سورية

موسكو اعتبرت أن نتنياهو لم يف بوعده.. ولبنان أدان العدوان … خبير روسي: «إسرائيل» ربما هي من أسقطت «إيل 20» عمداً

| وكالات

وسط إدانة لبنانية لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي على مدينة اللاذقية والذي تسبب بسقوط طائرة روسية ومقتل من كانوا على متنها، رجح خبير روسي بأن تكون «إسرائيل» هي من أسقطت الطائرة، على حين واصل الاحتلال لهاثه لتطويق تبعات الحادثة ونفت فرنسا مشاركتها في العداون.
وكانت وزارة الدفاع الروسية حمّلت «كامل المسؤولية» للاحتلال الإسرائيلي، عن تحطم الطائرة، مؤكدة أن ما قام به يشكل عدوانا وتحتفظ بحق الرد المناسب عليه.
وبحسب وكالة «سانا»، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أمس الاعتداءات التي يقوم بها كيان العدو الإسرائيلي على سورية، وتقدمت في بيان، بأحر التعازي من شعب وحكومة جمهورية روسيا الاتحادية باستشهاد 15 جندياً روسياً والذين كانوا يشاركون في محاربة الإرهاب في سورية.
من جانبه، أكد الكرملين توافر معلومات كاملة ودقيقة لدى وزارة الدفاع الروسية عن كل التحليقات في مكان وزمان تحطم طائرة «إيل 20» الروسية قبالة السواحل السورية.
وقال الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية أمس نقلها موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتمد على المعلومات الإلكترونية عن «كل دقيقة وثانية» تتعلق بجميع التحليقات في تلك المنطقة، ولاسيما للطائرة الروسية نفسها، والتي تتوفر لدى وزارة الدفاع الروسية.
وبحسب بيسكوف، فإن موسكو ستدرس معطيات الجانب الإسرائيلي حول الحادث، التي وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإيفاد قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى موسكو لتقديمها، وذلك خلال اتصال نتيناهو ببوتين أول من أمس.
وقال بيسكوف: «لم نتلق هذه المعلومات (الإسرائيلية) بعد. وبطبيعة الحال، سيقوم خبراؤنا بدراستها»، نافياً علمه عما إذا كانت دمشق قد قدمت لموسكو معلومات عن أداء عسكرييها أثناء وقوع الحادث، ناصحاً الصحفيين بتوجيه هذا السؤال إلى وزارة الدفاع الروسية.
وفي رواية جديدة لسقوط الطائرة، ذكرت وكالة «سبوتنيك»، أن جريدة «سفوبودنايا بريسا» (الصحافة الحرة) الروسية نقلت عن الخبير ميخائيل ألكسندروف من مجموعة البحوث العسكرية السياسية التابعة لمعهد العلاقات الدولية بموسكو: إنه «لم يمنع نظام التمييز توجّه الصاروخ نحو الطائرة الروسية، لذا من المرجح أن تكون الطائرات الإسرائيلية هي التي أسقطت طائرة «إيل 20».
ويُفترض أن تحتوي منظومة الدفاع الجوي «إس 200» التي أطلقت صواريخ اعتراضية على الطائرات الإسرائيلية المغيرة ويُعتقد أن أحدها أصاب الطائرة الروسية، على نظام تمييز «الصديق» من «العدو».
وطرحت الجريدة الروسية سؤالاً آخر هو «على مَن أطلقت فرقاطة فرنسية صواريخها؟»، ذلك أنه سبق لوزارة الدفاع الروسية أن ذكرت في بياناتها ليلة العداون أن الفرقاطة الفرنسية «آفيرجن» أطلقت 4 صواريخ مجنحة.
وفي خضم التطورات السابقة حاولت «إسرائيل» تطويق الحادثة بعدما حمّلتها روسيا المسؤولية الكاملة.
وبحسب «روسيا اليوم»، رأى أحد كتاب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن الحادث «قد يكون افتعل جزئياً (عمداً) بتأخر الإبلاغ عنه من قبل إسرائيل».
ورجح الكاتب اضطرار «إسرائيل» في المستقبل القريب للحد من عملياتها العدوانية في سورية وأن «نتحمل المسؤولية علنا عما حصل».
بدورها أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» إلى أن لهجة موسكو في السابق نحو الاحتلال عقب الحوادث التي شارك فيها الطيران الإسرائيلي، لم تكن قاسية، مؤكدة أن الرواية التي تقول إن القوات الجوية الإسرائيلية قد تكون قد لجأت عن قصد إلى «خدعة» عسكرية لتضليل قوات الدفاع الجوي السورية، لا تخلو من الحقيقة.
وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها ظهور تهديد بأن «التوازن الهش يمكن أن يتغير»، لافتة إلى أن روسيا أوضحت بأن الحادث لم يكن خطأ، بل هو نتيجة مباشرة للهجمات الجوية الإسرائيلية على سورية.
وبحسب وكالة «الأناضول»، قال رون بن يشاي محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: إن إسرائيل ستحاول إقناع روسيا بعدم تسليم سورية منظومات متطورة مضادة للطائرات والصواريخ، وأضاف: إن ما يقلق إسرائيل حالياً هو إمكانية تنفيذ روسيا لتهديدات سابقة بتسليم سورية منظومة «إس 300» للدفاع الجوي الصاروخية بعيدة المدى، لذلك سيعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي على إقناع روسيا بعدم تنفيذ تهديدها رداً على إسقاط الطائرة الروسية، رغم إعلان بوتين أن إسرائيل ليست مسؤولة عن الحادثة، وأن الطائرة أسقطت «بسبب سلسلة أخطاء مؤسفة». في الأثناء هاجم السفير الفرنسي في واشنطن، جيرار أرو، روسيا، في تغريدة على «تويتر»، وزعم أنها تنشر أخبارا مفبركة، وأن «آلة الأخبار المفبركة الروسية طاش صوابها»، وفق تعبيره، في أول تعليق على اتهام روسيا لفرقاطة فرنسية بإطلاق صواريخ مجنحة خلال العدوان على اللاذقية.
وفي وقت لاحق أمس اعتبر مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، أن عدوان إسرائيل على سورية أراد به الاحتلال تخريب الجو الإيجابي لاتفاق إدلب.
وفي تصريح لافت نقلته «سبوتنيك» قال أقطاي: إن «إضعاف سورية وزعزعة استقرارها هو من أولويات إسرائيل بغض النظر عمن يحكمها (…) كي لا تبقى في جوارها دولة قوية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن