلامة أراضي جميع جيرانها، وعلى رأسها سورية والعراق».
وشدد على أن تركيا «لم تبق ولن تبقى مكتوفة الأيدي أيضاً تجاه الاعتداءات التي تنطلق من دول الجوار»، وأنها «لن تسمح في هذا الإطار بتشكيل حزام إرهابي لوحدات حماية الشعب الكردية شمالي سورية».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وفق «روسيا اليوم»: إنه بموجب الاتفاق، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أمس: «علينا أن نرسل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى إدلب، ونقاط المراقبة التركية ستبقى قائمة في المنطقة».
وذكر أوغلو، وفق «سبوتنيك»، أن وكالات الاستخبارات والأمنية التركية والروسية سيبحثان مصير المجموعات المتطرفة الموجودة في إدلب.
وأضاف: «روسيا وتركيا ستنفذان دوريات مشتركة ومنسقة حول حدود إدلب. سنحتاج إلى نشر قوات إضافية هنا»، وأوضح أن «طائرات مسيرة، يمكن أن تشارك في دوريات إدلب».
ونقلت وكالة «رويترز» عن أوغلو قوله: إن «طريقي إم4 وإم5 السريعين اللذين يربطان الشرق بالغرب والشمال بالجنوب عبر منطقة إدلب، ويربطان مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة دمشق بساحل البحر المتوسط، سيكونان مفتوحين أمام حركة المرور بنهاية العام».
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، وفق «سبوتنيك»: إن «المعارضة ستبقى في الأماكن الموجودة بها في إدلب، ضمن الاتفاق المبرم مع روسيا».
وفي أبرز المواقف الدولية من الاتفاق قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، علي الزعتري، في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، «يرحب السيد علي الزعتري المنسق المقيم للشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية، بأن يتيح الاتفاق الذي تم توقيعه أمس في سوتشي بين روسيا وتركيا حول مدينة إدلب، انسياب المساعدات الإنسانية، وحقن دماء المدنيين».
وأبدى الزعتري استعداد منظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لمدينة إدلب وريفها، وأكد أن عمل منظمات الأمم المتحدة في سورية مسترشد من المبادئ الإنسانية الحاكمة لعملها.
من جهته علق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على اتفاق إدلب، بالقول: إن «الجهود الدبلوماسية نجحت في تجنيب تلك المنطقة ويلات الحرب».
وكتب ظريف على «تويتر» مساء من أمس: «المساعي الدبلوماسية الحثيثة والمسؤولة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما فيها زياراتي إلى أنقرة ودمشق، والتي تبعتها القمة الإيرانية الروسية التركية في طهران واللقاء في سوتشي، تثمر بمنع الحرب في إدلب، مع التأكيد على الالتزام الحازم بمكافحة الإرهاب والتطرف. إن الدبلوماسية تثمر».
من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية​ ​بهرام قاسمي​ ترحيب بلاده باتفاق سوتشي، كاشفا عن أن «إيران كانت في أجواء الاتفاق بين تركيا وروسيا وقد تم التشاور معها قبل إعلانه»، وفق «روسيا اليوم.
وفي السياق، قال مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية، وفق «روسيا اليوم»: «نرحب ونشجع روسيا وتركيا على اتخاذ خطوات عملية لمنع الهجوم العسكري على محافظة إدلب، كما نرحب بأي جهود مخلصة للحد من العنف في سورية».
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في تصريح نشر على صفحة الخارجية الألمانية في «تويتر»: «كل ما يمكن أن يساعد في منع وقوع كارثة إنسانية، يعتبر جيدا. وقمنا في الأسبوع الماضي بالدعوة لذلك. والآن يجب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي. حتى الآن لم يكن من الممكن تنفيذ ذلك بخصوص الاتفاقات الخاصة بسورية».
بدورها قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، مايا كوسيجانسيك، وفق «الأناضول»: «ننتظر أن يضمن اتفاق إدلب بين تركيا وروسيا حماية أرواح المدنيين، وتدفق المساعدات الإنسانية من دون توقف».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن